"بيت المقدس" يحصر أهالي سيناء بين الواجب الوطني والتصفية
"التصفية، الخطف".. مصيران لا ثالث لهما، يتعرض لهما أهالي سيناء المتعاونين مع قوات الجيش في الحرب على الإرهاب، والرافضون لوجود أصحاب الرايات السوداء في سيناء.
ومنذ أن بدأت القوات المسلحة عمليات التطهير في سيناء، في سبتمبر 2013 الماضي، فقد تزايد أعداد المذبوحين والمخطوفين من أبناء سيناء، فقط لأنهم يحاولون إرشاد قوات الأمن بمعلومات عن الشبكات العنقودية لعصابات التهريب وأصحاب الأفكار المتطرفة.. بهذه الكلمات استهل الباحث الأمني، محمد إبراهيم، حديثه لـ"دوت مصر"، لتوضيح أزمة عواقل سيناء مع الجماعات التكفيرية المنتشرة في سيناء.
وأضاف الباحث الأمني، إن ظاهرة التحكم في مصائر أبناء سيناء، وذبح واختطاف ذويهم من قبل المسلحين، يوضح ان هناك أزمة تعايش كبيرة بين الجماعات المتطرفة وأهالي سيناء، لافتا إلى أن هذه الجماعات حاولت كسر هيبة المواطن السيناوي، وذلك بتصوير مشاهد الاختطاف أو الذبح أو الإجبار على اعترافات، وبثها للمواطنين عبر مواقعهم، منوها بأن هيبة المواطن في سيناء يهتز لها عروش الزعماء في عرف البادية، وفقا لقوله.
ومن جانبه، قال الخبير العسكري، اللواء محسن عبداللطيف، إن قادة الجيش نظموا الكثير من اللقاءات التي جمعتهم وأبناء سيناء وعواقلها وشيوخها، لاستعراض نتائج العمليات ضد الإرهاب، مع التأكيد على ضرورة تعاون الأهالي للقضاء على العناصر الإرهابية.
وأضاف عبداللطيف أن الجماعات التكفيرية تعتبر شيوخ القبائل المختارين من قبل الأجهزة السيادية، بمثابة مرشدين عنهم، ويعتقدون أنهم متعاونين مع القوات المسلحة لتبليغ معلومات تكشف أماكن تجمعهم، ويكشفون أيضا بعض مخططاتهم قبل تنفيذها ضد أهداف الجيش والشرطة، لهذا يبادورن بالتخلص منهم بقتلهم رميا بالرصاص، أو باستهداف منازلهم بالقنابل، إذا تطلب الأمر، دون النظر إلى حرمة الدماء، وبلا تحري عن مدى دقة المعلومات التي ترد عن هؤلاء الشيوخ.
وتابع بأن أعمال التصفية تأتي انتقاما من تعاون أبناء قبائل سيناء مع الأجهزة والجهات الأمنية والعسكرية، بحكم أن الجماعات المسلحة ذات المرجعية الدينية التكفيرية، يعتبرون الحاكم كافر، حسب وصفه، ويحلون تصفية أي جندي، وينفذون عمليات مستهدفة وموجهة لتصفية عناصر بالقوات المسلحة ووزارة الداخلية وأبناء القبائل في شبه جزيرة سيناء.
على الجانب الآخر، قال "س. ع"، أحد أبناء محافظة شمال سيناء، لـ"دوت مصر"، إن شيوخ القبائل السيناوية طالبوا بضرورة إسراع القوات المسلحة ووزارة الداخلية في تطهير شبه جزيرة سيناء من الجماعات المسلحة والمتطرفة بعد أن عاشوا في أراضيهم مفسدين.
وطالب بضرورة إكمال العملية "سيناء"، لإنهاء المهزلة التي تشهدها شبه الجزيرة، ليتمكن أهالي المدينة الحدودية من استعادة استقرار حياتهم، وبخاصة بعد وصول معلومات عن إعداد المتشددين التكفيريين "قائمة سوداء"، ورد بها أسماء كل شيوخ القبائل التي تربطهم علاقات وصلات قوية بالأجهزة الأمنية والمخابراتية، كبداية لبدء "عمليات تصفية منفردة أو جماعية منهم"، بدعوى أنهم يخالفون شريعتهم التكفيرية المتشددة، وهو ما يعاني منه شيوخ وعواقل سيناء، لأن أعمال الذبح والاستهداف طالت أبنائهم وذويهم وكبار العواقل، وهو أمر يشكل خطرا على أمن مصر داخليا.