التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:50 ص , بتوقيت القاهرة

جون أفريك: عداء إيران يخلق تقاربا بين السعودية وإسرائيل

قالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن التقارب الأمريكي الإيراني تسبب في حالة من الذعر في إسرائيل والسعودية، مؤكدة أنه في حال الاتفاق النهائي على استمرار برنامج طهران النووي، ورفع العقوبات الدولية، سيعترف بإيران كقوة إقليمية كبرى ودولية متوسطة.


وذكرت المجلة أن إيران، التي وجدت نفسها منبوذة ومعاقبة ومتهمة بطموحات الهيمنة على المنطقة، تسعى حاليا لتحسين أوضاعها وإيجاد مكان لها في المجتمع الدولي، ويبدو أنه هدف على وشك أن يتحقق بموجب التوصل إلى الاتفاق النهائي حول برنامج إيران النووي، الذي جرى بلوزان السويسرية أبريل الماضي.



وأشارت، في سياق تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، إلى تحذير عدة دول من محاولات إيران للهيمنة على المنطقة، وحالة الذعر التي تشعر بها إسرائيل والسعودية حاليا، فقد وصفها العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله، بـ"لسان الأفعى" عام 2009.


كما ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطابا عشية إحياء ذكرى الهولوكست في 16 أبريل شبه فيه إيران بألمانيا النازية، وقال: "مثلما حاول النازيون السيطرة على العالم من خلال القضاء على الشعب اليهودي، تسعى إيران للهيمنة على المنطقة وتدمير الدولة العبرية".


التواجد الإيراني في جميع الجهات


وفي الوقت الذي رحب فيه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، باتفاق لوزان النووي، وقال خلال خطاب "يعتقد البعض أنه يجب إما أن نتقاتل مع العالم، أو أن نستسلم للقوى العظمى، ونحن نؤمن بخيار ثالث، يمكن أن نتعاون مع العالم"، شدد المرشد الأعلى، علي خامنئي، بعد أسبوعين، على ضرورة زيادة القدرة العسكرية الإيرانية وزيادة التدريب العسكري لقوات الجيش والحرس الثوري.



من جانبه، قال الخبير في مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية الفرنسية، برونو ترتري، إن التوسع السياسي لإيران من قبل الميليشيات والجماعات الإرهابية والمساعدات المالية والعسكرية، كان أمرا لافتا للأهمية خلال العقد الأخير، ما ينذر بالخطر.


وأكد أن التواجد الإيراني برز في جميع جهات الشرق الأوسط الملتهب، فمنذ عام 2011، دعمت إيران وحليفها تنظيم "حزب الله" اللبناني، الرئيس السوري بشار الأسد في حربه الباطشة ضد التمرد الثوري والجهاديين، من أجل السيطرة على النظام السوري.


وأشار إلى أن طهران لم تكتف بتدريب ودعم ميليشيات حزب الله بل أيضا لحركة الجهاد الإسلامي، ففي يوليو 2014 وخلال عملية "الحافة الواقية" على غزة تفاخرت حركة "الجهاد الإسلامي" باستخدام صواريخ صناعة إيرانية مستهدفة تل أبيب، فضلا عن تدريب طهران وتسليحها لميليشيات الحوثيين التي سيطرت على جزء كبير من اليمن.


صراع سياسي طائفي



قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني، والذي يلقب بالرجل الذي يعمل في الظلام، عينته طهران كبطل حرب في الحرب ضد داعش، ويقول السفير الإيراني في فرنسا، علي أهاني، إن "السياسات العنصرية وانتهاكات النظام الصهيوني ضد الفلسطينيين معروفة جيدا، وأن تأييد طهران باستمرار للفصائل الفلسطينية هي محاولة للدفاع عن قضيتهم وأرضهم".


فيما قال سفير فرنسا السابق لدى طهران، فرنسوا نيكولو، الذي اتهم إيران أيضا برغبتها في الهيمنة: "نظرا لأن إيران أوقفت سياستها التوسعية في القرن الثامن عشر، وتقبلت حدودها حاليا، تريد أن تشعر حاليا بأنها في مأمن"، مؤكدا أن الوضع الحالي يتطلب التفكير بالعقل".


وأشار التقرير إلى أن إيران متهمة برعاية الجماعات الشيعية في أنحاء المنطقة، إلا أن الدبلوماسية الإيرانية نفت ذلك، موضحة أن السعودية أرسلت قوات عسكرية لإحباط الاحتجاجات البحرينية، وسحق حركة الحوثيين في اليمن، وأطنان من الأسلحة للمقاتلين المنضمين للجماعات الجهادية في سوريا والعراق ومليارات الدولارات إلى النظام في القاهرة بدلا من تمويل الفلسطينيين.


ويؤكد نيكولو إن السعوديين يعتبرون الشيعة كما لو كانوا كفارا لا بد أن يقاتلوا ضدهم، وعلى الرغم من ذلك لا يشترك الشيعة في نفس طريقة التعامل مع السعوديين، مشيرا إلى أنه في حال لم يكن هناك صراع سياسي بينهما لتعايشوا سلميا منذ فترة طويلة.


وأوضح أن فوز الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وانسحاب القوات الأمريكية من العراق في 2011، أطلق العنان للفصائل الطائفية بالحكومة العراقية الجديدة، لتنشا الأقلية السنية وبعض أفراد الجيش العراقي ما يطلق عليه حاليا تنظيم "داعش"، كما أشار تقرير المجلة إلى أن "داعش" هو من أجبر طهران على طلب المساعدة من أعدائها الغربيين، مثل واشنطن في الحرب، ما أدى إلى التقارب بينهما.