التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:02 ص , بتوقيت القاهرة

خبير إستراتيجي: رحلة السيسي لألمانيا "مختلفة" لهذه الأسباب

قال الخبير الإستراتيجي، اللواء شريف عبدالرحمن، إن بعض المؤسسات والشخصيات في مصر استعدت لجولة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا بشكل مختلف عن باقي الزيارات الخارجية التي أجراها طوال الـ12 شهرا الماضية.


وأضاف عبدالرحمن، في تصريح لـ"دوت مصر"، اليوم الثلاثاء، أن هذا الاستعداد بهدف تقديم الدعم الكامل لرحلة السيسي التي جاءت بعد تقديم 3 طلبات شفهية من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولطبيعة هذه الزيارة ذات الحساسية السياسية بين الجانبين.


وأوضح أن هذه الزيارة تعد مختلفة لعدة أسباب، أهمها الزوبعة التي أربكت تحضيرات الزيارة إلى ألمانيا بسبب نفوذ الإخوان هناك، وبخاصة أنها تعتبر إحدى القلاع الصناعية لهم، وإحدى أهم الدول التي تستقبل حصيلة كبيرة من رؤوس أموال التنظيم الدولي للجماعة، وتعتبر قبلتهم الأولى في الاقتصاد والاستثمار، بما يعنى أن أيادي الإخوان قادرة على توصيل رؤيتها في أكثر المؤسسات قوة في ألمانيا بسبب تأثير رأس المال.


وأشار إلى أن طبيعة ارتباط الإخوان بألمانيا جاء بسبب علاقة هذه الدولة بالاتحاد الأوروبي، وقدرتها في أخذ قرارات مصيرية وحاسمة به، نظرا لتاريخها وقوتها بين الدول الأوروبية، لافتا إلى أن المقر الرئيسي لمركز التنظيم الدولي للإخوان يقع في أحد أهم المواقع الألمانية، بما يعني أن كل التحركات الإخوانية والقرارات تخرج من هذا المبنى الموجود هناك.


وتابع الخبير الاستراتيجي إن من ضمن هذه الأسباب هو الحرص على ثبات العلاقة بين مصر وألمانيا والتي لا يمكن أن تتأثر بسبب انتشار الإخوان ورؤوس أموالهم بها، موضحا "زيارة السيسي لهذه الدولة في هذا التوقيت برغم المشاكل في البداية ذكاء، لأنه يسعى لترسيخ العلاقات المصرية الألمانية من خلال الاحتكاك المباشر مع قادة ألمانيا.


ولفت إلى أن أهم أسباب أهمية هذه الزيارة هو أن السيسي لا يمكن أن يترك "الملعب" في ألمانيا للإخوان وحدهم، وعليه –باللغة العسكرية– أن يقتحم هذه الأرض بأسلوب المبادرة في الزيارات، لتوصيل رؤية الشعب المصري في أحوال المنطقة، ونقل برنامجه في مكافحة الإرهاب المسلح المنتشر في دول العالم.


وأكد أن إصرار المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل على استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي هناك بعد تصريحات أحد قادة البرلمان الألماني محاولة منها لتأكيد رغبتها ودولتها في التقاء سياساتهم مع السيسي، نظرا لأنهم بدأوا يعانون من ويلات الإرهاب المسلح على أراضيهم، بما يعني أن عملية التنسيق مع مصر باتت خطوة هامة.


وربط الخبير الإستراتيجي بين البيان الصادر عن وزراة الداخلية أمس، الإثنين، قبيل زيارة السيسي لألمانيا بساعات، بخصوص قيام خلايا الإخوان بجمع معلومات عن رجال الجيش، مؤكدا أن كل البيانات التي تصدرها الوزارات في مصر تنقل إلى الخارج عبر سفراء الدول في مصر، بما يعني أن بيان الداخلية أحد طرق دعم زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا، التي دافع بعض الشخصيات بها عن الإخوان، ورفض أحكام السجن التي صدرت بحق عناصر التنظيم الإرهابي، وهو ما يعني أن هذا البيان كان موجها للخارج ليتطلع الغرب على سياسات الإخوان وخططهم التي يتبعونها في مصر.


وأوضح أن أحد طرق الدعم الذي قدمته المؤسسات المصرية أيضا في هذه الزيارة هي "القوة الناعمة"، الممثلة فى الشخصيات الفنية والأدبية والثقافية ورجال السياسية والإعلام الذين سبقوا السيسي لألمانيا، مؤكدا أن صاحب القرار في هذه الرحلة كانت غرفة صناعة السينما التي تولت اختيار الفنانين وقامت بإتمام إجراءات الحجز لهم ليتواصلوا مع نظرائهم الألمان، ونقل وتبادل الحوارات لتوضيح حقيقة الأمور في مصر.