التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:05 ص , بتوقيت القاهرة

بلومبيرج: أمريكا تراهن على مصر وليس تونس

على الرغم من اعتبار أمريكا أن تونس هي المثال الأكثر نجاحا في مسيرة الثورات العربية المعروفة باسم "الربيع العربي"، إلا أنها تراهن على مصر أكثر من تونس- وفق ما ذكر موقع "بلومبيرج" الأمريكي.

وأشار الموقع إلى أنه، صباح الأربعاء، وقبل لقائهما الرسمي، تشارك الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره التونسي، باجي قايد السبسي، في كتابة مقال على صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يؤكدان فيه على التقارب والأهمية الاستراتيجية لعلاقة دولتيهما.

وقال "بلومبيرج" "إن مقال "السبسي- أوباما" يوحي بمجرد قراءته، إلى تقارب شديد بين دولتيهما، لكن لسوء الحظ، فهذا التحليل غير صحيح".

ولفت الموقع إلى أنه في اليوم السابق لكتابة المقال، تحدث الرئيس التونسي، إلى أحد مراكز البحث الأمريكية لكن بنبرة مختلفة، حيث حذر خلاله من أن تقدمات تونس إلى الديمقراطية بطيئة، وأن نجاحها المحدود لا يشكل نموذجا للمنطقة لأنها لم تنجح أبدا
.
وأضاف السبسي: "لم يحدث شيء مماثل للربيع عربي، إنها بداية الربيع التونسي، وإذا تأكد الربيع التونسي، فربما في يوم آخر قد يصبح ربيع عربي".

ويبين الموقع أن السبسي لم يكن يريد انتقاد الولايات المتحدة خلال زيارته، حيث أنه قال "إنه واثق أن أوباما سوف يرقى إلى مستوى وعوده لمساعدة تونس"، لكنه قال "إن تونس لا تعتمد على واشنطن من أجل تأكيد نجاحها، لأن التونسيون يدركون أن الولايات المتحدة غير قادرة على تحقيق كل ما توعد به".

وتابع: " إذا هم ساعدونا، فهذا جيد، إذا لم يساعدونا، فإننا سنبقى اصدقاء وسنستمر في طريقنا"، مشيرا إلى أن بلاده على بمشاكل الشعوب الأخرى حول العالم والتي تدعوا للقلق، رغم أن الولايات المتحدة لديها وسائل متعددة".

وأوضح الموقع، أن المساعدات الأمريكية لتونس منذ 2011 انحسرت فقط على الأمن ومحاربة الإرهاب، بينما قليلا من المساعدات تم تخصيصها لبناء المجتمع المدني أو الاقتصاد؛ وطلبت الإدارة الأمريكية من الكونجرس 134 مليون دولار، كمساعدات لتونس خلال العام المقبل، أي ضعف ما يتم تخصيصه للعام الجاري، لكن 16% فقط من هذه المساعدات مخصصة للديمقراطية وبرامج الحكم.

ورغم التركيز الأمريكي على المساعدات الأمنية إلا أنها لم تؤتي بثمارها، فآلاف الشباب التونسي يسارع في الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش، كما أن اثنين ممن عادوا من التنظيم نفذا الهجوم على متحف بادو في تونس، الشهر الماضي- بحسب الموقع.

ويشير "بلومبيرج" أن المساعدات الأمريكية المخصصة إلى تونس تعتبر تافهة جدا، حينما تقارن بدول أخرى مجاورة مثل مصر؛ فوفقا لتقرير أعده معهد Pomed الأمريكي، فإن إدارة أوباما طلبت 1.5 مليار دولار لمصر، في موازنة العام المقبل، 5 مليون دولار فقط منها، خصصت لدعم الديمقراطية والحكم الجيد.

وبحسب التقرير، فإنه على الرغم من اختلاف الموقف الأمريكي خلال العامين الماضيين على طريقة الحكم في مصر، ورؤيته مخالفا للكثير من القواعد الديمقراطية، إلا أن مصر تلقت 92% من المساعدات التي كانت متوقعة لها.

ويلفت الموقع إلى أن مصر دولة أكبر وأكثر استراتيجية، لكن تركيز إدارة أوباما على دول مثلها، واعتمادها الزائد على المساعدات الامريكية المرتبطة بالأمن يحرم أمريكا من إدراك علاقتها الجديدة بالعالم العربي.