تجدد الاشتباكات القبلية المسلحة في ولاية شرق دارفور
اندلعت المواجهات المسلحة بين قبيلتي "المعاليا" و"الرزيقات" بولاية شرق دارفور غرب السودان، اليوم الاثنين، والتي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وسط مخاوف من سقوط العديد من الضحايا جراء الإقتتال الذي يوصف بأنه "الأعنف من نوعه بين القبلتين".
وأفادت مصادر أمنية بمدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، بتوتر الوضع الأمني داخل المدينة، التي سارعت بإغلاق محالها التجارية، في أعقاب نشوب القتال خاصة داخل محلية ابو كارنكا التي تعتبر واحدة من أكبر معاقل قبيلة المعاليا.
وتأتي تلك التطورات برغم إعلان والي ولاية شرق دارفور الطيب عبد الكريم-في وقت سابق- رصدهم حشودا للقبيلتين يمكن أن تؤدي حسبما قال "إلى أعنف اشتباكات من نوعها بين الطرفين"، داعيا إلى سرعة التدخل من قبل الحكومة السودانية قبل انفلات الأوضاع.
وأكد عبد الكريم، أن حكومته دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة عازلة إلى المنطقة للحيلولة دون انفلات الوضع الأمني، مشيرا إلى أنه شكل لجان مشتركة تضم سياسيين ورجال إدارة أهلية لإقناع المحتشدين وتفريغ المعسكرات قبل انفجار الأوضاع بين القبيلتين.
وفي سياق متصل، أعربت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور "اليوناميد"، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد التوتّر بين قبيلتي "الرزيقات والمعاليا".
وحثت البعثة الأممية في بيان لها اليوم الاثنين، زعماء وأعضاء القبيلتين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والانخراط في حوار من شأنه تسوية خلافهما.
وقالت البعثة، أنها عازمة على مواصلة جهودها في حماية المدنيين المتأثرين وتسهيل ودعم جميع الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية والإدارة الأهلية وزعماء القبيلتين وغيرهم من الشركاء لنزع فتيل التوتر والتوصل إلى المصالحة بين قبيلتي "المعاليا والرزيقات" بما يتماشى مع تفويضها.
وتجدر الإشارة، إلى أنه قد فشلت عدة مؤتمرات للصلح بين قبيلتي "الرزيقات والمعاليا" كان آخرها مؤتمر مروي بالولاية الشمالية في نهاية فبراير الماضي، حيث رفضت قبيلة المعاليا التوقيع علي وثيقة مؤتمر "مروي" للصلح مع الرزيقات بحجة ورود فقرة بوثيقة التصالح تنص على تبعية مناطق "عديلة وأبوكارنكا" التي تقطنها القبيلة لنظارة الرزيقات.
ويعد النزاع بين قبيلتي "الرزيقات والمعاليا"، من أطول النزاعات القبلية بإقليم دارفور، التي خلفت المئات من القتلى والآلاف من المصابين من القبلتين، بسبب الصراع حول أراض "حاكورة" يدعي الرزيقات ملكيتها، بينما يتمسك المعاليا بأحقيتهم في الأرض، كما أخذ الصراع بين الطرفين منحى أكثرة عنفا وحدة بعد اكتشاف النفط في المناطق المتنازع عليها.