صور| "بيسان" الفلسطينية.. 67 عاما وحلم العودة لم يمت
"بيسان"، أو ما يعرف باللغة العبرية "بيت شان"، إحدى القرى الفلسطينية المحتلة، التي ترجع نشأتها إلى عام 6000 قبل الميلاد، وواحدة من القرى العديدة داخل فلسطين، التي عانى أهلها من التشريد والطرد من أراضيهم عقب نكبة 1948.
وتأتي ذكرى النكبة 15 مايو المقبل، حين يلتقي أهل هذه المدينة للمرة الأولى، بحد الخروج مجبرين من ديارهم، داخل المدينة التي تعرف باسم "بيت السكون".
وتقع "بيسان" شمالي شرقي إسرائيل، وهي من أقدم المدن في فلسطين التاريخية، وتمتد على مساحة 7 كم مربع، ويبلغ عدد سكانها 16200 نسمة في ديسمبر 2005، وأغلبية أهلها من اليهود.
بيسان تاريخيا
وذكرت المدينة في الرسائل الفرعونية من القرن الـ14 قبل الميلاد، في قائمة انتصارات الملك "تحتمس الثالث"، وأكدت الحفريات الآثرية في المدينة أنها كانت مركزا إداريا للمملكة المصرية الفرعونية في عصر الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر، عندما خضعت بلاد الشام لسيطرة الفراعنة.
كذلك ذكر اسم المدينة من الكنعانيين، في سفر الملوك الأول، أكثر أسماء الكتاب المقدس العبري شيوعا، وأنها من المدن التي سيطر عليها الملك سليمان ومعاونيه.
وفي العصر الهيليني، بعد انتصارات الإسكندر الأكبر، أطلق اليونانيين اسم "سكيثوبوليس" على المدينة، بينما أشار اليهود المحليين إليها باسم "بيشان"، وفي تلك الفترة كان سكان المدينة من اليونان واليهود.
في التلمود الأورشاليمي، يذكر أن سكان بيشان كانوا يختلفون في لفظ العبرية عن اللفظ العادي، لذلك لم يصلحوا لدلالة المصلين في الكنس، إذا تمسكوا بلفظهم الأصلي.
وكشفت الحفريات الآثرية، المعالم المركزية للمدينة الرومانية: المسرح، الهيبودروم والـ"كاردو" (الشارع الرئيسي)، وبنى البيزنطيون ديرا في المدينة وجعلوها في 409م عاصمة المحافظة الشمالية من فلسطين، في 749 من الميلاد دمرت المدينة بزلزال، فهجر منها أغلبية سكانها.
وفي أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، سكن مدينة بيسان نحو 5000 ساكن من العرب الفلسطينيين، أغلبيتهم مسلمين، وهجر جميعهم المدينة إثر حرب 1948، وفي 1949 قامت الحكومة الإسرائيلية بترميم المدينة وتوسيعها وأسكنت فيها يهودا.
اجتماع المهجرين
وللمرة الأولى، منذ أن شتتهم نكبة عام 1948 في بقاع الأرض، ألتقى أهالي مدينة بيسان المتبقين في الوطن، في الناصرة تحت رعاية لجنة الدفاع عن المهجرين.
وأوضح رئيس إدارة جمعية الدفاع عن المهجرّين في إسرائيل، واكيم واكيم، لموقع "القدس العربي"، أن بيسان ليست ذكريات وحنين فحسب، مشددا على أن اللقاء يهدف لنفض غبار الماضي والتحرر من سياسات التخويف المنتهجة من قبل إسرائيل منذ سبعة عقود.
وشدد على أن جمعيته تعمل من أجل العودة لتثبيت الرواية التاريخية والهوية الفلسطينيتين، مؤكدا على أن العودة حق فردي وجماعي، ومشيرا لحيوية نقلهما للأبناء والأحفاد.