شغلت قضايا التعدي على الحيوانات في الفترة الأخيرة، بال العديد من الحقوقيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد واقعة الكلب "ماكس" بمنطقة الهرم، بالإضافة إلى الكلبة "كليوباترا" بالإسكندرية والتي تبنتها فيما بعد عائلة أمريكية.

ولكن هذه الحالات كان الكلب هو المجني عيه، ولكن عندما يكون الكلب هو الجاني، سيكون الأمر مختلفا، ففي داخل أحد أحياء منطقة الهرم، كان الطفل محمد مصطفى الذي يبلغ من العمر 6 أعوام، يلهو مع أقرانه في الشارع، لكن القدر شاء أن يتعرض الطفل، لهجوم من كلب شرس تابع لأحد الجيران، ترك له جروحا غائرة في وجهه.

الأهالي أوشكوا على قتل الكلب، لكنهم تراجعوا بعد خوفهم من صاحب الكلب، الذي يمتلك النفوذ والسطوة في منطقتهم، وقال لهم إنه على استعداد لتحمل نفقات العلاج، بشرط ألا يحرر أهالي الطفل محضرا ضده، معللا الأمر بأنه "مش هيفيد بحاجة، ابنكم مش أغلى من كلبي، ده بـ100 ألف جنيه"، ومنع خوف والدته من صاحب الكلب، بأن تتقدم ببلاغ للشرطة في الواقعة، حتى بدأت تظهر عليه أعراض "السُعار"، كما أخبرهم الطبيب أنه قد يموت خلال أيام.

الدكتور المعالج: "أمامه فترة طويلة ومكلفة للعلاج"

الدكتور حسين صابر استشاري التجميل والمسؤول عن حالة الطفل محمد مصطفى، قال إن أمامه فترة طويلة ومكلفة للعلاج بالأضافة لعمليات تجميل.

وأوضح صابر، في تصريحات صحفية، أن العلاج يجرى على مرحلتين، الأولى حقن "بي أر بي" وهي تقنية البلازما الغنية بالصفائح الدموية لتساعد على تجديد ونمو الخلايا ويحتاج من 6 إلى 8 جلسات، وتتكلف جلسة الحقن الواحدة حوالي 750 جنيها، كما يحتاج أيضا إلى جلستين للعلاج بالليزر وتتكلف الجلسة حوالي 1200 جنيه.

والدة الطفل : "قالولي هنعالج ابنك وبلاش تعملي مشاكل أحسن لك"

فاطمة سعيد إبراهيم والدة الطفل، قالت إنها حصلت على إقرار من أصحاب الكلب الذي هجم على ابنها بتحملهم نفقات علاجه، وهو ما يعد إقرار منهم بمسؤوليتهم عن الحادث، مشيرة إلى أنها تلقت تهديدات بشأن هذا الإقرار، إذ رفضت إجراء الحوارات الصحفية بالمستشفى نتيجة هذه التهديدات.

وأوضحت فاطمة إنها تلقت تهديدا سابقا من أحد أفراد أسرة صاحب الكلب قائلا: "قسم الهرم كله بتاعنا، إحنا هنعالج ابنك، وبلاش تعملي مشاكل أحسن لك".

"متخصص في الطب الوقائي" : "يمكن معالجة الطفل"

المتخصص في الطب الوقائي الدكتور محمد جنيدي، قال إنه يمكن شفاء الطفل محمد مصطفى، الذي تعرض لهجوما من كلب شرس، من خلال إعطائه لمصل الكلب، في أسرع وقت ممكن.

وأضاف جنيدي لـ"دوت مصر"، أنه كان يفضل إعطاء الطفل لقاح والمصل المضاد لعضة الكلب، فور عضه، وليس بعد 12 يوما على الإصابة، تجنبا لأعراض مرض "السعار" التي بدأت تظهر عليه.

وأوضح خبير الطب الوقائي، أنه سيتواصل مع متابعين الحالة، للوقوف على تفاصيلها ومعرفة مدى تدهورها.

بعد تخوف الأم من التهديدات.. محامي يتقدم ببلاغ للنائب العام

بعد تخوف الأم من الذهاب لتحرير محضر بسبب التهديدات التي تتعرض لها، تقدم المحامي محمد كمال، ببلاغ للنائب العام يختصم فيه صاحب الكلب.

وتحرر المحضر برقم 10837 بتاريخ اليوم السبت، ومرفق إقرار من صاحب الكلب بتكلفة علاج الطفل، مصرحا بأنه وضع المشكلة أمام القضاء الذي عليه حماية الطفل، وإعادة حقه.

وأوضح كمال إن الكثير من داخل وخارج البلاد تواصلوا معه لعرض المساعدة في علاج الطفل الذي يحتاج لزرع أنسجة بسبب تآكل لحم وجهة، لكنه يرى أن الدولة هي من يجب تحمل نفقات العلاج.