"مشبك، فطائر، بسبوسة، هريسة، كنافة، بقلاوة، قطايف، كحك، بسكويت وبلح الشام".. تلك هي أنواع الحلوى التي طالما اشتهرت بها محافظة دمياط، وذاع صيتها منذ القدم، حيث اشتغل بالمهنة الآلاف من أبناء المحافظة، حتى وصل الأمر لقدوم العديد من أبناء المحافظات الأخرى والعرب لشراء الحلوى من دمياط في المناسبات الكبرى كالمولد النبوي وعيد الفطر.

ورغم شهرتها الواسعة في هذا المجال لمهارة أبنائها، وما يسمى بسر الصنعة، إلا أن المهنة بدأت تتراجع، وذلك عقب اندلاع ثورة 25 يناير، وتدهور الحالة الاقتصادية.

بوجه بشوش وابتسامة تلقائية يستقبلك بائع الحلوى، فور أن تطأ قدماك محله، يسألك عن طلباتك في محاولة لإنجازها، "دوت مصر" التقى بعددٍ من أصحاب محال الحلوى بدمياط، للتحدث معهم عن تاريخ تلك المهنة العريقة وعما يواجههم من صعوبات.

يقول محمد فشور، 38عاما، صاحب محلات فشور للحلوى، "كنا من أوائل من امتهن بتلك المهنة منذ عام 1960، حيث توارثها والدي عن جدي، فأشتهرنا بالحلوى الشرقي والغربي، وذاع صيتنا بالبسبوسة والمشبك والبقلاوة".

وأشار فشور إلى تبدل الحال حاليا عن ذي قبل، حيث تراجعت المهنة بسبب ارتفاع أسعار الخامات بصورة جنونية، وارتباط زيادة أجور الصنايعية، بزيادة سعر الخامة، ما أدى بشكل مباشر لحالة من الركود حتى بلغت 60%، مطالبا الحكومة بالتدخل لضبط الأسواق.

وبدوره قال محمد أبو العلا، صاحب محلات أبو العلا للحلويات: "بدأنا العمل منذ عام 1903، وتوارث المهنة والدي عن جدي، ونشتهر بالحلويات الشرقي والفطير".

واشتكى أبو العلا من ارتفاع أسعار الخامات للضعف، وغياب الحكومة عن أداء دورها المنوط في ضبط الأسواق وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر، والتي تؤثر بشكل سلبي على صناعة الحلوى، كما طالب بتدريب العمال على الآلات الحديثة.

وكانت محافظة دمياط قد اشتهرت منذ القدم بصناعة الحلويات، حيث اشتهرت بالنيديا في العصر المملوكي ثم العثماني، وصدرت لجميع الأقاليم المصرية والشام وأوروبا، لوفرة الخامات المستخدمة في البيئة المحيطة.

وكانت تصنع الحلوى فيما يسمى بالحوانيت، وحتى مطلع القرن العشرين لم تكن قد ظهرت تلك المصانع المعروفة بشكلها الحالي، حيث تطورت الصناعة وتحسنت وتعددت أنواع الحلوى، فصار هناك حلوى لكل موسم ولكل عيد ومناسبة.

وبحسب إحصائية نشرها كتاب "الحرف والمهن والطوائف في مصر"، لكاتبه محمد أبو قمر، فإن عدد مصانع الحلوى بلغت 185 خلال عام 2005، وبلغ عدد العاملين بها نحو 9 آلاف، لاعتمادها على الآلات حديثا، ما قلل من عدد القوة البشرية بها.