التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:12 ص , بتوقيت القاهرة

راهب يحكي قصة تهريب المخطوطات العراقية من قبضة "داعش"

يروى الراهب العراقي الدومنييكاني، نجيب ميكائيل، قصة إنقاذه 800 مخطوطة من الموصل، قبل وصول عناصر "داعش" إليها، بعدما استطاع تهريبها إلى إقليم كردستان.


وقال "ميكائيل" لوكالة "فرانس برس"، أمس الجمعة، إنه شعر بالخوف مع اقتراب "داعش" من السيطرة على الموصل، وشعر بواجب الحفاظ على إرثها التاريخي، حيث تعود تلك المخطوطات إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر.


وتتضمن المخطوطات نصوصا تاريخية وفلسفية وأخرى مسيحية وإسلامية وعن الأدب والموسيقى، وهي مكتوبة بالأرمنية والسريانية والعربية والآرامية، والمخطوطات ذات الخطوط الفنية الجميلة والحواشي المزينة شاهد على التاريخ القديم للمسيحية في منطقة ما بين النهرين، دجلة والفرات.


في يوليو 2014، قبل 10 أيام على سقوط الموصل، و"قره قوش" في شمالي العراق في يد تنظيم "داعش"، وحيث الوجود المسيحي الواسع، بدأ نجيب ميكائيل يشعر بالقلق،ة مستطردا: "أجلينا في شاحنة جزءا كبيرا من المخطوطات من قره قوش إلى أربيل في كردستان التي تبعد 70 كيلومترا".


ويقول العراقي الذي يعمل لصالح الدومينيكان في الموصل وقره قوش، واثق قصاب،: "كان الرصاص فوق رؤوسنا، حتى أني ظننت أننا سنموت".


وفي هذا اليوم سمح "داعش" للنازحين بالعبور من دون إطلاق النار، ووصلت صناديق المخطوطات كلها، ووضعت في مكان آمن.
ويضيف "قصاب": "حملت 6 صناديق ثقيلة، ولم استطع الركض، وقلت لنجيب وقتها: ستقتلنا بأرشيفك هذا"، وأردف: "لحسن الحظ، كانت سيارة تنتظرنا على الجانب الكردي من الحدود".


ويستكمل: "منذ عام 1990، أعددنا بيانات رقمية بإجمالي 8 آلاف مخطوطة في المنطقة، لكن اليوم نصف النسخ الأصلية لم يعد موجودا، دمره داعش"، مشيرا بأسى إلى تدمير المواقع الأثرية في نمرود والحضر.


وفي العراق لم ينقذ رجال الدين سوى مخطوطات مسيحية، ويشير "نجيب" إلى أن "رهبانا نقلوا بالكتابة كتابين مقدسين للأيزيديين"، وهو نفسه ترجم إلى الفرنسية "مصحف رش" (الكتاب الأسود)، و"كتاب "الجلو" (الرؤيا)، في إطار إطروحة حول الأيزيديين كان يعدها لجامعة فريبورغ في سويسرا.