التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:03 م , بتوقيت القاهرة

رشيد كرامي.. اللبناني محطم الأرقام القياسية "حيا وميتا"

"كان يعمل بإخلاص وتفان على بناء الجسور بين القوى المتصارعة، بهدف وضع حد للتقاتل العبثي وإقرار صيغة وطنية يجمع عليها كل الأطراف. وامتدت إليه يد الإجرام لتعطيل هذا المسعى الإنساني والوطني النبيل الذي استشهد في سبيله".

هكذا وصف مفتي الجمهورية اللبنانية، عبد اللطيف دريان، الابن البكر للزعيم اللبناني الراحل، عبد الحميد كرامي، المفتي والنائب السياسي المعارض للانتداب الفرنسي وأحد رجالات الاستقلال، ورئيس وزراء لبنان صاحب الفترة الأطول على الإطلاق، رشيد كرامي، الذي تمر اليوم، الاثنين، الذكرى 28 لاغتياله.

مولده ونشأته

هو رشيد عبدالحميد كرامي، ولد في 30 ديسمبر عام 1921، بمدينة طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، لعائلة سياسية عريقة، وتلقى تعليمه الثانوى في كلية التربية والتعليم الإسلامية، قبل أن يذهب إلى القاهرة ليتابع في جامعتها دراسة الحقوق، وينال شهادتها في 1947.

نقطة تحول

وبعودته إلى لبنان، عمل رشيد في مكتب المحامى فؤاد رزق في بيروت، لتأتي وفاة والده في 1950، مشكلة نقطة تحول في حياته العملية، حيث اختير ليكمل في السياسة المسيرة التي بدأها والده.

أصغر برلماني

ودخل معترك السياسة، من باب الانتخابات النيابية، التي فاز فيها نائبا عن مدينة طرابلس في دورة 1951، محققا أول رقم قياسي في مسيرته كأصغر النواب سنا، قبل أن يعاد انتخابه في 1953 و1957 و1960 و1964 و1968 و1972، وهو العام الذي لم تجر منذ حينه الانتخابات، حيث كان يتم التجديد للبرلمان كل 4 سنوات، وذلك بسبب صعوبة إجراء انتخابات جديدة بسبب الحرب الأهلية اللبنانية.

أصغر وزير

رشيد أضاف إلى مشواره السياسي العديد من المناصب وزارية، فكان على موعد مع كسر رقم قياسي جديد، حينما اختير وزيرا للعدل للمرة الأولى في 1951، فكان أصغر الوزراء سنا، ثم وزيرا للاقتصاد في 1953، فوزيرا للاقتصاد والشؤون الاجتماعية في 1955.

وأصغر رئيس حكومة

أما المحطة الأبرز في مستهل حياته السياسية، فكانت عندما كلف بتشكيل الحكومة، حيث عين رئيسا للوزراء لأول مرة في 19 سبتمبر/ أيلول 1955، وهو في سن 34 من عمره، ليكون أصغر رئيس حكومة في تاريخ لبنان، في رقم قياسي ثالث يضاف لتاريخه.

الأكثر تشكيلا للحكومات

ثم شكل بعدها 9 حكومات، ليصبح أكثر رئيس وزراء شكل حكومات في تاريخ لبنان، أبرزها حكومته الثانية في 24 سبتمبر 1958، التي استمرت لأيام معدودة، وحكومته السابعة في 15 يناير/ كانون الثاني 1969، والتي استمرت حتى 24 أبريل من العام نفسه، حيث قدم استقالته بعد الأحداث الدامية التي جرت في 23 أبريل/ نيسان 1969، والتي تسببت في أزمة وزارية استمرت 7 أشهر.

أطول تصريف للأعمال

وبهذه المدة، ضرب كرامي رقما قياسيا جديدا، إذ استقال وبقي يصرف الأعمال طوال ذلك الوقت، قبل أن تنتهي الأزمة بتوقيع اتفاق القاهرة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، وقبول رشيد التكليف من جديد.

أطول فترة حكومة

وكانت آخر حكومة شكلها كرامي قبل اغتياله، هي الحكومة التي دعيت "حكومة الوحدة الوطنية" من 30 أبريل 1984 وحتى 4 مايو/ آيار 1987 حيث أعلن الرئيس استقالته، بعدما حطم رقما قياسيا سادسا بأطول فترة حكومة في تاريخ لبنان.

أطول رئاسة للحكومة

وبذلك، يعتبر رشيد كرامي أيضا صاحب الرقم القياسي في الفترة الزمنية التي أمضاها كرئيس للحكومة، وبلغت 141 شهرا و20 يوما أي نحو 11 سنة و10 أشهر.

وأغرب اغتيال

وفي مثل هذا اليوم، 1 يونيو/ حزيران، من عام 1987، فزع اللبنانيون لنبأ اغتيال رشيد كرامي، بتفجير ذو نمط غير مسبوق، عبر تفخيخ مقعده في الطائرة العسكرية التي كانت تقله من طرابلس إلى بيروت، لتنتهي مسيرة سياسي لبناني حفل تاريخه العملي بالأرقام القياسية، وحظى بالكثير من مظاهر التقدير والتكريم، ومنها وسام الصليب البرازيلى 1967، ووسام الصليب الأكبر من إيطاليا، ووسام الاستحقاق من لبنان 1967، ووسام الوشاح الأكبر لمنطقة فرسان مالطا.