التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:49 م , بتوقيت القاهرة

السادات يستعين بعمر الشريف ليسافر إلى إسرائيل

أثار إعلان بعض الفنانين والإعلاميين مرافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته المقبلة إلى ألمانيا، حفيظة بعض النشطاء ومدوني مواقع التواصل الاجتماعي، وانطلقت التعليقات المنتقدة لذلك، رفضا لهذا التصرف انطلاقا من أن الزيارة رسمية وتاتي في إطار التباحث بين قيادتي الدولتين لدعم أواصر التعاون الثنائي سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو غيرهما من المجالات.

فيما دافع البعض عن ذلك، معتبرين الأمر بأنه أشبه باستخدام "القوة الناعمة" التي تعد أحد أنواع الوسائل الدبلوماسية التي تستخدمها دول العالم لتحقيق أهدافها في التعامل مع الدول الأخرى.

"القوة الناعمة".. مصطلح أطلقه المحلل السياسي والاستراتيجي الأمريكي، جوزيف ناي، ضمن كتابه "وثبة نحو القيادة"، ويُعرف ناي القوة الناعمة بـ"أن تكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق، ومن خلال الدعم الذي تقدمه في مجالات حقوق الإنسان والثقافة والفن، ما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم إتباع مصادره".

وتعتبر القوة الناعمة أداة فعالة جدا لتحقيق مصالح الدولة في الخارج، وهذا يلبي مطلب العصر، حيث التنافس على المصالح ما زال قائما في العالم، ولكن طرق العنف الخشنة مثل استخدام القوة العسكرية أو التهديد بها أو الحصار الاقتصادي والابتزاز... إلخ على خلاف الأزمنة السابقة، أصبحت سيئة في نظر الرأي العام في كل مكان.

ومن هذا المنطلق التقط الرئيس الراحل محمد أنور السادات هذا الخيط بفطرته السياسية، وذلك فى آواخر السبعينيات، عندما أراد أن يعقد سلاما مع إسرائيل، بعد أن استعاد جزءا كبيرا من أراض مصر التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

ففكر السادات أن يذهب مباشرة إلى تل أبيب، انطلاقا من المثل الريفي الشائع "من جالك بيتك جاب الحق عليك"، ولكنه كان يريد الاستعانة بمن يمهد له الطريق ويطمئنه قبل الإقدام على هذه الخطوة، التي كانت ستجعل تاريخه السياسي على المحك.

لذا رأى السادات أن أهل مكة أدرى بشعابها، ومن هنا قرر الاستعانة بالفنان عمر الشريف في التمهيد له من خلال تعاملاته مع كثير من اليهود، في إطار عمله كفنان عالمي، واستغلالا لشهرته وتأثيره الدولي وقتها، لكي يسافر إلى إسرائيل.

ويقول عمر الشريف في تصريح لمحرر "دوت مصر": "كلمني الرئيس السادات، وأنا في باريس، وعرض عليّ الرجوع إلى مصر، وقال لي إنت تعرف يهود كتير وبتشتغل معاهم، إيه رأيك لو رحت إسرائيل، إيه يكون رد الفعل هناك؟".

وتابع الشريف: "ذهبت بعدها مباشرة إلى سفير إسرائيل في باريس، وكنا على علاقة طيبة، وقلت له أريد التحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، مستر بيجن، في التليفون، فالسفير اتخض، قلت له لدي إخبارية من الرئيس السادات وأريد أن أقولها له".

وواصل الفنان المصري تصريحاته، "بالفعل اتصل بمستر بيجن وأعطاه لي، قلت له أنا عمر الشريف ممثل، قال لي أعرفك، فتحدثت إليه بالإنجليزية، وأخبرته أن الرئيس السادات يريد الذهاب إلى إسرائيل، ولكنه لا يعرف كيف ستستقبلوه عندكم، قال لي: سوف نستقبله كالمسيح".

واختتم عمر الشريف: "طلبت من السفير الإسرائيلي أن يطلبلي السادات، فأنا لا أعرف رقم له، وبالفعل طلبه لي، وتحدثت إلى السادات، وقلت له إنني أتحدث إليك من السفارة الإسرائيلية بباريس، وقد تحدثت مع بيجن، وقال لي إنهم سوف يستقبلونك كالمسيح، قالي تمام، وبعدها بأسبوع ذهب إلى إسرائيل".