أخطر محطات محمد سلطان من مصر إلى أمريكا
641 يوما قضاها محمد صلاح سلطان في السجون المصرية، من بينها 490 يوما مضربا عن الطعام، حتى تم إنقاذه اليوم بالإفراج عنه وترحيله لدولة أمريكا التي يحمل جنسيتها، عقب تنازله عن جنسيته المصرية.
وعلى مدار عام وثمانية أشهر، مر نجل القيادي بجماعة الإخوان "صلاح سلطان"، بعدة محطات هامة، كاد خلالها أن يفارق الحياة عقب خسارته قرابة 80 كيلو من وزنه، ذلك الشاب البالغ من العمر 26 عاما، تخرج من جامعة ولاية أوهايو، بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على بكالوريوس علوم اقتصادية، ثم عمل كمدير التطوير المؤسسي في شركة خدمات بترولية سابقًا.
في مارس 2013، غادر محمد صلاح سلطان الولايات المتحدة الأمريكية ووصل إلى مصر، لرعاية والدته عقب إصابتها بمرض السرطان، وإصابة أخيه بمرض بهاقي.
في 25 أغسطس 2013، ألقت قوات الأمن القبض عليه، عقب إقامته خمسة أشهر في مصر، لاتهامه في القضية المعروفة إعلاميا بـ”غرفة عمليات رابعة”، وقال "محمد" للمحكمة في احدى جلسات محاكمته، إن الأمن حضر لمنزل والده "صلاح سلطان" لضبطه، فلم يجدوه، فسارعوا بضبطه بدلا منه، مشيرا إلى أنه منذ ضبطه تم نقله لأكثر من سجن متعرضا لأنواع شتى من الضرب والتعذيب وسوء المعاملة، حتى وصل الأمر إلى تعرضه لنزيف عقب إخراج "مسامير" من يده المكسورة، حتى كاد يفارق الحياة، فيما دفع دفاعه خلال جلسات محاكمته، ببطلان قرار ضبطه وإحضاره الصادر من النيابة العامة، عقب يومين من التاريخ الفعلي لضبطه.
1 إبريل 2014، كان الظهور الأول لمحمد سلطان في أولى جلسات محاكمته مع والده والعديد من قيادات الإخوان على رأسهم مرشد الجماعة محمد بديع، أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، وظهر "محمد سلطان" فاقدا الكثير من وزنه، حيث كان مضربا عن الطعام عقب مرور 4 أشهر على حبسه.
في 11 مايو 2014، حكى "محمد" قصته كاملة أمام المحكمة، بعدما سمح له رئيس المحكمة بالتحدث في 11 مايو 2014، قائلا "أنا مش إرهابي" وكرر ذات الجملة باللغة الإنجليزية، قاصدا توجيه رسالة للرأي العام الخارجي للتدخل لإنقاذه، معلنا عن حبه لدولة أمريكا التي يحمل جنسيتها، قائلا في الوقت ذاته أنه يعلم أنه مواطن درجة ثانية بالنسبة لأمريكا حيث أنه مصري مسلم، مستبعدا تدخلهم للإفراج عنه.
في 23 يونيه 2014، تم عرض المتهم على مستشفى المنيل الجامعي، وكان يعاني من نزيف بولي وسيولة بالدم، وبتاريخ 7 أكتوبر 2014 تم حجزه بمستشفى المنيل الجامعي حتى22 أكتوبر، وأشار التقرير الطبي إلى إنه مضرب عن الطعام وهناك بقع زرقاء بالجلد، وبتقديم العلاج اللازم تحسنت حالته الصحية.
في سبتمبر 2014، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بنظيره الأمريكي باراك أوباما، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وطلب الأخير من السيسي الإفراج عن محمد صلاح سلطان.
في 15 أكتوبر 2014، ظهر محمد صلاح سلطان مستلقيا على سرير طبي بصحبة والده أمام المحكمة، وتحدث الأب لرئيس المحكمة قائلا إن وضع نجله الصحي سيء للغاية، حيث أنه يعاني من آلام شديدة فى الأعصاب، ومقيد بالسرير بمستشفى المنيل الجامعي، وحمّل المحكمة مسئولية حياة ابنه أمام الله، والقانون، مطالبا القاضي السماح له بتقبيل ابنه والسلام عليه.
في 16 أكتوبر 2014، أصدرت عائلة المتهم بيانا حول وضعه الصحي، وما يتعرض له داخل السجن، مشيرين إلى أن هناك جرائم عدة ترتكب الآن في حق محمد سلطان وهي الإطعام القسري أثناء النوم، من خلال محاليل التغذية دون موافقة المضرب أو عائلته خلافا للقانون، وقسوة التعامل الأمني وتقييده في السرير من يديه.
في 18 أكتوبر 2014 نظم عدد من شباب الحركات السياسية، وقفة صامتة للتضامن معه، مرددين هتافات "يا محمد يا أخانا كيف الجوع في الزنزانة"، "يسقط يسقط قانون التظاهر"، "عمر السجن ما غير فكرة"، كما طلب مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب من النيابة العامة، السماح لهم بزيارة محمد سلطان، إلا أن النيابة رفضت الأمر في أكتوبر الماضي.
في 22 أكتوبر2014 قدم ممثل النيابة العامة تقريرا للمحكمة من وحدة الحالات الحرجة بمستشفى المنيل الجامعي يفيد باستقرار حالة محمد صلاح سلطان وعدم حاجته إلى الرعاية المركزة، وذلك عقب ادعائه الإضراب عن الطعام دون الشراب، وحالته العامة مستقرة وتم توجيه النصح والإرشاد له.
في 22 أكتوبر 2014 وفي ذات الجلسة، رفض رئيس المحكمة المستشار محمد ناجي شحاتة طلب وزارة الخارجية الأمريكية بالإفراج عن المتهم، مؤكدا أن القضاء المصري دوما مستقل لا يستمع إلى أي آراء سياسية، أو مراكز قانونية، وأن "سلطان" شأنه شأن باقي المتهمين في القضية، حتى لو تمتع بالجنسية الأمريكية، بجانب المصرية.
في 13 ديسمبر 2014، ألقى القيادي بجماعة الإخوان كلمة أمام المحكمة أثارت تعاطف الكثيرين، حيث قال: "أرجو إعطاء الأحكام التي سوف تصدرونها ضد نجلي عليّ أنا رحمة بنا، فأولادنا فلذة أكبادنا، وأطالب بالبقاء معه وإدخالي معه داخل الحجز.
في 9 مارس 2015، تحدث محمد صلاح سلطان أمام المحكمة، مشددا على أنه يرفض التنازل عن جنسيته، مقابل الإفراج عنه.
في 11 إبريل 2015، أصدرت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، حكمها بمعاقبة محمد صلاح سلطان بالسجن المؤبد، وإعدام والده.
30 مايو 2015 غادر محمد صلاح سلطان مصر، حيث تم ترحيله إلى أمريكا عقب تنازله عن جنسيته المصرية، وذلك وفقا لقانون تسليم المتهمين الأجانب.