نيويورك تايمز: انتصارات "داعش" تبدد الأمل في تراجعه
تمكن تنظيم "داعش" في الفترة الأخيرة من إحكام قبضته على منطقتين جديدتين بسوريا والعراق، بعد مرور أقل من شهر على محادثات بين مسؤولين غربيين وعراقيين، لمناقشة نتائج سلسلة الهجمات الجوية التي أضعفت من قوة التنظيم في كوباني، ليرد بإخضاع كل من مدينتي "الرمادي" العراقية و"تدمر" السورية لسيطرته، حسبما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها.
وأظهرت سيطرة "داعش" على منطقتين جديدتين في نفس التوقيت تقريبا إلى نفي التصريحات المتضاربة حول تراجع التنظيم، وأكدت أنه لايزال ملتزما بفلسفته الأساسية المتعلقة بالقتال في أكثر من جبهة، واستخدام الأعمال الوحشية لتخويف سكان المدن التي تخضع لسيطرته، وبصفة خاصة فرض نظام الخلافة في قلب المنطقة السنية على الحدود العراقية السورية.
وأشارت الصحيفة لتصريح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، وأوضح فيه أنه "لا أحد بدء من الرئيس ومن يعمل تحت إمرته، يتوقع التغلب على هذا الشيء فورا"، مؤكدا أن الوضع في غاية الخطورة.
الحملات المكثفة التي تحدث في وقت واحد بأكثر من مكان، هي السياسة التي يتبعها عناصر التنظيم تجاه أكبر مصفاة للنفط في العراق، في بيجي شمال بغداد والرمادي.
كما دبر "داعش" هجمات على سجون منطقة ديالي، وهي من العمليات التي ارتكبها في كثير من الأحيان، لتساعده على استعادة سيطرته على المنطقة الشرقية.
كما أن اتساع نطاق العمليات هدف للتنظيم غرضه تشتيت قوات الأمن العراقية وتفريقهم قبل قيامه بأعنف هجمة ضد الرمادي، في الشهر الحالي، حسبما قالت المحللة بمعهد دراسة الحرب، جيسيكا لويس ماكفيت، التي دعت الولايات المتحدة لإظهار رد فعل أعنف تجاه التهديد الذي تمثله "داعش".
وأشارت تقارير إلى أن ما ساعد على اقتحام الرمادي هو تخطيط التنظيم المسبق لهذا الهجوم، الذي بدأ كالعادة بالتفجيرات الانتحارية، لكن في هذه المرة كانت على نطاق أوسع، وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الجماعة المسلحة أرسلت 10 سيارات مفخخة أدت إلى تدمير المدينة.
ووجه التنظيم ضرباته إلى مدينة "تدمر" السورية، التي تمثل الاختيار المثالي في هذا التوقيت الذي أصاب فيه الإرهاق القوات السورية، فتعداد المدينة ليس كبيرا، وهي تعد منفذا لحقول جديدة للغاز والنفط، بعد استهداف الحقول التي سيطر عليها التنظيم من قوات التحالف.