حوار| عودة: إنشاء إدارة الأزمات جاء بعد كوارث أثرية
"لولا الفريق المصري لإنقاذ التراث لما صرح وزير الآثار باستعداده لإنقاذ الآثار العربي".. عبارة أعرب فيها رئيس إدارة الأزمات، ممدوح عودة، عن فخره بفريقه، في أول حوار له مع "دوت مصر" بعد صدور قرار تفعيل الإدارة الجديدة، يكشف خلاله كواليس وأسباب إنشائها.
قال إن قرار مجلس الوزراء بإنشاء إدارة الكوارث والأزمات جاء بعد العديد من الانتهاكات والكوارث الأثرية، فـ"حادثة المتحف المصري مش بعيدة"، وأعقبها حادث متحف الفن الإسلامي، والتي سبقتها حادث المجمع العلمي وحرقه أثناء الثورة، هو ومحتوى مخطوطاته وكتبه، هكذا برر ممدوح عودة أسباب إنشاء الإدارة.
وأضاف:" إلا أن انتهاك حرمة متحف ملوي بعد ثورة يونيو، كان القشة التي أجزمت على ضرورة إنشاء الإدارة، والتي لم يكن تكلف عودة بها بأمر هين، فلولا وجود فريق إنقاذ التراث المصري، لم يكن للفكرة أن تولد من الأساس".
ويكشف عودة كواليس تكوين الفريق المصري لإنقاذ التراث وكافة الصعوبات والعوائق التي واجهتهم، حيث تم تدريب أمناء المتاحف وأخصائيين الترميم ومفتشين المواقع الأثرية، بالإضافة إلى بعض المهندسين، في 6 دورات تدريبية على الإسعافات الأولية ودرأ وتقييم المخاطر الأثرية ومواجهة الكوارس والأزمات.
ولفت أنه ذلك كان بالتعاون مع اليونسكو والإيكوم والأيكوم، وتم تدريب الأثريين من كافة القطاعات على إنقاذ التراث، بالإضافة إلى عدد من عناصر الجمعيات الأهلية، ليتكون فريق من 77 عضوا، يكونوا قادرين على مواجهة كافة الكوارث والأزمات.
واسترجع عودة التدريبات الشاقة التي خضعت لها النواة الأولى لفريقه عام 2012، والتي استغرقت في بداية الأمر 18 يومًا، كثفت فيما بعد لـ18 يومًا فقط، بين تدريبات نظرية من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءًا، وتدريب عملي يستمر أحيانًا للثالثة صباحًا.
وقال:" بالرغم من أن البداية كانت على أيدي مدربين أجانب، لكن في 2014 تم تأهيل مدربين مصريين، ومن هنا تكون أول فريق مصري وطني في العالم قادر على تدريب الآخرين على إنقاذ التراث".
واستشهد عودة بنجاح الفريق في إنقاذ متحف الفن الإسلامي بعد انفجار المدوي في 2013، وهو ما شجع الدولة على استكمال فريق مصري مجهز وقادر على التدخل السريع أثناء أي أزمة تراثية تحدث داخل مصر أو خارجها.
وأكد عودة على قدرة واستعداد الفريق المصري للآثار والتراث لعلاج كافة المشكلات التي تتعرض لها الدول العربية، إذا توفر شرط واحد، هو الحد الأدنى من الأمان.
وافتخر عودة بفريقه الذي اجتمع لإنقاذ متحف الفن الإسلامي بدون سابق ترتيب، بعد أن أدى تدريبًا عمليًا على نفس المنوال في اليوم السابق، وسرعان ما تحول وميض أعينه إلا غيوم حينما تذكر حجم الكارثة التي وجدها في ذلك الحين.
فالسلوك الكهربية المتدلية، والكهرباء المقطوعة، والمياة المتساقطة من الأسقف، كانت كفيلة باستحالة المهمة، ناهيك عن تهشم الزجاج والفتارين والبوابة الرئيسية الضخمة للمتحف التي تطاريت إلى الداخل.
إلا أنه استعاد ملامح الرضا بعبارات الحمد، حينما تذكر أنه أقام البيان العملي لفريق في الوقت المناسب، والذي مكنهم من مواجهة الأزمة باحترافية، وتعاملوا مع الموقف بسلاسة ونجاح، حيث تم إنقاذ أكثر من 500 قطعة أثرية وتوثيقها وتغليفها، وتعبئتها لنقلها إلى مكان آمن بالمتحف.
ونحو أدق التفاصيل يروي "عودة" أنه فور دخول الفريق المصري لإنقاذ التراث لأرضية المتحف، قام بتصوير الوضع بالكامل كما هو عليه، وتصوير كل قطعة بمكانها، وتوثيق جميع القطع والفتارين المحطمة والمهشمة.
وفي خارج المتحف لم يكن الوضع أكثر هدوءًا، حيث أن محبين التراث تهافتوا على بوابة المتحف لإمداد الفريق بكافة المعدات، وعلى نفس المنوال طالب الفريق السفر لإنقاذ متحف العريش بعد أن إخترق حرمته حادث كرم القواديس الإرهابي، إلا أن التصريحات الأمنية حالت بينهم وبين ذلك.