عمرو موسى: "داعش" سحابة داكنة لن تستمر
قال الأمين العام الأسبق للجامعة العربية والمرشح الرئاسي الأسبق عمرو موسى، إن الحركات الإرهابية مجرد مرحلة، و"داعش" لا تعدو كونها "سحابة داكنة" في الحاضر العربي ولن تستمر طويلاً، لأن تلك الجماعات ما هي إلا ردود فعل ناتجة عن الجهل الذي استمر لسنوات، وسوء الحكم الذي كرّس للفرقة والعنصرية والشحن المذهبي.
وتابع موسى، خلال مشاركته في الجلسة العامة بمنتدى الإعلام العربى الذى حاليا في دبى اليوم الأربعاء، أن داعش لن تتمكن من تشكيل دولة، فهذا يعارض منطق القرن الواحد والعشرين، ونحن عالم عربي واحد يجب أن نتعايش مع بعض رغم اختلاف الدين والمذهب والعرق، وهناك العديد من أجهزة العالم تدرس حالياً إعادة ترتيب المنطقة العربية وتشكيل كيانات جديدة، وهو ما يجب أن تنتبه له دول المنطقة ويستدعي تدخلاً سريعاً وحازماً".
وأضاف أن العالم يتغير وعلينا أن نتغير، ولكن لا يجب أن يكون ذلك من خلال الفوضى الخلاقة، ولابد أن يحصل كل مواطن عربي على حقوقه، فهل تريد الدول العربية أن تكرر الأخطاء التي حدثت في القرن الماضي؟، وإذا كان العكس فيجب علينا تغيير أنفسنا والسير في الاتجاه الصحيح.
وأوضح موسي، خلال الجلسة التى حملت عنوان "التحولات السياسية في المنطقة"، إن هناك أخطاء في المجتمعات العربية وأخطاء في إدارة الحكم في بعض الدول العربية، وهناك تأثير خارجي تسبب بالوضع الذي نعيشه الآن، فقد حدثت تغيرات جوهرية بالمنطقة بسبب سوء إدارة الحكم، منوها بأن العالم يحتفل حالياً بمرور 100 عام على اتفاقية "سايكس بيكو" التي وُقعت عام 1916، ورسمت الحدود العربية، وأن هناك من المحللين من يرى حتمية التغيير بعد مرور كل هذه الفترة الطويلة.
وشدد علي أن"عاصفة الحزم" التي قامت بها الدول العربية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية كانت رسالة قوية من الدول العربية مفادها بأننا لن نقبل بتدهور المنطقة، وأن العالم العربي سيواجه الأزمات الإقليمية بجدية فلم يعد هناك مجال لتقبل وعود من الغرب باحتواء الأمر، وترتيب أولويات البيت العربي الذين هم أدرى وأولى بترتيبه، وآن أوان الردود العربية الجدية بعيداً عن البيانات والشجب ومن هنا كانت "عاصفة الحزم" التي أعادت الأمل لليمن.
وحول الدور المصري في المنطقة، قال موسى "إن هناك مخططات ترمي إلى إبعاد مصر عن دورها الرئيس والمركزي كلاعب مهم في المنطقة.. فقرار انضمام مصر لعاصفة الحزم كان قراراً سليماً وجاء لأن هذه القضية عربية بحتة ولا يجب أن تغيب القاهرة عن المشرق العربى"، مؤكدا أن مصر تنهي هذا العام ?خارطة الطريق وتبدأ إعادة البناء والدفاع ضد الإرهاب واستعادة الدور المصري البناء في العالم العربي.
وحول الأزمة السورية والليبية، شدد موسى على ضرورة تفعيل الجهود عربية في كل من سوريا وليبيا لمنع الانهيار الشامل، مضيفا علينا ألا ننسى القضية الفلسطينية، كما شدد على خطورة الانقسام الفلسطيني الذى يلعب دورا محوريا في تحديد مصير القضية، وهذه القضية طويلة الأمد وإسرائيل لن تنجح بمساعيها.