"أيوة البوظة.. تعالى اشرب بوظة".. نداء أصبح مألوفا على أذن المارة  بمحطة مترو "شبرا الخيمة"، من رجل سبعيني، يصعد سلم المحطة حاملا "الجراكن" وزجاجات المياه، ليجلس في المكان المفضل له منذ إنشاء المترو، و يبيع كوب البوظة بـ 5جنيهات.

رغم أن "البوظة" جميعها مصنوعة من القمح و الشعير و السكر، إلا أن كليم نادي إسماعيل، يرى أن لديه طريقته الخاصة في صنعها، وهو سر المهنة، الذي لم يرغب أن يكشفه لأحد:"من أول ما بدأت الشغلانة، بعمل البوظة في بيتي، ومفيش حد عرف سرها، اللي يهم الناس أنها تشرب بوظة حلوة و خلاص".

"البوظة حرام".. إعتقاد لا يوافق عليه "عم كليم"، فيقول: "البوظة مش حرام، هي بيضّاف ليها كحول صحيح لكن بدرجات معينة، مش بتسبب السُكر، و بكده يبقى المشروب حلال".

"البوظة مشروب صحي، ومفيد للكلي و الكبد، غير مزاجها.. احنا بس اللى مبقناش نفهم زي ناس زمان"، هكذا يقول "عم كليم"، مشيرا إلى أن البوظة موجودة في الشارع المصري، قبل أن يولد.

وخلال حديثنا مع "عم كليم"، إذا بصبية من أهالي المنطقة يلتفون حوله، ليحتثوا البوظة، فيلتفت حينها ليقول  لنا :"زبايني معروفين، هما اللى كل يوم بيعدوا من هنا، بس الشغل أكتر في الصيف عن الشتاء".

ومع حلول المساء، يستجمع "عم كليم" قوته ويحمل عدته، و يعود إلى بيته راضيا بمكسبه الذي ينفق منه على أولاده الخمسة، ويختم  حديثه معنا قائلا: "شغلتي و مبعرفش اشتغل غيرها، و لو كنت آخر واحد يبيع بوظة في مصر هافضل أبيعها".