التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 01:05 م , بتوقيت القاهرة

خاص| صحفيو اليمن يدفعون حياتهم ثمنا لمعارضة "الحوثي"

تسلط قضية مقتل الصحفيين اليمنيين، عبد الله قابل، ويوسف العيزري، مراسلي قناتي يمن شباب وسهيل، بمحافظة ذمار، الضوء على معاناة الصحفيين والصحافة في اليمن، والانتهاكات المتكررة بحق الصحفيين، سواء بالقتل، أو الاستخدام كدروع بشرية، أو الاعتقال، إضافة إلى إغلاق عدد من الصحف ووسائل الإعلام المعارضة للحوثيين.


يشير مراقبون وصحفيون يمنيون إلى مئات الانتهاكات للصحفيين وحرية الصحافة، والتي تم توثيق عدد كبير منها قام به الحوثي وميليشيات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.



اعتقال الصحفيين


يقول الكاتب الصحفي اليمني عبد الله اسماعيل، لـ"دوت مصر"، "كان واضحا منذ بداية تحرك الحوثيين واقتحام العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر الماضي 2014، أن الصحفيين من الأهداف المهمة بالنسبة للحوثيين، حيث واجه الصحفيون انتهاكات من قبلهم، سواء الخطف والقتل أو السجن، وهناك إحصائات تقول أن أكثر من 200 صحفي تعرضوا للقتل والاعتقال والاحتجاز والاختطاف والتعذيب".


يضيف إسماعيل: هناك عمليات اقتحام  ومصادرة وإغلاق لكثير من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية الإخبارية، إضافة إلى قناة يمن شباب، التي تم إغلاقها، وقنوات تلفزيونية أخرى لم تستطع أن تمارس عملها من الداخل اليمني، واضطرت للخروج من صنعاء، أو خارج اليمن بشكل عام، وذلك نتيجة لكثير من المضايقات والاقتحامات التي مارستها ميليشيا الحوثي وصالح على أداء الصحفيين بشكل عام.



دروع بشرية


ويبين إسماعيل لـ"دوت مصر" إحصائات حول الانتهاكات التي مورست بحق الصحفيين اليمنيين: توجد إحصائية بأكثر من 400 شخص منعوا من أداء مهامهم الصحفية في تغطية الأخبار، واختطف الكثير من الصحفيين الذين يراسلون صحفا خارجية، أو وكالات إعلام خارجية، وتعرضوا لكثير من التعذيب والمضايقات، وآخر الجرائم التي مارسها الحوثيون وحليفهم علي صالح، هو اتخاذ الصحفيين كدروع بشرية،  ما أدى لمقتل صحفيين في منطقة ذمار وحران.


ويختتم إسماعيل من القاهرة: يبدو أن الحوثيين يضعون في أولويات مهامهم أو استهدافاتهم الصحفيين والكلمة، ولا ننسى أن الحوثيين كذلك وضعوا مجموعة من الصحفيين والمحللين السياسيين والكتاب في قائمة سموها قائمة الخيانة والعمالة، وأصدر النائب العام الخاص بالحوثيين أمرا بإلقاء القبض عليهم، كل ذلك يدل على أن الحوثيين يعادون الصحافة بشكل عام، لأنها تفضح ممارساتهم وأعمالهم.



مخاطر كبيرة


من جانبه يقول رئيس مركز رصد اليمني، عبد الوهاب الشرفي لـ "دوت مصر": بطبيعة الظرف الذي يمر به اليمن، يجب أن يكون يحدث شيء من التغيير في عمل الصحفيين، نحن كصحفيين جزء من الخلل في منظومة العمل هذه، لأن جزءا كبيرا من الصحفيين، لا يتعامل بمهنية، ما يؤدي إلى تعرض الصحفي لمخاطر كبيرة.


ويشير الشرفي إلى أن المضايقات تجاه الصحفيين تتمثل، بعمليات إغلاق مكاتب قنوات أو صحف أو حتى إغلاق مواقع إخبارية، لكن في الأخير هذا الأمر يتم دون إجراءات رسمية كنوع من تدابير أثناء الحرب: فمن يغلق هذه المكاتب والمواقع يتهمها بأنها في حالة تحيز كامل.



تجاهل متعمد


يقول الصحفي اليمني، علي الورقي لـ"دوت مصر": وضع الصحفيين في اليمن صعب جدا، حرية الصحافة أصبحت منتهكة بشكل غير عادي، لا يوجد حرمة للصحفي سواء حي أو ميت، كل الصحفيين الذين لا ينتمون لحزب أو جماعة لا يتم الاهتمام بهم، ولا تتابع مشكلاتهم في اليمن في هذه الظروف، خرجنا كناشطين في بعض المظاهرات، ولم يسمعنا حتى الآن أي أحد، لا الأمم المتحدة ولا السفارات، ولا الجامعة العربية، ولا أي قناة عربية قادرة على تسليط الضوء على مشاكلنا.


ويضيف الورقي: نقابة الصحفيين في اليمن لا يوجد من يدافع عنها، أنا أحمل كل الصحف العربية والإعلام العربي تجاهلهم ما يحدث للصحفي اليمني بالذات.