التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 08:48 ص , بتوقيت القاهرة

لبنان.. ميليشيات أحرقت البلاد وأتقنت السياسة

ساهمت الحرب الأهلية اللبنانية، ودخول الفلسطينيين إلى لبنان وتشكيلهم منظمات للقتال ضد إسرائيل، مناخا لإشعال سباق الميليشيات المسلحة بين اللبنانيين أنفسهم، بوجود عوامل مساعدة أخرى مثل النظام في سوريا، وصعود نظام "ولاية الفقيه" في إيران، التي ساهمت بتأسيس تنظيمات شيعية مسلحة إبان الحرب الأهلية، والاجتياح الإسرائيلي للبنان.


إلا أن هذه الأحزاب والميليشيات كانت بمعظمها تلعب دورا في الحرب الأهلية اللبنانية، ولعبت دورا كبيرا في السياسة اللبنانية، بعد التوقيع على اتفاق الطائف، الذي أرسى أسس المحاصصة على أساس طائفي في البلاد.


ومن أبرز هذه التنظيمات:


حزب الله


 


تنظيم سياسي شيعي عسكري متواجد على ساحة لبنان السياسية والعسكرية على مدى أكثر من 3 عقود، وقد اكتسب وجوده عن طريق المقاومة العسكرية لإسرائيل، خصوصا بعد اجتياح بيروت عام 1982.



وسبق الوجود التنظيمي لحزب الله في لبنان، وجود حاضنة عقائدية في بيئة فكرية، كان لمحمد حسين فضل الله دور في تكوينها، من خلال نشاطه العلمي في الجنوب اللبناني.


وكان قيام ما يسمى بـ "الثورة الإسلامية" في إيران عام 1979 دور كبير في نشوء حزب الله، وذلك للارتباط المذهبي والسياسي بين الطرفين.


وقد جاء في بيان صادر عن الحزب، في 16 فبراير/ شباط 1985، أن الحزب "ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة".


حركة أمل



حركة أمل، أو أفواج المقاومة اللبنانيّة، تأسّست تحت مسمى حركة المحرومين بعد دعوة موسى الصدر في خطاب ألقاه بتاريخ 20/1/1974، بمناسبة ذكرى عاشوراء، المواطنين اللبنانيين إلى تشكيل مقاومة تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية.


وترأّس حركة أمل بعد موسى الصدر، الرئيس حسين الحسيني، الذي كان رئيسا للمجلس النيابي، أما الآن فيرأس الحركة نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني.


وقد ولد هذا الحزب من رحم حركة "أمل الشيعية" اللبنانية، المدعومة من إيران، وقد تسمى بدايةً باسم "حركة أمل الشيعية"، فتسمّى بـ "أمل الإسلامية"، رغبةً في توسيع نطاقه ليشمل الأمّة الإسلامية، لأن دور حركة أمل اقتصر على النطاق الشيعي السياسي اللبناني.


الكتائب اللبنانية



ويعتبر من الأحزاب اللبنانية البارزة، تأسس كحركة قومية شبابية سنة 1936 على يد بيار الجميّل، وكانت الحركة مستوحاة من الحزب النازي الألماني، ليتحول إلى حزب سياسي سنة 1952.


يعتبر الحزب أهم فصيل يميني خلال بدايات الحرب الأهلية اللبنانية، وكان أبرز المساهمين في تكوين القوات اللبنانية، إلا أن الحزب تقلص دوره تدريجيا مع وفاة مؤسسه سنة 1984، وتراجع تأثيره على عمليات القوات اللبنانية ليشهد الحزب بعد الحرب عدة انقسامات.


أشعل الحزب الحرب الأهلية في لبنان بتاريخ 13 أبريل 1975، حيث قامت ميليشيا الكتائب بعملية مذبحة الحافلة "بوسطة عين الرمانة"، كما قامت الكتائب مع بعض الحلفاء، مثل ميليشيا نمور الأحرار، بقتال الشوارع ضد ميليشيات الفلسطينية وميليشيا الحركة الوطنية اللبنانية.


القوات اللبنانية



حزب سياسي تأسس عام 1976 من قبل بشير الجميل، لكي تكون الذراع العسكرية للجبهة اللبنانية، التي تعد إحدى أبرز الأطراف المتصارعة في أثناء الحرب، وخاضت معارك عديدة ضد ميليشيات الحركة الوطنية اللبنانية والمنظمات الفلسطينية، إضافة إلى الصراعات مع ميليشيات يمينية أخرى كانت حليفة لها.


بعد اغتيال الجميل سنة 1982، شهدت القوات عدة تغييرات على قيادتها، وبدأت تأخذ استقلاليتها عن الجبهة اللبنانية، ودخلت في صراع دموي مع وحدات الجيش الموالية لرئيس الحكومة العسكرية، ميشال عون، بين 1989 و1990.


قامت القوات اللبنانية بتسليم سلاحها بعد اتفاق الطائف لتتحول إلى حزب سياسي.


التقدمي الاشتراكي



وهو حزب سياسي يتزعمه وليد جنبلاط، المستند إلى مبادئ علمانية اشتراكية، تتبع للطائفة الدرزية في لبنان.


تأسس الحزب في 1 مايو 1949، وكان من أبرز مؤسسيه: كمال جنبلاط، وفريد جبران، وألبرت أديب وعبد الله العلايلي وفؤاد رزق وجورج حنا. تحت زعامة كمال جنبلاط.


انضم الحزب إلى الحركة الوطنية اللبنانية، التي كانت جبهة مؤلفة من الحزب التقدمي الإشتراكي وأحزاب أخرى، ولعبت دورا كبيرا في مواجهة الجبهة اللبنانية المسيحية، التي ضمت الكتائب اللبنانية والوطنيين الأحرار، بزعامة كميل شمعون، في أثناء الحرب الأهلية.


واستطاع كمال جنبلاط بناء ميليشيا لعبت دورا فعالا في الحرب الأهلية اللبنانية، وكانت مسيطرة على أجزاء من جبل لبنان والشوف بمساعدة من الفلسطينيين ولاحقا من السوريين.


قامت ميليشيا التقدمي الاشتراكي بالانتقام من المسيحيين كردة فعل على مجازر ميليشيا القوات اللبنانية المارونية ضد مواطنين مدنيين دروز، وتم تهجير المسيحيين من مناطق جبل لبنان، التي سيطرت عليها ميلشيا الحزب التقدمي، بمساعدة من المنظمات الفلسطينية المسلحة والجيش السوري.


الوطنيين الأحرار



حزب يميني لبناني، أسسه الرئيس الأسبق كميل شمعون، سنة 1958 بعد انتهاء ولايته، ونادى باستقلالية لبنان وباقتصاد السوق، وينتمي أغلب أعضاء الحزب إلى الطائفة المارونية.


في أثناء الحرب الأهلية، التحق الحزب مع أحزاب يمينية أخرى بالجبهة اللبنانية، وخاضت ميليشيا نمور الأحرار، جناحه العسكري، معارك ضارية ضد الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية.


وتلقى الحزب ضربة موجعة إثر خسارة ميليشيا النمور مواقعها بعد هجوم القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل سنة 1980.


تراجع تأثير الحزب على الساحة السياسية بعد وفاة مؤسسه سنة 1987، وصعود القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر كأحزاب سياسية، ويرأسه حاليا دوري شمعون، وأمينه العام إلياس أبوعاصي.


الحزب السوري القومي الاجتماعي



هو حزب يساري أسسه أنطون سعادة عام 1932، يقوم على كون "سوريا وطن السوريين، والسوريين أمة تامة"، ويقرّ بالعناصر العربية وقبل العربية والمحلية الأخرى الداخلة في تنظيم الهوية السورية الحديثة.


ويعتبر الحزب سوريا في آيديولجيته أنها الهلال الخصيب بما فيه قبرص، ويسعى لتوحيد المنطقة عن طريق "النهضة القومية"، وبكل الأحوال فالحزب ليس فاعلاً سوى في سوريا ولبنان والأردن، ومنع في كلا البلدين في الخمسينات والستينات، بنتيجة انقلاب الثامن من آذار في سوريا، ومحاولته الانقلابية الفاشلة في لبنان.


خلال الحرب الأهلية اللبنانية الأولى، كان للحزب ميلشيا مسلحة، ونفذ عددا من العمليات الانتحارية ضد مصالح إسرائيل، أشهرها عملية سناء محيدلي، وانقسم الحزب في السابق إلى مجموعة أجنحة، غير أنه توجد مجددًا في قيادة مشتركة مقرها بيروت.