مواجهات مسلحة بين قبيلتي "المعاليا" و"الرزيقات" شرق دارفور
أسفرت المواجهات المسلحة التي اندلعت بين قبيلتي "المعاليا" و"الرزيقات" بولاية شرق دارفور غرب السودان عن سقوط 168 شخصا ما بين قتيل وجريح، كحصيلة أولية للضحايا من الجانبين.
وقال الشيخ مردس جمعة رئيس مجلس شورى قبيلة "المعاليا"، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، إن "عدد قتلى قبيلته وصل إلى 63 فردا، بجانب جرح 18 آخرين"، مشيرا إلى أن الصدامات كانت داخل أرض المعاليا، وأن قبيلته أبلغت السلطات المعنية بضرورة التدخل لإيجاد حل لقضية نزاع الأرض ولكنها لم تستجب.
وأشارت مصادر من قبيلة الرزيقات إلي أن الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة أسفرت عن مقتل 14 شخصا من القبيلة، وأن مستشفى (الضعين) بشرق دارفور، استقبلت 73 جريحا من الرزيقات.
وكانت الاشتباكات بين القبلتين قد تجددت أمس داخل محلية (ابو كارنكا) التي تعتبر واحدة من أكبر معاقل قبيلة المعاليا، وامتدت لتشمل بقية المناطق الخاضعة لسيطرة القبيلتين.
وتأتي تلك التطورات برغم إعلان والي ولاية شرق دارفور الطيب عبد الكري، في وقت سابق، رصدهم حشودا للقبيلتين يمكن أن تؤدي حسبما قال "إلى أعنف اشتباكات من نوعها بين الطرفين"، داعيا إلى سرعة التدخل من قبل الحكومة السودانية قبل انفلات الأوضاع.
وكانت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور "اليوناميد"، قد أعربت عن قلقها البالغ إزاء تصاعد التوتر بين قبيلتي "الرزيقات والمعاليا"، وحثت البعثة الأممية زعماء وأعضاء القبيلتين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والانخراط في حوار من شأنه تسوية خلافهما.
يشار إلى أنه قد فشلت عدة مؤتمرات للصلح بين قبيلتي "الرزيقات والمعاليا" كان آخرها مؤتمر "مروي" بالولاية الشمالية في نهاية فبراير الماضي، حيث رفضت قبيلة المعاليا التوقيع على وثيقة مؤتمر "مروي" للصلح مع الرزيقات بحجة ورود فقرة بوثيقة التصالح تنص على تبعية مناطق "عديلة وأبوكارنكا" التي تقطنها القبيلة لنظارة الرزيقات.
ويعد النزاع بين قبيلتي "الرزيقات والمعاليا"، من أطول النزاعات القبلية بإقليم دارفور، التي خلفت المئات من القتلى والآلاف من المصابين من القبلتين، بسبب الصراع حول أراض "حاكورة" يدعي الرزيقات ملكيتها، بينما يتمسك المعاليا بأحقيتهم في الأرض، كما أخذ الصراع بين الطرفين منحى أكثر عنفا وحدة بعد اكتشاف النفط في المناطق المتنازع عليها.