التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:26 ص , بتوقيت القاهرة

سفير مصر بواشنطن: حديث "نيويورك تايمز" عن مرسي تخمينات ملفقة

قال سفير مصر بواشنطن، محمد توفيق، إن المقال الافتتاحي الذي أصدرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، للتعليق على أحكام الإعدام التي صدرت بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين مليئ بالتلفيقات.


وأضاف توفيق في بيان إلى محرر الصحيفة الأربعاء: "مقالكم الافتتاحي الصادر بتاريخ 19 مايو، الذي يحمل عنوان "في مصر.. أحكام مؤسفة بالإعدام"، كان مليئا بالتلفيقات، فقد ادعيتم أن الرئيس الأسبق وأخرين تلقوا أحكاما بالإعدام، إلا أنه على ما يبدو أن مجلس التحرير لديكم لا يتحرى في كتاباته المعايير الأساسية للصحافة، خاصة أن القاضي قرر أن تكون جلسة النطق بالحكم مع بداية شهر يونيو القادم، وبالتالي فإن كافة التقارير والأخبار التي يتم نشرها قبل هذا التاريخ تأتي في إطار التخمينات، ولا تعدو أكثر من ذلك".


وأشار إلى أن "الصحيفة مازالت متمسكة بسياساتها التي تهدف في الأساس إلى تبرئة جماعة الإخوان، رغم جرائمها الكثيرة التي ارتكبتها، ففي الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام التابعة للجماعة تحرض على العنف، نجد أن صحيفتكم تروج بأن الجماعة تخلت عن النهج العنيف في السبعينات من القرن الماضي دون دليل واحد يثبت صحة ما تدعون، بينما تتجاهلون دلائل قاطعة تثبت العكس تماما، من أهمها ما حدث في السنوات الأخيرة".



ولفت إلى أنه "في شهر يناير من هذا العام، نشرت الجماعة بيانا باللغة العربية دعت فيه إلى الجهاد الطويل ضد مصر، بينما دعت إحدى القنوات الخاضعة للجماعة لاغتيال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتلا تلك الدعوات مباشرة هجوم إرهابي في شمال سيناء أدى إلى مقتل أكثر من مائة شخص، وإصابة حوالي مائة أخرين، في حين أن افتتاحية الصحيفة تقوم بمحاولة خرقاء لإعادة تفسير هذه الدعوات بأنها استمرار لدعوات التظاهر السلمي، وهنا نتساءل كيف ستدافع الصحيفة الأمريكية عن دعوات مماثلة تتبناها الجماعة لاستهداف الغربيين؟".


وأوضح أن الصحيفة قالت، في محاولة لقلب الحقائق، إن "الرئيس الأسبق كان أحد العشرات من أعضاء الإخوان الذين تم اعتقالهم ظلما في الأيام الأولى للثورة"، في حين أنها تجاهلت ما شهدت واقعة الهروب من تنسيق مسبق لاقتحام السجون باستخدام الأسلحة الثقيلة أدت إلى هروب هؤلاء، بل أنها لم تذكر شيئا عن ضحايا هذا الاقتحام من الجنود والحراس والسجناء الذين قتلوا بوحشية حتى يمكن لمرسي ورفاقة الهروب".


وأكمل سفير مصر بواشنطن "في الواقع لم أكن أتوقع أن تذكر الصحيفة الأمريكية أن أعضاء من حماس وحزب الله كانوا من بين المحبوسين الذين هربوا إبان تلك الأحداث، حيث أن ذلك يكشف وجود شبكة من التنظيمات المسلحة في منطقتنا، وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين، والتي تمكن من الظهور بقوة في كلا من غزة وبيروت لولا مساعدة هؤلاء المتشددين لهم".


وأوضح "الأمر لا يقتصر على الدعم غير المشروط الذي تقدمه الصحيفة الأمريكية للجماعة من خلال تبرير أو تفسير التصرفات التي يتبناها الإرهابيين، ولكنها أيضا تجاهلت إدانة اغتيال ثلاثة قضاة مصريين بدم بارد من قبل الإرهابيين أو حتى إظهار التعاطف مع أسرهم".


وأكد أن "الإرهابيين في مصر ما هم إلا جزء من شبكة واسعة من الإرهابيين الذين يسعون لتطبيق أيديولجية متطرفة، تسعى للسيطرة على منطقتنا منذ زمان بعيد، حيث يستمدون تعالميهم من الزعيم السابق لجماعة الأخوان سيد قطب، وبالتالي فإنهم يشتركون في نفس الأهداف الشريرة التي تتبناها الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق وليبيا".


وأضاف "القول بأن تلك القضية سوف تشعل التطرف في المنطقة يعد تجاهلا صريحا لحقيقة صارخة، وهي أن الإرهاب في مصر وكافة الدول الأخرى في المنطقة يتزايد بصورة كبيرة بسبب كراهيتهم القاتلة".


واختتم بأن "القول بأن أحكام النظام القضائي في مصر سوف تؤدي إلى زيادة أعداد الإرهابيين، فإن ذلك يتجاهل حقيقة قيام ألاف المقاتلين الغربيين الذين يتدفقون للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وفقا للمنطق المشوه الذي تتبناه "نيويورك تايمز"، من ينبغي أن يتحمل مسؤولية التفجيرات التي شهدتها كل من أوكلاهوما وبوسطن؟.