التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:29 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| نص كلمة وزير الخارجية في ملتقى القبائل الليبية

أكد وزير الخارجية، سامح شكري، خلال مؤتمر ملتقى القبائل العربية، الذي تستضيفه مصر، اليوم الإثنين، بأحد فنادق القاهرة، على دور مصر العظيم الذي تلعبه لإعادة الأمن والاستقرار لجارتها ليبيا.


وجاءت كلمة وزير الخارجية كالآتي:


السادة الحضور شيوخ وأعيان القبائل الليبية،


السادة السفراء  الضيوف،


يسعدني أن أرحب بكم في وطنكم الثاني مصر.. مصر التي دائما ما تفتح أبوابها أمام أشقائها العرب غير مدخرةً لجهد من أجل توحيد صفهم ورفعة كلمتهم وشأنهم.. وفي ظل الظروف الحالية التي تمر بها أمتنا العربية والتي تشهد تحديات غير مسبوقة، تتضاعف المسؤولية على مصر التي تسعي إلى حشد جميع الجهود المخلصة والصادقة من أجل النجاح في تخطي المخاطر التي تحيط بنا والتغلب عليها وإعادة الاستقرار والأمن لبلداننا وتحقيق التقدم والازدهار الذي تستحقه شعوب هذه المنطقة العظيمة.


وفي هذا الصدد، فإن مصر حريصة أشد الحرص على مصلحة ليبيا الشقيقة وأمن واستقرار شعبها الكريم، فعلاقة مصر وليبيا ليست علاقة جوار جغرافي فحسب، بل إنها علاقة تاريخية وأزلية تمتد بين الشعبين الشقيقين اللذين يجمع بينهما روابط الدم والمصاهرة.


وانطلاقا من هذا، فإننا نؤمن بأنه لا مناص من استعادة السلم المجتمعي واللحمة والترابط بين مكونات الشعب الليبي، ما دفعنا لاستضافة هذا الملتقى الهام لشيوخ وأعيان القبائل الليبية، الذين يعدون العمود الفقري للمجتمع والرابط الحقيقي بين مختلف مكوناته والداعم الرئيسي للحفاظ على استقرار ليبيا وسلامة ووحدة أراضيها.


السادة شيوخ وأعيان القبائل الليبية،


إنني لا أبالغ في القول بإن أنظار العالم تسلط اليوم عليكم.. تنتظر توحد كلمتكم.. تتطلع لدوركم الهام في تحقيق الاستقرار في جميع ربوع ليبيا.. تنتظر منكم المساهمة الفعالة في تحقيق الاستقرار الأمني على الأرض، وممارسة دور مجتمعى من خلالكم بدعوة الشباب الليبي لترك السلاح والعودة للانخراط المثمر في النسيج المجتمعي، والعمل من أجل بناء الدولة الليبية وتحقيق السلم والرخاء لشعبها.


إننا على ثقة بأنكم تدركون أن مسئوليةً تاريخيةً تقع على عاتقكم.. وإن أمامكم فرصة لوضع لبنات الاستقرار والوئام المجتمعي في ليبيا الشقيقة بما يوفر البيئة الصالحة لابنائكم وأحفادكم للتمتع بحياة كريمة ينعم فيها المواطن الليبي بخيرات بلاده وبأمنها ويشارك في صنع مستقبل مشرق لها.


السادة الحضور،


في النهاية أود أن أؤكد أن مصر لن تتوانى عن دعم أشقائها الليبيين حتى يصلوا إلى بر الأمان وتحقيق المصالحة فيما بينهم، فقد استضافت مصر اجتماعاا تحضيريا للقبائل الليبية في أكتوبر الماضي لمسنا منه الدور المحوري لهذا النسيج الاجتماعي الأساسي لوحدة الصف الليبي، وتستضيف مصر اليوم ولمدة 4 أيام ملتقى موسع للقبائل الليبية ثقةً وإيمانا منها في أن الأخوة الليبيين سوف يستثمرون هذا المحفل للخروج من الدائرة المفرغة للعنف والصراع والإرهاب حاليا، وسيتخذون خطوات بناءة تساهم في إعادة السلم والاستقرار من أجل بناء دولة ليبية حديثة تلبي طموحات أبناءها.. دولة حديثة خالية من الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار ليبيا ومحيطها الإقليمي والدولي.


مرة أخرى نرحب بكم في هذا المحفل الهام، ونتمنى لكم كامل التوفيق لما فيه صالح ليبيا الشقيقة، كما لا أجد أفضل من آيات القرآن الكريم لاختتم بها كلمتي.