التوقيت الخميس، 14 نوفمبر 2024
التوقيت 08:51 ص , بتوقيت القاهرة

المليشيات.. اللقب الذي تكرهه حركات "المقاومة" الفلسطينية

"جيش تشكله قوات غير نظامية من مواطنين يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات بعكس مقاتلي الجيوش النظامية"، هكذا اتفقت معظم التعريفات على وصف "المليشيا"، وهو المصطلح الذي لا تفضله حركات الكفاح المسلح في فلسطين.

حيث تعدد حركات ووسائل مواجهة إسرائيل بين الحراك الشعبي والمسلح، إلا انهم اجتمعوا تحت اسم واحد هو "المقاومة الفلسطينية"، فلماذا ترفض الحركات المسلحة في فلسطين لقب "المليشيات"؟

يري أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة الدكتور مخيمر أبو سعدة، أن حركات المقاومة الفلسطينية ترفض وصف الميلشيات لأنها وجدت لمقاومة احتلال غير شرعي وغير قانوني ومن حق هذا الحركات مقاومته.

ويضيف أبو سعدة في تصريحات لـ"دوت مصر"، أن الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي حسب القانون الدولي والإعلان الدولي للأمم المتحدة لذلك فإن لفظ المليشيات لا يناسب الحالة الفلسطينية.

وأشار أستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر أن الحركات التي تحمل السلاح لمناهضة الحكومات والسلطات وترفض التغيير عبر الانتخابات وتنتهج العنف في تطبيق رؤيتها هي التي يلائمها لفظ "المليشيا".

المقاومة الإسلامية "حماس"

"تحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر"، هذا هو ما تؤمن به حركة "حماس" التي تعد جزء من حركة النهضة الإسلامية، وهي أكبر الفصائل الفلسطينية حيث يرتبط مؤسسوها فكرياً بجماعة الإخوان، تعد كتائب "عز الدين القسام" الجناح المسلح لها.

أعلن عن تأسيسها الشيخ أحمد ياسين بعد حادث الشاحنة الصهيونية في 6 كانون الأول 1987م، حيث اجتمع سبعة من كوادر وكبار العمل الدعوي الإسلامي معظمهم من الدعاة العاملين في الساحة الفلسطينية، وكان هذا الاجتماع إيذانًا بانطلاق حركة حماس وبداية الشرارة الأولى للعمل الجماهيري الإسلامي ضد الاحتلال الذي أخذ مراحل متطورة لاحقاً.

الجهاد الإسلامي

تتفق في نقاط كثيرة مع حماس والتي كان لـ "فتحي الشقاقي" الدور البارز في تأسيسها في السبعينيات من القرن الماضي، وتعتبر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، والتي نجحت في تنفيذ عمليات عدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، خلال انتفاضة الأقصى الحالية. 


والمعروف عن الحركة أنها ترفض المشاركة في العملية السياسية، حيث قاطعت الانتخابات التشريعية سنة 2006، كونها جاءت تحت مظلة اتفاق أوسلو عام 1993 الذي ترفضه الحركة أصلاً. 

ومن أبرز الجهات الداعمة لفكر الحركة في العالم دولة إيران التي تقف معها ماديًّا ومعنويًّا, وهذا اتضح جليًّا من خلال توسيع العلاقات على كل المستويات معها.

حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”

 جزء رئيسي من الطيف السياسي الفلسطيني وأكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تعد أولى حركات النضال الفلسطيني ضد إسرائيل، والتي انطلقت في الأول من يناير 1965 بزعامة الرئيس الراحل ياسر عرفات، إلى جانب كبرى حركات منظمة التحرير الفلسطينية. 

يعد الاتحاد الأوروبي الجهة الأبرز الداعمة لحركة فتح، إلى جانب المساعدات التي تتلقاها من دول غربية وعربية وحتى إقليمية، كما تعد كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري للحركة، والتي نفذت العديد من العمليات الاستشهادية داخل الأراضي المحتلة، فضلاً عن تقديم الشهداء والأسرى والجرحى.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

تنظيم فلسطيني أسسه أحمد جبريل سنة 1958 بشكل سري، وأعلن عنه عسكريًّا عام 1965 في عملية عسكرية استهدفت تفجير نفق عيلبون تحت اسم جبهة التحرير الفلسطينية. 

ونفذت الجبهة الشعبية عملية نوعية في قلب تل أبيب، حيث فجرت حافلة إسرائيلية عبر وضع عبوة ناسفة ومغادرة منفذي العملية بسلام، بتغطية من الاستخبارات الإسرائيلية، وجناحها العسكري في الداخل هو كتائب الشهيد خالد أكر، الذي ظل كذلك حتى استشهاد الرفيق جهاد فحملت اسم كتائب الشهيد جهاد جبريل نسبة إليه.

وبحسب القائمتين الأوروبية والأمريكية للمنظمات الإرهابية، فإن الجبهة صًنِّفت كتنظيم إرهابي، وتعتبر من التنظيمات الاستخباراتية عالية الولاء للمشروع الإيراني في المنطقة العربية.

وهناك الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, وهي ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية بعد حركة التحرير فتح، وهو فصيل ماركسي نتج عن الانسلاخ الفكري بين الماركسيين والقوميين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنة 1969 ويتزعمها نايف حواتمة منذ تأسيسها. 

فيما اعتبر المحلل السياسي وأستاذ الإعلام بجامعة القدس أحمد رفيق عوض، في تصريحات لـ"دوت مصر" أن خروج أي حركة مقاومة فلسطينية عن مسار مناهضة الاحتلال قد يدفع بها في اتجاه "المليشيات".

وشدد عوض على أن حركات المقاومة في فلسطين لها كل الحق في استخدام كافة الوسائل ضد الاحتلال، باعتباره كيان غير شرعي قام بالسطو على ما لايملكه، مشيرا إلى أن المليشيات هي من تنتهج العنف في إطار غير شرعي وغير قانوني، ومع إسرائيل فقط المقاومة مباحة.