التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:41 ص , بتوقيت القاهرة

أريحا.. معركة "الأسد" الأخيرة في إدلب

بعد سيطرة "جيش الفتح" في سوريا، قبل 3 أيام، على بلدة المسطومة ومعسكرها "الطلائع"، أهم وأكبر معقل لقوات النظام في ريف إدلب، وبلدة نحليا المجاورة، ومن قبلهم جبل الأربعين وبلدة مصيبين ومدينة جسر الشغور، تصبح قوات المعارضة السورية قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مدينة أريحا، آخر معاقل النظام السوري في المنطقة.


"معركة أريحا" لم تبدأ هذه الأيام، ففصائل المعارضة السورية، أعلنت نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، البدء بعملية تستهدف السيطرة على جبل الأربعين ومدينة أريحا في ريف إدلب، في مسعى منها لقطع طريق إمداد النظام من اللاذقية، غرب البلاد، إلى إدلب، شمالها.



ما قبل المعركة


بالفعل، سيطر "جيش الفتح"، قبل أيام، على قمة جبل الأربعين، المحاذية لمدينة أريحا من جهة الشرق، وبلدة مصيبين ومعسكر القرميد في الشمال الشرقي، تبعها السيطرة على بلدات المسطومة ونحليا والحواجز المتمركزة شمال "أريحا" على الطريق العام، ما جعل تلك مدينة وقوات النظام تحت مرمى نيران مسلحي المعارضة.


أهمية المدينة


"أريحا" تعتبر آخر معقل للنظام في محافظة إدلب ككل، ويربطها بمنطقة سهل الغاب شمال مدينة حماة، طريق إمداد بري وحيد على طول 20 كيلومترا، وتكمن أهميتها الإستراتيجية في أنها تتحكم بالطريق الرئيسي بين اللاذقية وحلب، الذي يعتبر من أهم طرق الإمداد لمعسكرات النظام والعصب المغذي لتلك المعسكرات ولمدينة إدلب، إضافة لقريتي كفريا والفوعة، وتبعد عن محافظة حلب ما يقارب 70 كيلومترا.



شد وجذب


موقع أريحا الإستراتيجي أكسبها أهمية عسكرية كبيرة منذ بداية الأزمة، لتتوجه أنظار النظام على تلك المدينة، وتقوم قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، باقتحامها وبسط سيطرتها عليها عام 2011، بعد مدينتي درعا وبانياس.


قوات "الأسد" سعت إلى السيطرة على "أريحا"، وبسطت سيطرتها على المدينة وجبل الأربعين، لتؤمن طريق الإمداد، الذي يصل بين اللاذقية ومدينة إدلب، مرورا بجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة، ما انعكس بشكل كبير على جهود قوى المعارضة في اقتحامها، فقد قسمت المنطقة لتفصل بين جبل الزاوية جنوبا وريف إدلب الغربي شمالا.


وتمكن الجيش الحر من انتزاع تلك المدينة من قبضة قوات النظام 3 مرات، خلال عمر الأزمة، كان آخرها صيف 2014، لمدة شهر فقط، قبل أن يعيد جيش "الأسد" السيطرة عليها.


ومع سيطرة المعارضة السورية على وادي الضيف، أكبر معسكرات النظام في ريف إدلب الجنوبي بنهاية العام 2014، توجهت أنظار الفصائل الثورية لاقتحام هذه المدينة والسيطرة على جبل الأربعين، فتم فتح معركة للسيطرة عليها ببداية فبراير/ شباط الماضي.



المعركة الأخيرة


اليوم، وبعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على أكبر النقاط العسكرية الحامية لمدينة أريحا، والمتمثلة بجبل الأربعين ومعسكري القرميد والمسطومة، باتت أريحا الهدف المقبل لمقاتلي جيش الفتح، الذي يضم جبهة النصرة، وأحرار الشام، وجند الأقصى، وفيلق الشام، وعناصر من الحيش الحر، وفصائل عسكرية معارضة أخرى.


ماذا بعد؟


سقوط مدينة أريحا سيضطر قوات النظام على طول خط الإمداد للانسحاب تجاه منطقة سهل الغاب، بالتالي، فمن المرجح أن يكون طريق اللاذقية، هو الهدف التالي بما يضمه من ثكنات وحواجز، أهمها حاجز القياسات قرب بسنقول، الذي طالما قصف أهالي ريف إدلب خلال السنوات الثلاث الماضية، ويعني سقوطه فتح طريق المعارضة نحو اللاذقية وحماة.