"نداء الكنانة" يحيي صراع الصقور والحمائم عند "جماعة الإخوان"
رفض خبراء سياسيون في شؤون الإسلام السياسي، وصف بيان "نداء الكنانة" الذي يحض على استعمال العنف في تعامل "جماعة الأخوان" مع خصومهم، بأنه تطور في خطاب الجماعة.
وأكدوا على أن "الجماعة" تبننت منذ القدم خطاب العنف والكراهية، مشرين إلى أحداث القتل التي صدرت عن الجماعات في العشرينات والثلاثينات ككقتل النقراشي والخازندار، ومعتبرين أن الصراع بين فريقين العنف واللاعنف موجود عند "الأخوان" منذ تأسيسها، ومشيرين إلى أن الصراع الدائر يجدد في الأذهان صراع الصقور والحمائم القديم بين تياري الجماعة.
ومن جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية، جهاد عودة، أن كل من وقع على البيان، ودعا لحمل السلاح واستخدام العنف يستحق السجن، معتبرا أن البيان يؤسس لجريمة مكتملة الأركان.
وأوضح لــ"دوت مصر"، أن خطاب الإخوان لم يتطور للعنف، منوها إلى أن الجماعة مارست العنف منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي، مؤكدا على أن الأجنحة الليبرالية واليسارية لم تعرف العنف في تاريخها، بعكس الإخوان التي مارست الفاشية والعنف منذ القدم، مشيرا إلى أن البيان مجرد كشف لما كانوا يخفونه.
بينما يوضح رئيس حزب التجمع السابق، الدكتور رفعت السعيد: "من الخطأ توهم وجود انقسام في الجماعة"، مشيرا إلى أن تاريخهم شهد مرات كثيرة اختلاف رؤى فقط.
وأوضح لــ"دوت مصر"، أن المرشد الأول، حسن البنا، كان يوعز إلى بعض رجاله، بإصدار خاطب مختلف ليوضح أن هناك تباين في الرأي، مستدركا: ولكن ذلك كان يصدر عبر قيادة واحدة.
وتابع: "حينما كان الإخوان بصدد اختيار مرشد عام بعد وفاة "البنا" ظهر فريقين كما ظهر فريق يؤيد شباب الجماعة لتولي القيادة، وفي النهاية ظهر أن كل ما حدث هو كان لتمرير مرشد ليس له علاقة ظاهرة بالجماعة – في أشارة للمرشد الثاني المستشار الهضيبى الأب –، مشيرا: "خلال هذه الفترة كان هناك تشاور مع الملك والسرايا وقتها لتقبل الأمر وأن "الهضيبي" بعيد عن تنظيم الإخوان".
وأكد على أن حمل السلاح والعنف "صرفة" إخوانية قديمة لم تتطور أو تتغير، موضحا: "عندما قتلوا المستشار الخازندار لم يكن هناك انقسام ولكن كانت فتوة بقتل روح التبلد".
وأوضح الباحث في شؤون الحركات الأسلامية، أحمد بان، أن البيان يكشف صراع بين جناحين أحدهم مكتب الإرشاد القديم والجديد "الشبابي"، مشيرا إلى أن التيار القديم حاول أن يتوسل بهذا البيان المتهور بتوقيع علماء ليبارك توجهاته باستخدام العنف تحت توجهات الثورة.
وأكد لــ"دوت مصر"، أن فريقا "الجماعة"، متنافسان، معتبرا أن ذلك يشبه صراع الصقور والحمائم في بداية التسعينات.