التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:29 ص , بتوقيت القاهرة

"أصدقاء صيدنايا".. هل رسم "الأسد" نهايته بيده؟

لم يكن الرئيس السوري، بشار الأسد، يعلم حين اتخذ قراره بالإفراج عن هؤلاء الأصدقاء، كمحاولة لامتصاص الغضب الشعبي الذي اندلع عام 2011، أنه بذلك قد يرسم نهاية نظامه، فهؤلاء الثلاثة شكلوا بعد خروجهم أقوى 3 تنظيمات عسكرية شكلت 60% من المعارضة السورية "بحسب تقديرات صحف سورية".


ففي صورة نادرة مشتركة، ترتسم الابتسامات على وجوه أقوى 3 رجال في سوريا، وهم يقفون بمحاذاة بعضهم البعض بعد خروجهم من سجن صيدنايا. 
يظهر في هذه الصورة قائد "لواء الإسلام"، زهران علوش، الذي بويع فيما بعد قائدا لـ"جيش الإسلام"، ومعه قائد "حركة أحرار الشام"، حسان عبود، الملقب بأبي عبدالله الحموي، وقائد لواء "صقور الإسلام"، عيسى الشيخ، بعد سنوات أمضوها سويا في المعتقل منذ القبض عليهم في حوادث متفرّقة بسبب نشاطاتهم الدينية.


خرج الأصدقاء الثلاثة برفقة أمير "جبهة النصرة"، أبي محمد الفاتح الجولاني، من سجن صيدنايا في منتصف عام 2011 بموجب أول مراسيم العفو الرئاسية، بعد اندلاع الثورة السورية، كأحد مكرمات الرئيس التي حرص من خلالها على إظهار اهتمامه بتلبية مطالب شعبه بالتغيير.


قبل خروج "أصدقاء صيدنايا" من السجن بأسابيع قليلة، حوصرت درعا، وفض اعتصام "الساعة" الأكبر من نوعه في مدينة حمص بطريقة وحشيّة من قبل قوات النظام، واستفزت القرى والمدن الثائرة بشتى الوسائل القمعية، مع تسهيل متعمد لدخول السلاح لها عبر الحدود، وبعد خروجهم بأقل من أسبوع، تحقق مراد النظام أخيرا، فكانت مجزرة جسر الشغور التي قتل فيها حوالي 120 شخصا من قوى الأمن بحسب الرواية الرسمية، في أول تحرك مسلح واسع ومنظّم، يكتسب بالطبع أو يسهل إكسابه صيغة "إسلامية".


لم يمض وقت طويل على خروجهم من السجن قبل أن يؤسس الأصدقاء الثلاثة أكبر تشكيلات عسكريّة معارضة مسلحة على امتداد سوريا، إذ أعلن عن تشكيل "صقور الشام" في 25 نوفمبر عام 2011، وتشكّل "لواء الإسلام" في شهر مارس من عام 2012، وبدأ تشكيل "لواء أحرار الشام" في 25 في العام نفسه، هذا بينما عاد صديقهم الرابع "الجولاني" من رحلة إلى العراق في الفترة ذاتها ليؤسّس "جبهة النصرة" "بحسب تقرير لصحيفة "الجمهورية" السورية.


وتختلف التقديرات بشأن العدد الدقيق للمقاتلين الذين يخضعون لقيادة "أصدقاء صيدنايا"، لكن تتفق جميعها أنهم يقودون العدد الأكبر من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة، فبينما يتزعم زهران علوش "جيش الإسلام" الذي نتج عن توحّد 43 فصيلا عسكريا، ويضم تقريبا 30 ألف مقاتل، يعتقد أ ن "حركة أحرار الشام" هي أكبر لواء عسكري في سوريا بـ18 ألف مقاتل، ويبلغ العدد التقريبي لمقاتلي "صقور الشام" حوالي 9 آلاف مقاتل، بينما تبدو "جبهة النصرة" أصغر هذه المجموعات من حيث العدد، لكنها لا تقل قوة عنها بفعل الانضباط والعتاد والقدرات القتالية؛ وهو ما يعني أن الأصدقاء السابقين في سجن صيدنايا أصبحوا اليوم يقودون حوالي 60% من مقاتلي المعارضة على الأراضي السورية.