حوار| بدراوي: "البدوي" مراوغ وضيع أموال الحزب وأساء لتاريخه
قال القيادي في تيار إصلاح حزب الوفد، فؤاد بدراوي، إن صراعه مع رئيس الحزب، الدكتور السيد البدوي شحاتة، ليس شخصيًّا، وإنما لتدهور أوضاع الحزب خلال الفترة الماضية، وهو ما يسيء للحزب ولتاريخه العريق.
وأضاف بدراوي، في حواره لـ"دوت مصر"، أن البدوي يراوغ حتى لا ينفذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحل الأزمة، معتبرًا أن تيار إصلاح حزب الوفد يخوض حربًا لتطهير الحزب، معلنًا استمرار حملة جمع التوقيعات لسحب الثقة من البدوي..وإلى نص الحوار:
حدثنا عن أسباب تفاقم الأزمة داخل حزب الوفد؟
أولا، أؤكد أن الأمر ليس شخصيا ولكنه يتعلق بكيان متمثل في حزب الوفد وعلينا جميعا من حكم المسؤولية المحافظة عليه، لأن البعض يحاول تصوير الأمر بأنه ثأر شخصي.
ثانيا، الأزمة بدأت عندما رفض رئيس الحزب السيد البدوي، أن تتم انتخابات الهيئة العليا بشفافية ونزاهة، وتقدمت بطلب مكتوب لسكرتير عام الوفد، وطالبت بتشكيل لجنة ثلاثية أو خماسية لمراجعة التشكيلات الحزبية ومدى مطابقتها بأعضاء الجمعية العمومية لأنه توافرت لدينا معلومات تؤكد أن هناك عبثًا حدث في الجمعية العمومية، كما حدث تعديلات في اللجان بالحذف والإضافة.
وللأسف رئيس الحزب رفض وكان رد السكرتير العام عليَّ أنه لا يعرف شيئًا عن اللجان، ومنها بدأت الأزمة، لأنه إذا كنا هنصنع جمعية عمومية ثم تأتي بهيئة عليا تابعة لرئيس الحزب سيكون قضاء على الحزب، فضلًا عن أسباب أخرى منها تدهور الأوضاع المالية داخل الحزب، وصدقت المعلومات التي كانت توفرت إلينا وأثبتنا حذف أكثر من 800 اسم وإضافة أكثر من 1200 اسم للجمعية العمومية، إذ حذف الوفديين وأضاف أسماء لا نعلم عنها شيئًا.
لماذا طالبتم بسحب الثقة منه؟
لم نطلب سحب الثقة من البدوي، قلنا له ارحل، وما حدث في اجتماع الشرقية هو المطالبة بالرحيل وحفظ ماء الوجه، وذلك لتضارب المواقف والآراء السياسية وتناقض تصريحاته، ومنها ما ذكره في برنامج "القاهرة اليوم" حينما أعلن أن ثورة 30 يونيو صناعة مخابراتية، وتصريحاته المضادة لقائمة في حزب مصر رغم اشتراك الوفد فيها، وفي وقت كان من المفترض أن تلجأ الأحزاب إلى الوفد، وذلك نتيجة فشله ونتيجة عدم وجود مرشحين لديه الأمر الذي أوصل الوفد إلى هذه المرحلة كما أنه يحاول الانفراد بالحزب وإقصاء الجميع.
وماذا عن تصريحاته بأن سبب تفاقم الأزمة هو خسارتك في الانتخابات الأخيرة؟
جميع تصريحاته هي خلط الأوراق، وهذا الكلام عارٍ تماما من الصحة، لأن عطاء الوفد ليس بالمنصب، ففي فترة رئاسة الدكتور نعمان جمعة لم أكن أتولى أي مناصب في الحزب رغم أني كنت سكرتير عام مساعد قبلها، واجتمع نعمان وعدد من القيادات بعد وفاة فؤاد سراج الدين، واتخذوا قرارا بعدم وجودي في الحزب، وبالرغم من هذا كنت يوميا متواجد في الحزب، وفي 2010 عندما أعلنت ترشحي لرئاسة الحزب رافقني البدوي في الزيارات للمحافظات وعندما أعلن نيته الترشح تنازلت له، إذا القضية ليست منصب.
وفي انتخابات رئاسة الحزب الأخيرة، صدر تقريرا من اللجنة المشرفة على الانتخابات برئاسة الدكتور إبراهيم درويش، ونائبه حسين عبدالرازق، وأكدا فيه أن الانتخابات باطلة، ومع ذلك تواجدت في اليوم التالي بمقر الوفد، وعندما كنت سكرتير عام الحزب كان في يدي زمام الحزب، ولكني تركت المنصب وترشحت على رئاسة الحزب لإنقاذ الوفد مما آل إليه.
البدوي يتهمك بأنك المسؤول عن فك ودائع الحزب عندما كنت السكرتير العام؟
هو يلوي في الحقائق، والمتسبب بشكل مباشر في وجود هذه الأزمة هو تعاقده المنفرد مع شركة الإعلانات دون الرجوع لمؤسسات الحزب، وفاجئنا جميعًا بتعاقده مع إحدى شركات الإعلان، كما انه أغلق قسم الإعلانات بالجريدة، والموظفون في القسم تخلى عنهم لصالح الشركة دون مقابل، والمعلنون تم توجيههم للشركة، بالرغم من أن قسم الإعلانات بالوفد كان يجلب 12 مليون جنيه سنويا للجريدة، وهو السبب الرئيسي للأزمة وفي ضياع أموال الوفد.
لماذا الآن رحيل البدوي، بالرغم من أن له أخطاء منذ فترة طويلة، ومنها جلوسه في 2012 مع الإخوان وهو مخالف لقرار جبهة الإنقاذ، وصفقته مع أحمد عز في 2010؟
في واقعة 2012 وجلوسه مع محمد مرسي بالمخالفة لقرار جبهة الإنقاذ ولقرار الهيئة العليا للوفد وقتها، أنا دعيت إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا، ووجهت إليه انتقادات حادة ولم يقدم استقالته، واعتذر عن الموقف، أما في 2010 وجلوسه مع أحمد عز، وقفت أمامه كحائط سد حتى لا ينفذ صفقته معه، وكنت حائط سد أيضًا ضد التحالف مع جماعة الإخوان بعد ثورة 25 يناير.
هل حدث تجريف للحزب في عهد السيد البدوي؟
أحد قيادات الوفد المقربين منه قال لي "أنت عارف لو مشي هتلاقي الحزب بكره حاجة تانية خالص، كل الخارجين سيعودوا من جديد، بس هو يمشي لأنه منبوذ"، رجل الشارع العادي يتساءل أين الوفد؟
كيف ترى مواقف حزب الوفد الأخيرة؟
الموقف مهزوز، ينم عن سوء إدارة وسوء تنظيم، وتضارب في المواقف والتصريحات، والدليل تحالف الوفد المصري الذي انتهى إلى لا شيء، لأن الكل اكتشف حقيقته فتركوه جميعًا، ثم انضم إلى قائمة في حب مصر وبعدها هاجمها ووصفها بأنها قائمة مخابراتية.
الدكتور السيد البدوي ومؤيديه يهاجمونكم، ويقول إنكم قلة غير مؤثرة؟
السيد البدوي يعتقد أنه قادر على لي الحقائق والخداع وهو يراوغ حتى لا ينفذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحل الأزمة، وبعض المستفيدين من رئيس الحزب يزيفون الحقائق، ولكن نحن نحمل الأمانة والمسؤولية التي تركها زعماء الوفد.
لماذا أجرى رئيس الجمهورية لقاء مع قيادات الوفد لحل الأزمة؟
رئيس الجمهورية استشعر الخطر بسبب الأحداث الأخيرة، وطلب لقاءً لحل الأزمة، وضم اللقاء المستشار القانوني للحزب المستشار بهاء أبوشقة، وسكرتير الحزب عصام شيحة، ورئيس الحزب السيد البدوي، وأنا، وتمت مناقشة القضايا المهمة في الحزب والحلول للخروج من الأزمة، منها عودة جميع المفصولين، وتعديل اللائحة الداخلية ومراجعة الهيئة الوفدية بعد الحذف والإضافة والعبث بها.
لكن الدكتور السيد البدوي خالف ما تمت الاتفاق عليه واقتراح أن تستمر الهيئة العليا الحالية لمدة سنة فقط، وكان ذلك اقتراح من المستشار بهاء أبوشقة، ويحدث ذلك من خلال نص انتقالي ينظم الأمر كما حدث في مرات سابقة.
ما هي الخطوات المقبلة لتيار الإصلاح؟
سنجوب المحافظات وسنجمع توقيعات الوفديين للمطالبة برحيل السيد البدوي عن رئاسة الحزب، وسنتمسك بالرسالة التي يحملها الوفد، فالحزب عمره ما كان اتباع ومحاسيب لرئيس الحزب فنحن متمسكون بتطهير الحزب من البدوي وأتباعه والمستفيدين من وجوده.