فيديو| جلسة صلح تعيد الأسرة القبطية إلى كفردرويش في بني سويف
عقدت مديرية أمن بني سويف، بالتعاون مع المحافظ، المستشار محمد سليم، اليوم الثلاثاء، جلسة صلح بين أقباط ومسلمي كفر درويش، التابعة لمركز الفشن، لوأد الفتنة التي انفجرت الأسبوع الماضي، عقب نشر صورة مسيئة للرسول، على صفحة أحد شباب القرية، ويدعى، أيمن، على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك"، الذي يعمل في الأردن.
وحضر الجلسة العرفية، كلٌّ من مدير أمن بني سويف، اللواء محمد أبوطالب، وقيادات الشرطة، والجهاز التنفيذي، ورجال الأزهر، برئاسة وكيل وزارة الأوقاف،الشيخ سلامة عبدالرازق، ورجال الدين المسيحي، برئاسة أسقف جنوب بني سويف، الأنبا أصطفانوس، وعمدة القرية، أحمد ماهر.
ووجه أسطفانوس، شكره إلى رجال الشرطة ومحافظ بني سويف لجهودهم لفض الاشتباك بين أعضاء الجسد الواحد في القرية، مشيرًاإلى أن السلام من الإسلام، وأنه اسم من أسماء الله الحسني، وعندما ولد عيسى عليه السلام، رتلت الملائكة، الحمد لله وعلى الأرض السلام، وعندما صعد المسيح، ترك رسالة سلام، قال فيها، اترك لكم سلامي، لذا يجب على من يرغب في نشر السلام أن يبدأ به مع نفسه أولًا.
وقبل بدء جلسة الصلح، هتف الأهالي من المسيحيين والمسلمين، قائلين لوسائل الإعلام التي نقلت صورة خاطئة للرأي العام عن القضية، "اتقوا الله في أقباط ومسلمي مصر".
من جانبه، أوضح عمدة كفر درويش، أحمد ماهر، أن الأهالي أثناء غياب أسرة الشاب، قاموا بري أرضهم وتزويدها بالتقاوي اللازمة، مضيفًا أن أعمام الشاب المخطئ لم يتم الحكم عليهم بترك القرية قبل الصلح، وإنما حكم الجميع من المسلمين والمسيحيين أن يتركوا القرية، وكان الحكم من قبل للخوف عليهم فقط، وتهدئة الأمور.
"دوت مصر" التقى عدد من شباب القرية، أبرزهم؛ أحمد محمد، ومحمد عصام، وسيد سعيد، طلاب في المرحلة الثانوية، الذين قالوا بأن الجلسة العرفية الأولى التي أقيمت الأسبوع الماضي في القرية بحضور مسيحيي القرية ومسلميها أسفرت عن الحكم بأن تهجر أسرة الشاب أيمن، الذي أساء للرسول على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك"، الأسرة مكونة من أشقائه الثلاثة، ووالده، لحين تهدئة الأوضاع وعودتهم من جديد، أو يعود الشاب من الأردن ويسلم نفسه.
وأضافوا، أن الواقعة بدأت عندما قام محمد جمال عبدالعال، أحد أصدقاء أيمن، بالاتصال به عقب نشره الصورة المسيئة، مستفسرًا منه عن فعلته، ورد أيمن، قائلًا: أنا مخطئ، وعليك محاولة إصلاح ما قمت به، ولكن سرعان ما انتشرت الصورة المسيئة على الـ"فيسبوك" بين شباب القرية، وتجمعوا للانتقام منه، وبعد ذلك تم حرق مجموعة من العشش من قِبل الأقباط اعتراضًا على تهجير الأسر.
ومن ناحية أخرى، قال مزارع من أهالي القرية، يدعى، ميلاد ماهر حنا: إن ما قاله يوسف الحسيني بوصف المسلين أنهم متشددون في القرية، عار تمامًا من الصحة، فالجميع أشقاء وأحباب، ولم يحدث تهجير بالمعنى الذي تناولته وسائل الإعلام، بل كان شيئًا مؤقتًا لأسرة أيمن وأشقائه حتى تهدأ النفوس، ومحاسبة المخطئ.
وعاب ميلاد، على العمدة، أحمد ماهر، بأنه لم يدر الأزمة بحكمة وقوة منذ البداية، مشيرًا إلى أن تصريحات المحافظ على وسائل الإعلام بعودة الأسرة دون أن يجازي المخطئ أججت المشاعر عند أشقائنا المسلمين.
وقال موظف في الوحدة المحلية للفشن، من أهالي القرية، وهو يعانق جاره القبطي: سيعمل كل رجال وحكماء القرية للجلوس مع شباب القرية لشرح الوضع لهم، وإخبارهم بإجراءات الدولة في القبض على أيمن الهارب، وليس هناك ذنب لأسرته وأشقائه غير الراضين عن فعلته، منعًا لأي شخص بالتلاعب بهم والوقيعة بينهم.
وفي لهجة استهجان، أوضح مزارع من كبار أهالي القرية، يدعى محمد حسن عبدالمقصود، أن قريته منذ نشأتها لم تشهد خلافات أو تفرقة بين قبطي ومسلم، قائلا: القبطي يسبقنا في أحزاننا وأفراحنا والعكس بالنسبة للمسلمين، وتجاذب معه الحديث، مشرف زراعي، يدعى، فتحي سيد، إن ما شهدته القرية منذ أيام عقب جلسة الصلح الأولى من حرق بعض عشش المسلمين، جاء من مجموعة من الأقباط خشية ترك الأمن للقرية، واعتراضًا على ترحيل بعض الأسر.
ومن جانبه، قال مدير أمن بني سويف، اللواء محمد أبوطالب، إن "النيابة أصدرت قرار ضبط وإحضار المتسبب في الأزمة، على الـ"فيسبوك"، أيمن يوسف توفيق، وتم التعاون مع البوليس الدولي الإنتربول، للقبض عليه، وتقديمه للمحاكمة، كما تم تكليف قوات الأمن بتأمين القرية بالكامل لمنع أي أحداث تعود بنا إلى نقطة الصفر.
كما التقى "دوت مصر" مع الأسرة القبطية، أثناء عودتها إلى منزلها في قرية كفر درويش، عقب انعقاد جلسة الصلح بين مسلمي وأقباط القرية.
وقال والد المتسبب في الأزمة، يوسف توفيق، (85 عامًا)، والدموع تملأ مقلتيه من الفرحة بعودته: ابني لا يعرف الكتابة والقراءة، ولا يعرف من السبب في نشر تلك الصورة، وفرحتي برجوعي إلى بيتي بالدنيا وما فيها، ويكفي زغاريد بيوت المسلمين التي ملأت شوارع القرية، فلا فرق في قريتنا بين أحد بسبب الديانة.
وأضاف شقيق المتسبب في الأزمة، عماد، فوجئنا بأهالي القرية من المسلمين والأقباط تطلبنا في جلسة عرفية، بعدما نشر أخي الصورة المسيئة، وحكموا علينا بـ50 ألف جنيه، توزع على الفقراء، وعندما وافقنا لمنع البلبة مع أشقائنا في القريه، فوجئنا بالجميع يرفض المبلغ، لأن الرسول، وفقًا لقولهم، لا يزن الخطأ في ذاته الكريمة بأي مبلغ.
وتابع، "غيروا المطلب للمرة الثانية، بتقديم والدي الكفن، وبعدها قام عمدة القرية بإحضار رجال الدين في القرية ورجال الأمن وطالبوا بتركنا للقرية لحين تهدئة الأهالي، وقمت أنا ووالدي وولدتي وزوجة شقيقي بصحبة أبنائنا بالذهاب إلى دير الجرنوس في المنيا، بينما ذهبت زوجة أيمن وأبنائه عند أهلها في قرية الفنت، المجاورة لها، ولم يترك أعمامنا وخالاتنا بيوتهم.
وفي نهاية حديثه، دعا عماد على شقيقه أيمن، الذي تسبب في تشريد والدته ووالدته بسبب أفعاله.