"القومي للأورام": نبحث عن ملفات المرضى في "كوم قش"
قال مدير مستشفيات المعهد القومي للأورام، حاتم أبو القاسم، إن التحقيق لا زال جاريا للكشف عن سبب اختفاء 351 ملفا للمرضى من المعهد، مؤكدا أن المعهد يتسلم سنويا 250 ألف ملف للمرضى، ما جعل من عملية البحث عن الملفات المفقودة أمرا صعبا، وكأنه بحث عن "إبرة في كوم قش".
وأضاف أبوالقاسم في تصريح لـ"دوت مصر"، اليوم الأربعاء، أن المعهد لديه قاعدة بيانات تضم ملفات جميع المرضى المسجلين للعلاج به، ولكن الملفات تضم جميع التحاليل الطبية والإشاعات والتاريخ المرضي.
وأشار إلى أن عدد الملفات المفقودة 351 ملفا، وعثر حتى الآن على 144 منها، وحوّل رئيس جامعة القاهرة، جابر نصار، الأمر للتحقيق لدى النيابة، لمعرفة إذا كان هناك شبهة جنائية في الأمر من عدمه أو لمعرفة السبب في التقصير الذي أدى لحدوث ذلك.
يذكر أن رئيس قسم الإحصاء الطبي ووبائيات الأورام بالمعهد القومي للأورام، غادة محمود، تقدمت بشكوى رسمية إلى رئيس جامعة القاهرة، جابر نصار، عن سرقة أكثر من ألف ملف من ملفات المرضى.
واعتبرت غادة، في تصريحات صحفية لها، إن الخطورة في ذلك تأتي من أن هذه الملفات تحتوي على معلومات هامة عن كل مريض، منها تفاصيل تاريخه المرضي وتطوره وحالته الاجتماعية وظروف عمله وسكنه، إضافة إلى أن هذه الملفات تضم جميع التحليلات وصور الأشعة التي أجراها، ويمكن استخدام تلك المعلومات في الأبحاث الطبية التي يجريها أطباء وشركات في تصنيع الأدوية بعيدا عن معهد الأورام الذي يشترط موافقة لجنة الأخلاقيات التابعة له على مشروع أي بحث حتى لا يتحول المرضى إلى فئران تجارب.
وأضافت غادة أنها أصدرت قرارا بعد رئاستها لجهاز الإحصاء الطبي بمعهد الأورام، يتضمن عدم سحب أي ملف للمرضى إلا بعد العرض عليها، مشيرة إلى أنها تواجه عراقيل من مسؤولي معهد الأورام لتنفيذ القرار الذي أصدرته بشأن ملفات المرضى، قائلة: "مينفعش نحارب الفساد بالروتين والمذكرات".
ولفتت إلى أن الملفات التي اختفت كانت لمرضى سرطاني المثانة والثدي، مناشدة المرضى بإيقاف أي أدوية يتناولونها، والعودة لصرف أدويتهم من المعهد حفاظا على سلامتهم وصحتهم.