فيديو| أهالي قرية محفوظ صابر: ياترى هنشوف ابن "الزبال" مستشار؟
على مدار اليومين الماضيين، أثار تصريح وزير العدل المستقيل، المستشار محفوظ صابر، بعدم أهلية ابن عامل النظافة في العمل بسلك القضاء، الرأي العام، واهتمام وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا غضب وسخط المواطنين، حتى أن قدم الوزير استقالته، لكن أهالي قريته تسألوا.. ياترى بعد استقالة الوزير هنشوف ابن الزبال مستشار؟
انتقلت عدسة "دوت مصر" إلى مسقط رأس الوزير المستقيل، قرية "مشلة" إحدى قرى محافظة الغربية، التي تربطها بمدينة كفر الزيات، وتبعد عنها بنحو 25 كيلو متر.
في مدخل القرية، موقف سيارات عشوائي يضم، سيارات ربع نقل يستقلها أهالي القرية، كوسيلة مواصلات تنقلهم إلى القرى المجاورة ومدينة كفرالزيات.
ويوجد موقف توك توك، الوسيلة الوحيدة للانتقال داخل القرية، والتي يبلغ تعدادها السكاني نحو 22 ألف نسمة، على مساحة تتخطى الـ45 فدانا، ومحطة سكك حديد خط فرعي كفر الزيات – أشمون، وترعة تملئها أكياس القمامة وتنبعث منها الرائحة الكريهة.
عبدالمنعم بكر، من أهالي القرية، أكد أنهم عرفوا التصريح من خلال وسائل الإعلام وصفحات "فيس بوك"، وأن هذا التصريح يعتبر زلة لسان، كما قال الوزير بعد ذلك، لافتا إلى أن تصريح الوزير ليس من الخيال، ولكن تصريح يعبر عن الحال الحقيقي المتواجد بالدولة.
وعن قرار الاستقالة، أكد بكر، أن القرار أثار حزن أهالي القرية، بحكم أنهم كانوا سعداء بأن من أبناء قريتهم وزير، رغم أنه يرفض المصالح الشخصية والواسطة في العمل، قائلا: "كان من بلدنا وزير واتشال".
وعن أسرة الوزير، بينّ بكر، أن الوزير المستقيل من أسرة عريقة، ولها تاريخ، ومن أهل الخير، ودائما يقمون بأعمال خيرية في السر والعلن.
ورغم وجود أشخاص يختلفون مع الوزير في تصريحه، لكن لا يقدرون على الاختلاف على أسرته، وأن والد الوزير كان مزراعا، حاصلا على الثانوية الأزهرية، وكان دائما يقصده أهالي القرية في الجلسات العرفية لحل مشكلاتهم.
ياسر المسيري، من أهالي القرية، ذكر أن المستشار محفوظ صابر، رجل يتمتع بالسيرة الطيبة والتواضع، وما صرح به هو واقع أليم ملموس من قبل الشعب المصري، ولم يقل شيئا جديدا، فقالها عدد من المسؤولين بسلك القضاء، ولم تحدث هذه الضجة الإعلامية، مضيفا: "المستشار قال التصريح بتلقائية، وهذا يرجع إلى طيبة قلبه، وبعد قبول الاستقالة علينا انتظار اليوم الذي سنرى فيه نجل موظف بسيط أو عامل بمدرسة، مستشارا"، مطالبا الرئيس السيسي بتطبيق الدستور على أرض الواقع.
وعلى جانب آخر، أبدى بعض أهالي القرية، عدم اهتمامهم بما صرح به الوزير وتقدمه باستقالته، قائلين: "من بلدنا وزير وللآسف القرية دون خدمات"، معبرين عن غضبهم واستيائهم من تجاهل المسؤولين للقرية، ما أدى لانتشار الأمراض بها، لا سيما مرض السرطان، وأصبحت ملقبة إعلاميا، بـ"قرية السرطان" بعد إصابة 28 حالة من أبناء القرية، منهم 9 أطفال، خلال الـ3 سنوات الأخيرة بهذا المرض اللعين.
ويرجع الأهالي السبب إلى أن مياه الشرب غير نظيفة، وأن القرية محرومة من خدمة الصرف الصحي، ما جعل المواطنين يلقون مخالفات الصرف الصحي بمصرفي القرية.
ورصدت عدسة "دوت مصر" 3 أطفال يعملون بورش نجارة داخل قرية الوزير المستقيل، وبسؤال أحدهم عن أمنيته، قال أريد أن أكون ضابطا بالجيش، والثاني دكتورا، والثالث قاضيا، ولكن هل من الممكن أن يحقق المستقبل حلمهم؟