التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 10:22 م , بتوقيت القاهرة

صحف عالمية: "إعدام مرسي" دعوة لحمل السلاح

تناولت الصحف العالمية، اليوم الثلاثاء، الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة مؤخرا، بإعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعدد من قيادات جماعة الإخوان، وتباينت الآراء حول الحكم والتداعيات التي ستترتب عليه خلال المرحلة المقبلة.

نيويورك تايمز: دعوة لحمل السلاح

الحكم بإعدام مرسي هو بمثابة رسالة ضمنية من جانب الحكومة المصرية لتيارات الإسلام السياسي التي ابتعدت منذ سنوات عن حمل السلاح، للعودة مرة أخرى لانتهاج نفس النهج من جديد، وذلك لإجبار السلطات الحكومية في مصر للاستماع لهم، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن إعدام الرئيس الأسبق سيجعل منه شهيدا في نظر قطاع كبير من المصريين، حيث أنه سيفتح الباب أمام تعاطف كبير معه.

وأشارت إلى أن حادث إطلاق النار على ثلاثة قضاة بعد ساعات من النطق بالحكم، يعكس استجابات التنظيمات الإسلامية المتطرفة لفكرة استخدام العنف، مطالبة الحكومة المصرية بالانتباه إلى عواقب قمع الإسلاميين على المدى البعيد.

مجلة سليت: ورقة مساومة قيمة

في المقابل استبعدت مجلة "سليت" الأمريكية تنفيذ الحكم بإعدام الرئيس الأسبق، موضحة أن هذا الحكم ليس الأول من نوعه تجاه قيادات جماعة الإخوان، إذ صدرت العديد من الأحكام المماثلة منذ بداية عام 2014، في حين أنه لم يتم تنفيذ أي منها.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الحكم يعد بمثابة رسالة إلى حلفاء الإخوان بالخارج، خاصة وأن القضية التي تم إصدار الحكم بصددها هي التخابر مع حماس وقطر، إلا أنه من المتوقع أن يتم تخفيف الحكم لاحقا إرضاءً للقوى الغربية، خاصة وأن مرسي في الوقت الراهن يعد ورقة مساومة مهمة للغاية في يد النظام المصري.

وول ستريت جورنال: حصن المنطقة

بينما اتخذت صحيفة "وول ستريت جورنال" منعطفا آخر، في تعليقها على الأحكام الأخيرة، إذ أوضحت أن الحكم الأخير بإعدام مرسي أثار قلق الغرب، إلا أنهم رغم ذلك ما زالوا يرون الرئيس المصري بمثابة الحصن لمنطقة الشرق الأوسط في ضوء موقفه المناوئ لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن موقف الرئيس المصري من "داعش" جعله بمثابة حليف للقوى الغربية الكبرى في الحرب الإقليمية التي يخوضونها ضد الإرهاب في المرحلة الراهنة، رغم الخلافات الكبيرة فيما بينهم.

لوموند: انتقام السيسي

من خلال الحكم بالإعدام على الرئيس المصري الأسبق الذي أطيح به في 2013، في محاكمة أخرى يوم 16 مايو، أكد النظام القضائي المصري أنه يقوم بحرب كاملة وتامة على الإسلاميين. هكذا كان تعليق صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها الصادرة أمس على الأحكام.

ورأت الصحيفة أن القضاء المصري يسير وفقا لأوامر السيسي الذي انتخب في عام 2014 بعد القضاء على كل أشكال المعارضة، حيث أن الشرطة باتت تنتقم من كل ثوار "الربيع العربي" في 2011، والجيش سيطر من جديد على مقاليد الحكم في البلاد.

وأشارت إلى أن الأحكام دفعت الولايات المتحدة للإعراب عن قلقها العميق إزاء ممارسة المحاكمات والإدانات الجماعية، في حين أن البعض يشير إلى أن القضاء الأمريكي أصدر في الوقت نفسه حكما بالإعدام على أحد مرتكبي هجوم بوسطن، وهو الشاب جوهر تسارنوف من الأصل الشيشاني، في حين لم يدن هذا القرار أحد.

لوموند: القاهرة قررت القضاء على الإخوان

علقت صحيفة "لوموند" في تقريرا آخر على الأحكام الأخيرة التي أصدرها القضاء المصري وقالت إن أحكام الإعدام تشير إلى قسوة غير مسبوقة في التعامل مع التنظيم منذ تأسيسه على يد حسن البنا عام 1928.

وأضافت أن تعامل السيسي مع الإخوان أكثر قسوة من تعامل جمال عبد الناصر بعد اتهام مجموعة من المنتمين للإخوان المسلمين بالضلوع في محاولة اغتياله سنة 1954، حيث أطلق عبد الناصر سياسة استئصالية ضد التنظيم، معتقلا الآلاف منهم، ومعرضا إياهم لشتى ألوان التعذيب.

وأشارت الصحيفة إلى سنوات التسوية السياسية بين جماعة الإخوان ومصر إبان وصول حسني مبارك للسلطة عام 1982، التي تلت سنوات من العداء بين الطرفين، وخاصة المؤسسة العسكرية التي حافظت على عدائها للجماعة.