السبسي وأوباما في مقال مشترك: تونس نموذج الديمقراطية الوليدة
أكد الرئيسان، الأمريكي باراك أوباما، والتونسي الباجي قائد السبسي، أنه في وسط الاضطرابات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن تونس التي بدأ فيها الربيع العربي، تمتد بها جذور الديمقراطية والتعددية، وأن اللقاء الذي دار بينهما أمس الخميس هو فرصة للاحتفاء بالتقدم التونسي، وتعميق الشراكة بين البلدين، في سبيل مساعدة الديمقراطية التونسية الجديدة لتحقيق ازدهار للتونسيين.
وقال الرئيسان، في مقال مشترك لهما بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الجمعة، إنه بعد إضرام محمد البوعزيزي النيران في جسده، وإنهاء عقود من الديكتاتورية، تظهر تونس أن الديمقراطية ضرورية في المنطقة.
ودلل الرئيسان على ذلك بقولهما إن التونسيين أدلوا باصواتهم في أكثر من مرة خلال انتخابات حرة ونزيهة، واختاروا بين أكثر من 100 حزب، وجرى إقرار دستور جديد يعزز حكم القانون ويحافظ على حرية الاعتقاد ويضمن حقوق الإنسان والمساواة بين المواطنين، وكذلك المرأة والأقليات، كما تضم الحكومة علمانيين وإسلاميين، ما يثبت بأن الديمقراطية والإسلام يمكن أن يتعايشا معا.
الرحلة كانت مضطربة
وتابع الرئيسان في مقالهما، موضحين أن رحلة الانتقال الديمقراطي التونسية لم تكن سلسة، حيث اغتيل خلالها سياسيون، واستمر تضييق إرث النظام القديم في سوء الإدارة والفساد على النمو الاقتصادي، ووقع هجوم إرهابي على متحف راح ضحيته تونسيون وأجانب، وكذلك نزح اللاجئون من جحيم ليبيا إلى داخل تونس، وعلى الرغم من ذلك كله لم تفتر عزيمة تونس، وعزمت الدولة على حماية الديمقراطية الوليدة.
فرص للتعاون بين البلدين
ألمح الرئيسان إلى أن هناك فرص للتعاون بين البلدين، تقوم على المصالح والقيم المشتركة، حيث خصصت الولايات المتحدة مبلغ 570 مليون دولار، ودعمت ضمان قرضين، لمساعدة التونسيين في مواصلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية الحرجة، كما ضاعفت واشنطن مساعدتها بمبلغ 134 مليون دولار للعام المقبل، بمثابة استثمار في مستقبل تونس.
سبل التعاون
ويرى الرئيسان أنه حتى يعزز التونسيون مكاسبهم الديمقراطية، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بإنشاء مؤسسات تتسم بالشفافية والتأثير والمسؤولية، ويكون من شأنها خدمة الشعب التونسي، وأيضا تمكين منظمات المجتمع المدني وحرية الصحافة التي تقوي الديمقراطية، وبشأن مواجهة الأخطار الأمنية كالإرهاب، يتعين الحفاظ على قيم مثل التسامح والشمولية وحرية الرأي.
وتابع المقال: "من الممكن أن تكون هناك شراكة بين البلدين للتأكيد على أن تكون هناك ثورة اقتصادية في تونس، من شأنها تقليل الفقر وتقدم تحسينات ملموسة في حياة التونسيين اليومية، في الوقت الذي يعمل فيه القطر العربي على الحد من البيروقرطية، وجذب الاستثمارات، وتشجيع النمو لخلق فرص عمل".
وواصل "سيكون هناك تركيز على خفض معدلات البطالة ضمن الشباب التونسي، بينما اتفق الجانبان على شراكات بين الجامعات الأمريكية والتونسية، تعتمد على تشجيع الابتكاروتطوير الأعمال، ومساعدة التونسيين على الحصول على درجات علمية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".
ويأمل الرئيسان في تعميق التعاون الأمني لحماية المواطنين، في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على مضاعفة مساعدتها العسكرية لتونس في العام المقبل، وكذلك تقوية الشراكة في مكافحة الإرهاب، لمواجهة خطر تنظيم "داعش"، وحل أزمة عدم الاستقرار في ليبيا.