التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:51 م , بتوقيت القاهرة

صور| هذه "تدمر" التي وقعت في قبضة "داعش"

 مملكة "زنوبيا" الواقعة على بعد 215 كيلومترا من العاصمة دمشق، بين شرق سوريا وغربها تقع تلك المدينة التي تعد من أكبر مدن الشرق الأوسط الأثرية، نحن بالتأكيد نتحدث عن "تدمر" التي لقبت بـ"عروس الصحراء"، وحكمتها الملكة الآرامية عام 270 ميلادية.


وبحسب المخطوطات البابلية فإن أول اسم متداول للمدينة هو ما بقي حتى الآن "تدمر"، وتعني باللغة العمورية "بلد المقاومين"، وباللغة الآرامية: "البلد المعجزة الذي لا يقهر".



ولآثار تدمر قصة طويلة مع التاريخ، فالمسرح الكبير الذي أعيد بناؤه في العهد الروماني في القرن الثاني للميلاد، ويقع وسط المدينة، كان مدفونا تحت الرمال حتى عام 1950 من الميلاد، حتى جرى التنقيب عن أجزائه وترميمه في عامين ليفتتح في 1952.




سيطر تنظيم "داعش" على  المدينة بالكامل، بعد مواجهات بدأها في 13 مايو الحالي، تلاها انسحاب جيش النظام السوري منها، ما يهدد آثارها بأن تكون "في مهب الريح"، بحسب مراقبين.


يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مدير عام المتاحف السورية، مأمون عبدالكريم، إن عددا كبيرا تماثيل متحف "تدمر" بخير وفي مكان آمن، بعد نقلها من موقعها إثر التهديدات الإرهابية، إلا أن الخوف يكمن في استيلاء "داعش" و"اللصوص" على التماثيل الكبيرة داخل المتحف وخارجه لعدم تمكن السلطات من نقلها.





بعد فشل الجيش العراقي في الصمود أمام تقدم مسلحي تنظيم "داعش" في الأنبار واستيلائه على مركزها الرمادي، فتح التنظيم الذي يرفع شعاره الشهير "باقية وتتمدد" جبهة جديدة في سوريا، لم تغب فيها الجغرافيا السياسية عن حساباته.


موقع مدينة تدمر الجغرافي يتوسط شرق سوريا وغربها، إلا أنها كذلك تربط بين الأراضي السورية و"البادية" المؤدية لمحافظة الأنبار العراقية شرقا، والتي أعلن  "داعش" سيطرته على مركزها الرمادي فضلا عن الأراضي السورية، الأحد الماضي.





وباستيلائه على "تدمر"، سيطر "داعش" على ما يقارب نصف الأراضي السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن باقي فصائل المعارضة أصبحت تسيطر على ما يقرب من 40% من سوريا، ويتمركز الرئيس بشار الأسد وجيشه وموالوه وميلشياته في العاصمة دمشق، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من مقاتلي المعارضة و"داعش"، بحسب محللين سياسيين وعسكريين، بعد استهدافها هي الأخرى بقذائف وتفجيرات متفرقة.


 





لم تخفِ منظمة اليونسكو مخاوفها من أن تلحق "تدمر" بسابقاتها من المدن الأثرية التي دمرها التنظيم الإرهابي، مثل مدن الموصل والحضر ونمرود العراقية، وما صحبها من هدم للتمثايل والآثار، وحرق للمكتبات، وتفريغ للمتاحف من آثارها.