"فاكسيرا".. من الكوليرا لأزمة نقص أكياس الدم
تعقد الشركة المصرية لخدمات نقل الدم، التابعة للشركة القابضة للأمصال واللقاحات "فاكسيرا"، اليوم الأربعاء، مؤتمراً صحافيًا، تحت شعار "إنقاذ فاكسيرا"، لمطالبة الحكومة بالتدخل السريع لحل الأزمات التي تعانى منها الشركة.
ووفقاً لبيان صادر عن الشركة فإنها تعاني من الديون المتراكمة لسنوات مضت، حيث وصلت إلى 750 مليون جنيه للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات، وتسببت تلك الديون في توقف جميع مصانع المشروعات التي تحاول الشركة البدء فيها، بالإضافة إلى دفع رواتب وأجور العاملين بها البالغ عددهم 3700 موظف، مطالبة رئيس مجلس الوزراء بإسقاط تلك الديون، كما هو الحال مع شركة الغزل والنسيج.
ووفقاً لتصريحات صحفية سابقة لرئيس الشركة المصرية لخدمات نقل الدم "فاكسيرا"، هالة عدلي، فقد تجاهلت الحكومة تحذيرات متتالية أطلقتها الشركة خلال الفترة الماضية حول معاناة مصر من نقص حاد في مشتقات الدم، لعدم وجود مصنع لإنتاجها في مصر، حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لإنشاء مصنع مصري لمشتقات الدم مليار جنيه، بينما تصل تكلفة مركز تجميع البلازما لنحو 400 مليون جنيه.
وكانت بداية ظهور "فاكسيرا" في عام 1881 عندما أنشئ معمل صغير يتبع مصلحة الصحة، وتم إنتاج لقاح الجدري لأول مرة في مصر عام 1893، وفي عام 1897 تم إنشاء الإدارة العامة للمعامل التابعة لمصلحة الصحة، ونجحت في إنتاج لقاح داء الكلب في مصر عام 1907.
كما أنشأت معامل لإنتاج اللقاحات والأمصال عام 1939 على مساحة حوالي ستة أفدنة في منطقة العجوزة بالقاهرة، وأنتجت لقاحات للجدري والتيفود، ولقاحات وأمصال البكتيريا، وكذلك مصل التيتانوس.
وفي عام 1940 تم إنشاء معمل فؤاد الأول للمصل واللقاح بالعجوزة، وأضيف له معمل الملك فاروق للمستحضرات الحيوية عام 1947 (معمل المصل واللقاح)، وأنتج هذا المعمل لقاح الكوليرا نتيجة لانتشار وباء الكوليرا في ذلك العام، وفي عام 1948 تم إنشاء مركز الدم، ليكون أو بنك دم مركزي في مصر، ومعمل لبلازما ووحدة تجزئة الدم، وفي عام 1950 تم إنتاج لقاح الدرن السائل لأول مرة في مصر، كما تم إنتاج توكسيد التيتانوس والدفتيريا على نطاق معملي صغير.
وتحول معمل المصل واللقاح إلى إدارة معامل للإنتاج بالعجوزة عام 1959، وكان تابعا للإدارة العامة للمعامل بوزارة الصحة، وفي عام 1972 صدر قرارا جمهوريا بإنشاء الهيئة المصرية العامة للمستحضرات الحيوية واللقاحات بالعجوزة، ومنذ ذلك التاريخ وهى تزاول نشاطها كهيئة مستقلة تتولي إنتاج وتوفير الأمصال واللقاحات والمستحضرات الحيوية، لتغطية احتياجات البلاد، وتصدير الفائض منها، بالإضافة لمواجهة متطلبات البحث العلمي في هذا المجال.
وتحولت الهيئة من هيئة خدمية إلى اقتصادية عام 1979 بحسب قرار رئيس الوزراء رقم 1039، وفي عام 2002 صدر القرار الجمهورى رقم 187 لسنة 2002 بتحويل الهيئة المصرية العامة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (المصل واللقاح) إلى الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا)، شركة قابضة مملوكة بالكامل للدولة تتبع قانون قطاع الأعمال العام (قانون 203 لسنة 1991)، وتخضع لإشراف الجهاز المركزى للمحاسبات، ويتولى وزير الصحة رئاسة الجمعية العمومية للشركة القابضة، والتي يتبعها حاليا ثلاثة شركات تابعة هي: الشركة المصرية لإنتاج الأمصال واللقاحات والأدوية، والشركة المصرية لخدمات نقل الدم، والشركة المصرية للأدوية والمستحضرات البيطرية.