غباء يُشمت الأعداء
أنا من منتخبي الرئيس اقتناعا بوطنيته وشخصه الملائم للمرحلة الراهنة، وانتقادي له بعد مرور عام على توليه الحكم ليس نقدًا في وطنيته ولا لشخصه و لا انتقاصًا من قدره، ولكن نقدي لمصلحة البلد عندما نرى ما يقلق وينحرف بنا عن المسار.
صرنا نشعر في الآونة الأخيرة أن رقابنا أصبحت بحجم السمسة لشماتة الأعداء فينا، فالمتربصون كُثر و إثارة الجدل لدى تسعين مليون مواطن بتسعين مليون رأي ليس بالأمر الصعب بل هو عليهم هين، منذ 25 يناير لا أحد يستطيع الوقوف أمام غضب الشعب، تلك حقيقة لا ينكرها الا كل واهم يعيش في كوكب آخر، فنقدي لأشياء تحدث السكوت عنها يزيد من تفاقم الأمور فاسمع منا يا ريس و لا تسمع ممن حولك من الأفاقين والمنافقين.
بعض القرارات في الآونة الأخيرة لا أعرف أهي لمصلحة الوطن فعلاً وأين المصلحة في ذلك أم هي قرارات لإثارة الجدل وبص العصفورة للإلهاء!!
تعيين المستشار الزند وزيرا للعدل: ألم يبلغ علم المسؤولين كثرة الجدل والأقاويل حول الزند وفيديوهات مسجلة له ورأيه أيام حكم كل رئيس صحت أو كذبت لكن المؤكد هناك جدل حوله، ما الحكمة من تعيينه وزيرا للعدل لنثير الجدل والأقاويل وأن شيئًا لم يتغير والحال كما هو الحال في وقت مصر مليئة بمن يصلحون لهذا المنصب، ألم يلاحظ المسؤولون أم أداروا رؤوسهم الجدل الواقع حول الأحكام القضائية بعيداٌ عن قانونيتها أم لا، لكن ترديد كلمة القضاء مسيس يدعو للقلق، بدلاً من أن أتدارك هذا الأمر آتي بالزند وزيرا للعدل!!
خدعوك فقالوا إنه الشخص المناسب يا ريس، نادي القضاة يواجه مشاكل شعبية وعدم مصداقية في الشارع ويصم آذانه عنها وهذا مؤشر بالغ الخطورة، مقتنعة تمامًا أن القضاء أحد عواميد الدولة الثلاثة و كسره هو هدم للدولة لكن ليس سيفاً على رقاب المواطنين فتهدم الدولة برضه!! كيف آتي بالزند وزيراً للعدل وأنا عندي أحكام إعدام بالجملة تواجه انتقادات من جمعيات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية الذين يحرمون إعدام من هم دون سن الثامنة عشر وقت ارتكاب الجريمة، بل يواجهون الشريعة الإسلامية أيضًا التي حددت عقوبة الإعدام في ثلاث جرائم فقط قتل النفس المتعمد وزنا المحصن والحرابة والثلاثة مشروطين بأحكام صارمة تكاد تنهي الحكم أصلاً ويصبح تحقيقه شبه مستحيل، إذا فنحن أمام مجموعة من المشاكل بل قل المصائب وآتي بالزند وزيراً للعدل!!
قرار آخر وهو حجب المواقع الإباحية، جميل رائع هايل لكنه مستحيل تقنيًا إنتوا بتهزروا يا جماعة !! بسهوله تقوم بتنزيل برنامج يجعل المواقع غير محجوبة!! لم كل هذا الإلهاء إن كنت مصر أخلاقياً قم بغلق الفيديوهات الإباحية على اليوتيوب وحقق مع العاهرات والديوثين أصحابها الذين خرجوا علينا لا أعلم من أي داهية منهم منة وكليب سيب إيدي وكليب الراقصة برديس هذا اذا كنت معني فعلاً بالأخلاقيات.. ودنك منين يا جحا!
من الأشياء الملتبس عليها أيضًا وغير واضحة لعامة الشعب إعلانك عن تغيير الخطاب الديني، فانقسم الناس قسمين، قسم يؤكد أن الرئيس يعلن في المرحلة القادمة عن تشدد ديني والقسم الآخر يقسم و يكاد يجزم أن المرحلة القادمة مرحلة التحرر الديني، فتظهر علينا جماعات المطالبة بخلع الحجاب، ويعلن آخرون أن ماء زمزم مسمم وصيام رمضان ضار جدًا بالصحة!! فالأهم من المعلومة هو تفسيرها لتسعين مليون مواطن لديه تسعين مليون تفسير.
شيخ الأزهر نفسه، وله كل الاحترام والتقدير لمكانته ومنصبه الجليل الذي لا يستطيع أحد أن يقيله دستوريا ولا حتى الرئيس، لذلك رجل بهذه المكانة كلامه ليس كبقية الناس بل كلام يجب أن يكون موزون بميزان حساس، كلام يفسر بوضوح ما على السطور وما بينها مما لا يدع مجالاً للشك عند الناس ويدخلهم في جدل عقيم لا ينجب أطفالاً، وإن لم يفعل أو يستطع فليصمت فشيخ الأزهر أولاً وأخيراً بشر يعتليه ما يعتلي الناس من تقدم في السن؛ لذا يجب أن يكون له متحدث رسمي بدلاً من سوء الفهم و إثارة البلبلة من حين لآخر.
لا أحد ينكر أن السياسة الخارجية للرئيس رائعة لكن التركيز واجب في الداخل أكثر بنفسه شخصيًا حتى لا يؤدي إلى انفجار البعض ويظل يردد الكثيرون أن الانفجار قادم من سينا.. نعم سينا التي أنهكتها حرب الارهاب و مازالوا مهمشين، حتى رمانة الميزان بدأت تتخلخل وهم الطبقة الوسطى تحت غلاء كل شيء، البنزين والكهرباء والغاز وحوادث المرور والمرور ذات نفسه، سؤالهم عن مشاريع المؤتمر الاقتصادي الذي تحمسنا له جميعًا، أين الوظائف المتاحة فيه أو متى ستبدأ المشروعات ويحين التقديم فيها؟!
رمانة الميزان أو الطبقة الوسطى هم أساس ثورة 30 يونيو والتفويض ضد الإرهاب ثم انتخاب الرئيس فكيف يستهان بها؟!
سيدي الرئيس كما نحن نور عينيك فتح عينيك علينا جيدًا واترك عنك الأفاقين والمنافقين والمطبلين من حولك فهم أكبر عدو لك ومن قبلهم إعلام العار.
بعد عام من تولي الحكم يريد أن يشعر الناس بتغيير على أرض الواقع في الشارع مش كله مشاريع عملاقة وسياسات خارجية، هؤلاء الناس أهم، هم من راهنوا عليك في هذه المرحلة فلا تشمت فيهم الأعادي، و ما ضير شمت الأعادي المهم بلادي !! بلادي التي لا نريد أن نضيعها أبداً كالبقية وحبنا لها هو سبب ما اختارناك و سنختار غيرك.
رجاء لا تدع غباء المحيطين يفقدنا ثباتنا ويرجعنا خطوات للوراء واستبدل مستشاريك بالأكفاء ولا تنسى الشخصية الرائعة المستشار عدلي منصور فهو ذو ثقة من الجميع ووجوده أهم من وجود كثيرين.. قال زند قال!! كلمة أخيرة دائماً أرددها : هذا الوطن باق وجميعنا راحلون.