التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 05:31 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| قائد الـ"777" السابق: لا توجد دولة تستطيع القضاء على الإرهاب

"المناهج الأمريكية تتم من خلال  مراحل لتنفيذ مشروع إسقاط الدولة، وهو ما تم تنفيذ أجزاء منه في مصر طبقا للوضع السياسي".. بهذه الكلمات استهل قائد الفرقة 777 السابق العقيد حاتم صابر حواره مع "دوت مصر".

وقال صابر إنه منذ يوم 28 يناير والبلاد  في حالة حرب، والهدف تكرار السيناريو السوري واليمني والليبيي، مضيفا أن مراحل إسقاط الدول تتضمن "إعدادا لوجيستكيا في مسرح العمليات، واستقدام المقاتلين من مختلف المناطق، والقيام بعمليات صغيرة محدودة.

كما يشمل القيام بعمليات كبيرة نوعية، وإحداث أكبر خسائر ممكنة في الأفراد والمباني، وتوحيد هذه الجماعات تحت راية واحدة، ومن ثم  إعلان جيش مواز لإسقاط الدولة، وهو ما حاولوا تنفيذه في سيناء.. وإلى نص الحوار:

- أين تقف العملية سيناء؟

العملية سيناء التي ينفذها الجيش المصري ما زالت تجني ثمارها، التي تعتمد على دقة المعلومات، وسرعة التنفيذ، والمثابرة في تحقيق هدف تطهير هذه المنطقة الحدودية من أصحاب الرايات السوداء، والعملية سيناء بفضل جهود الجيش حققت نجاحات كبيرة، وفي النهاية نحن في حرب، ولا يهم أن نخسر بعض الجولات، لكننا لا نخسر أبدا الحروب التي نخوضها، والفائز الأخير هو الأكثر إمداد بالمعلومات، والأكثر تسليحا، والأكثر ثباتا، لأنه الأقوى.

- ماذا عن العمليات الإرهابية التي تستهدف الكمائن وعناصر الجيش؟

أعتقد أن تنفيذ العملية سيناء تسير على الخط الصحيح، لأن القوات المسلحة نجحت في إغلاق منافذ الدعم اللوجيسيتي والمالي والمعلومات للجماعات الإرهابية بعدة طرق، أهمها دك الأنفاق، وملاحقة الإرهابيين، وتصفية العناصر المتطرفة، التي تحاول استهداف عناصر الجيش والشرطة، وإرهاب المواطنين، وإخافتهم بمحاولات استهداف المدنيين منهم، لكن الوقت هنا هو المحدد الرئيسي لتقييم العملية، لأنه مرهون بكيفية الخروج بسيناء من مأزق الإرهاب الأسود.

- في رأيك متى نعلن سيناء خالية من الإرهاب؟

إذا نجح الجيش في غزو سيناء بالعناصر والقوة البشرية، وتنمية حقيقة قائمة على مشروعات قومية وإستراتيجية، وإعادة تأهيل الشباب السيناوي ودمجهم في المجتمع المصري، من خلال توظيف أبنائهم، وتوفير كل الخدمات التي تقدمها الدولة لباقي المواطنين في المحافظات الساحلية ومدن الدلتا.

- هل ستسمح إسرائيل بهذا الأمر، خاصة أنه يخالف بنود كامب ديفيد؟

لا يمكن لإسرائيل أن تتدخل في شأن مصري داخلي، وللعلم إسرائيل لا يمكنها المواجهة المباشرة مع الجيش المصري الآن، ولا تقوى على مواجهة مخططات التنمية الحقيقة، لأن قوام جيشها غير مؤهل بالدخول إلا في الحروب النظامية، ولا يمكنها أن تدخل في حروب خاطفة أو حروب عصابات أو الدخول بقلب المدن للحرب، بما يعني أن تنمية سيناء سيعتبر خط دفاع أول لمصر أمام إسرائيل، وخط دفاع ثان أمام مخططات الإرهاب، وخط دفاع ثالث لاقتصاد الدولة المصرية.

- هل تعتقد أنه يوجد سيناريوهات أخرى لحماية سيناء سوى التنمية؟

لا بديل عن التنمية لحماية سيناء، والمخرج الوحيد هو غزوها اقتصاديا واجتماعيا، بواسطة أهم مكون تنموي تمتلكه مصر، وهو العمالة البشرية.

- هل أنت راضٍ عن أداء الجيش خلال الفترة الأخيرة في سيناء؟

لا يمكن الإجابة على هذا السؤال حاليا، لأن العملية سيناء ما زالت قيد التنفيذ، لكن يمكن تحليل أداء عناصر القوات المسلحة المكلفة من قبل القيادة العامة للجيش المصري بتنفيذ مراحل العملية الخاصة بتطهير سيناء.

- عن أي مراحل تتحدث؟

العملية سيناء أخذت العديد من الأنماط والتشكيلات إلى أن وصل الجيش لمرحلة رفع كفاءة نقاط التمركز، والقدرة على مواجهة كل العداءات والقيام بعمليات قصيرة وسريعة وخاطفة ضد الجماعات المتطرفة، وأيضا قيامها بتنفيذ "القبضة الحديدية"، بإحكام السيطرة على مداخل سيناء ومخارجها، فضلا عن إمداد نقاط المراجعة بوسائل إنذار متطورة وحديثة جدا ضد المفرقعات.

- كل هذه المراحل نفذها الجيش ومازالت العمليات الإرهابية مستمرة!

لأن مسرح العمليات اللوجيسيكي منذ 28 يناير، أي منذ عامين، يستقبل معدات وأسلحة وقذائف وعناصر متطرفة، وهو أمر لا يستهان به، وهو ما يحاول الجيش السيطرة عليه من خلال كم الضبطيات التي نفذت مؤخرا وأعلن عنها المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، علما بأنه لا توجد دولة في العالم تستطيع القضاء على الإرهاب بشكل كامل، والدليل التفجيرات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية وموسكو ولندن ومدريد ونيودلهي وبيرو وجنوب إفريقيا، ومن يقول إنه يستطيع منع الإرهاب على أرضه يعتبر "تهريج وكلام فارغ".

- لماذا لا تستطيع الدولة إنهاء الإرهاب على أراضيها؟

لأن الإرهاب سلعة عالمية تباع وتشترى، ولها سوق وسعر، وبعض الدول في حروبها القذرة تستخدم الإرهاب كأحد الوسائل لإجهاد الدول واستنزاف موادرها، وخير مثال "داعش" التي أنشاءتها الولايات المتحدة الأمريكية، وقاموا بعمل حلف لمواجهتها، والهدف استنزاف قدرات الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، وباستمرار تتحول هذه الدول إلى منطقة نزاع مستمرة ودائمة وتوتر وتسيلح وتجارب لأسلحة جديدة، بما يعني أن الإرهاب تحول إلى "بيزنس".

- معنى ذلك أن أمريكا ربحت في الفترة الأخيرة بفضل الحروب التي تشهدها المنطقة؟

نجحت بنسبة 100%، علما بأن كل سلاح الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بصنعه تقوم بتجرته في منطقة الشرق الأوسط، ومثال ذلك قيام أمريكا بتجربة كل أنواع الأسلحة الجديدة في أفغانستان وتجربة التكيكات الجديدة في العراق، وهو أمر فرضته أمريكا على المنطقة، بخلاف الأمر في دولة مثل سويسرا أو الارجنتين مثلا، التي لم نسمع عن تنفيذ عملية إرهابية بها، لأنه ليس من مصلحة أمريكا والدول الغربية نقل الإرهاب في هذه الدول، لأن أموال العالم كلها موجودة في بنوك سويسرا، وفي حال حدتث عملية إرهابية سنجد العالم كله يجتمع لكشف المخططات لحماية أموالهم ومصالحهم.