بدأت البعثات الخارجية في مصر منذ عصر الدولة الحديثة، التي أسسها محمد على، وكان بين أول بعثة أرسلها للخارج، الطالب الأزهري الشيخ رفاعـةرافع الطهطاوي، ثم بعد ذلك تطور إيفاد أبناء مصر إلى الخارج ليتزودوا بأحدث ما وصل إليه العالـم من تطور تكنولوجي.

يتزامن أمس الأربعاء، مع ذكرى وفاة رفاعة الطهطاوي، أحد قادة النهضة العلمية بمصر والعالم العربي في القرن التاسع عشر، الذي لقب بـ"رائد التنوير" في العصر الحديث، والذي توفي عام 1873، ويعد الطهطاوي إمام البعثة المصرية إلى فرنسا وواعظها، الذي أصبح بين عشية وضحاها بوقًا من أبواق هجمات التغريب والانبهار بالحضارة الغربية.

 وفي هذا الصدد بحث "دوت مصر" عن تأثير البعثات العلمية للخارج في الفترة الحالية، حيث إنه في الوقت الذي أثرت فيه بعثة الطهطاوي وتسببت في النهوض بالدولة، لم تلحظ الدولة المصرية في وقتنا الحالي دورا لتلك البعثات، كما بحثنا عن ميزانية البعثات.

وزير التعليم العالي الدكتور السيد عبد الخالق، قال إن البعثات العلمية للخارج لم تتدهور، وإنها فى تحسن دائم ومستمر، لافتا إلى أن الأساتذة المتميزين بالجامعات المصرية، هم نتاج البعثات، موضحا أن  الإدارة العامة للبعثات ظلت موحدة تتولى جميع شؤون المبعوثين لفترة طويلة إلى أن تم تقسيمها في أواخر السبعينيات إلى إدارتين عامتين هما، الإدارة العامة للإيفاد و الإشراف العلمي، والإدارة العامة للإشراف المالي ورعاية المبعوثين.

وأضاف عبد الخالق، في تصريح خاص لــ"دوت مصر"، أن الأساتذة العائدين من البعثات الكل يتخطفهم لمهارتهم، مشيرا إلى أن السؤال  الأهم الواجب طرحه هو كيفية الاستفادة من المبعوثين؟، معلنا عن اعداد  الوزارة حاليّا استراتيجية للبعثات وأخرى للوافدين، ولافتا أنه فى السابق كان هناك تخصصات تسافر للبعثات غير التي تطلبها البعثة، مؤكدا أن عدد البعثات هذا العام والذين سيتم تخرجهم مابين 700  إلى 800 مبعوث.

من جانبه، كشف مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي أن المبعوثين كان عددهم العام الماضي 689، بتكلفة وصلت 450 مليون جنيه، وفي هذا العام تم تنفيذ سفر 1000 مبعوث للخارج، وأن التمويل المشترك بين مصر وجهات أخرى العام الماضي كان 66 مبعوثا، وأصبح هذا العام 102 مبعوث، مع مراعاة عدم انتهاء السنة المالية الحالية في 30 يونيو.

وأكد المصدر لــ"دوت مصر" انه تقرر تخصيص 600 مليون جنيه للمبعوثين هذا العام، لافتا إلى أن تكلفة المبعوث فى البعثة الكاملة تقدر ما بين مليون و200 ألف جنيه، وتصل إلى مليون و500 ألف جنيه.

وأعلن المصدر، أن موازنة البعثات تقدر بــ611 مليون جنيه من الحكومة، مؤكداً أن مدخلات قطاع البعثات هي الموازنة، والاتفاقيات التي تعطي منح للطلاب، والمنح المقدمة من الدول الأجنبية.

وأضاف، أنه على مستوى المنح المقدمة لمصر، كانت في العام الماضي 27 منحة، وفي العام الحالي 70 منحة، مع الوضع في الاعتبار عدم انتهاء السنة المالية الحالية في 30 يونيو.

وعلي مستوى التمويل الأجنبي خلال سعي الوزارة مع الجهات الأجنية لعقد اتفاقيات، سافر العام الماضي 71 مبعوثا، وفي العام الحالي 420 مبعوثا، وعلى مستوى المنح المقدمة للأفراد، كانت 34 منحة شخصية بالعام الماضي، مقابل 48 منحة للعام الجاري.

وعلي مستوي المنح المقدمة من المنظمات والهيئات الدولية بدون نفقات من البعثات، فكانت العام الماضي 120 منحة، والعام الجاري 110 منحة، مع الوضع في الاعتبار عدم انتهاء السنة المالية الحالية في 30 يونيو، وعن البعثات الممولة تمويل خارجي، فكانت 263 منحة في العام الماضي، مقابل 293 للعام الجاري.