بسبب أعراف اجتماعية متشددة تضع ضوابط صارمة على الحياة العامة، وملاحقة هيئة الأمر بالمعروف، يلجأ الشباب السعودي للاعتماد بشدة على تطبيقات هواتفهم المحمولة للترفيه عن أنفسهم وكسب النقود ولقاء الأصدقاء، ما يجعلهم وكأنهم يعيشون في نظم بيئي من التطبيقات.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم البت، يتجه الشباب السعدي للنقاش على "تويتر"، ويتحدث الشباب مع بعضهم البعض على "واتس آب" و "سنابشات"، كما تبيع السعوديات الطعام أو المشغولات اليدوية على "إنستجرام"، ويحصلن على توصيلة من "Uber" أو "Careem" لكونهن غير مسموح لهن بالقيادة في المملكة.

وعلى الرغم من ذلك، لم تحل التكنولوجيا مكان المعاملات الإنسانية اليومية، ولكنها فتحت طريق أمام اتصالات بشكل مباشر، لاسيما في مجتمع يفصل لحزم بين الرجال والسيدات غير الأقارب أو المتزوجين.

ومع منع المملكة بناء دور العرض، وجد الشباب طريقة أخرى لمشاهدة الأفلام، سواء عن طريق موقع "يوتيوب" أو البث عبر الإنترنت، حتى أن أحد قضاة الشريعة في المملكة اعترف أنه شاهد كل مواسم مسلسل Breaking Bad على الإنترنت، قائلا "لقد أدمنته".

فوائد سياسية واقتصادية

وعلى عكس تركيا وإيران، أدركت السعودية فائدة مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" ولم تغلقهما، وجعلتها متنفسا للشباب، كما أدركت فائدتها الاقتصادية، وهو ما برهن عليه مدير المحتوى الذي تقدمه قناة "Telfaz11" على يوتيوب.

تقدم القناة مقاطع فيديو كوميدية، وتوفر وظيفة لأكثر من 30 شخصا، وازدهرت أعمالها وامتدت للإعلانات والألعاب وإدارة الكفاءات للممثلين العاملين فيها، والذين عُرفوا في وسط الشباب، حتى أنهم سخروا من منع السيدات من القيادة والتنميط الذي يتعرض له السعوديون في الخارج.

إنستجرام

ولم يكن شباب قناة "Telfaz11" هم الوحيدون الذين استطاعوا الحصول على معجبين، فهناك شابة سعودية تبلغ 22 عاما، لها حساب على موقع إنستاجرام باسم @amyroko، ترفع عليه مقاطع فيديو وهي تحاكي صوت المغنية شاكيرا، أو تدافع عن نفسها ضد شخص يتغزل فيها، أو تلجأ إلى ألواح التزحلق للتنقل لأنها غير مسموح لها بالقيادة.

 

شكلي اذا غازلني احد @warchieff

A video posted by آيمي روكو (@amyroko) on Feb 17, 2015 at 10:31am PST

وعما تقوم به، قالت "روكو" إنها تصور هذه الفيديوهات "بدافع الملل"، وإنها فوجئت بكل هؤلاء المتابعين، والذين إما هنأوها أو هددوها بالاتصال بالشرطة.

التغيير "واحدة واحدة"

ويستخدم المحافظون السعوديون الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مثل المتحررين، مع فخر السعوديين بثقافتهم وإرثهم، وإيمانهم بأن التغيير يجب أن يأتي بشكل تدريجي.