بروتوكول بين "مصر الخير والصحة وجامعة القاهرة" لتطوير التمريض
وقع رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، الدكتور علي جمعة، اليوم الإثنين، ووزير الصحة، الدكتور عادل عدوي، ورئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، برتوكول بين مؤسسة مصر الخير، وجامعة القاهرة ووزارة الصحة، لإعداد برنامج التعليم التجسيري "التمريض المتخصص"، لفتح المسار التعليمي والمهني لأعضاء التمريض الحاصلين على دبلوم فني تمريض فوق متوسط، للحصول على دبلوم فني تخصصي لمدة عامين، بما يعادل بكالوريوس تقني في مجال التمريض، لرفع مستوى الخدمة المقدمة في المستشفيات ويسد العجز في الخدمة الطبية.
وحضر حفل توقيع البرتوكول، نقيب التمريض، الدكتورة كوثر محمود، ورئيس المجلس الأعلى للجامعات، الدكتور أشرف حاتم، وعضو مجلس أمناء مصر الخير، الدكتور هاني هلال، ورئيس قطاع التعليم العالي والفني في مؤسسة مصر الخير، حنان الريحاني، وعدد من وكلاء الجامعة، وعميد كلية طب قصر العيني.
من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، وعضو هيئة كبار العلماء، الدكتور علي جمعة: إن "المؤسسىة أرسلت بعثات إلى فرنسا وإيطاليا والصين طلبًا للعلم، أسوةً بما قام به محمد علي باشا لنهضة مصر، ولاسيما عندما قام بإنشاء أول معهد للتمريض في مصر، يضم 60 طالبة وقتها".
وأضاف، "نحن نعمر ولا ندمر، وأفعالنا حجة على المفسدين في الأرض، الحمد لله الذي وفقنا لهذا، ولابد تقديم الشكر للحكومة التي تعمل ليل نهار لنهضة البلد، وجامعة القاهرة ووزارة الصحة وكلية طب قصر العيني وكل من يعمل من أجل رفعة مصر".
من جانبه، أشاد رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، بدور مؤسسة مصر الخير في التنمية، قائلًا: إن "الدكتور علي جمعة قيمة وقامة مصرية وعالمية كبيرة، أراد لها الله أن تكون مصدر إشعاع للخير، عندما أسس مصر الخير لتكون مصدرًا للخير لمصر كلها، وهذه المؤسسة لم يتجاوز عمرها بضع سنوات، ولكنها أصبحت تملأ السمع والبصر، ويقف على رأسها علامة مجدد في الفكر الإسلامي والعلوم الإسلامية، خاض معارك من أجل الوطن والشعب، وحاليًا يخوض معارك في المساعدة المجتمعية في جميع المجالات".
وأضاف نصار، أن "هذا البرتوكول سيعود بالنفع على المستشفيات بصفة عامة، والمستشفيات الجامعية بصفة خاصة"، موضحًا أن مستشفيات الطوارئ تمثل مشكلة حقيقة لقلة الإمكانات وكثرة الضغط عليها وكثرة عدد المترددين عليها، وأصعب المشكلات التي تواجه المستشفيات هي نقص التمريض".
وأوضح، أن البرتوكول سيكون له ثمار حقيقية، ستغير شكل الخدمة في المستشفيات الجامعية، مشيرًا إلى أن ثلث قوة المستشفيات الجامعية معطلة لعدم وجود التمريض، وهناك 150 حضانة في مستشفيات الجامعة لا تعمل بسبب عدم وجود تمريض.
وأشار إلى أن الممرض يمكنه إنقاذ حياة مريض، مثمنًا جهود وزير الصحة، الدكتور عادل عدوي، في تطوير في المنظومة الصحية، قائلًا: "الجميع يدرك كم التطور الذي حدث على المستشفيات الحكومية والجامعية منذ توليه الوزارة، وحجم الإنجازات الكبيرة، رغم كثرة المشكلات وتعاقبها وعدم التعرض لها من سنوات كثيرة".
وأوضح، أن مستشفيات قصر العيني، قلعة الطب في مصر، دخلت مرحلة التطوير بفضل جهود رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، والرئيس عبدالفاتح السيسي، لافتًا إلى أن هناك متابعة مستمر لعمليات التطوير، حتى تصبح مستشفيات قصر العيني على أعلى مستوى للمريض المصري سواء كان غنيًّا أو فقيرًا.
من ناحيته، قال وزير الصحة، الدكتور عادل عدوي: إنه "سعيد جدًا بالتعاون، الذي ينعكس على تطوير وتحسين مستوى التمريض بما يعود بالنفع على المريض المصري والخدمة المقدمة له، وهذا التعاون المثمر البناء نحتاجه جميعًا، ونعلم تمامًا أهمية التمريض كذراع أساسية لجميع النظم الصحية".
وأضاف الوزير، أن رفع كفاءة التمريض ضرورة ملحة، حيث تعاني جميع المستشفيات من عجز كبير في التمريض المؤهل المدرب، ولاسيما في أقسام الطوارئ والرعاية المركزة، موضحًا أن هذا البرتوكول سوف يحدث طفرة في الخدمة الطبية، معربًا عن أمله في تعميمه ونقله لعدة مراكز للتدريب برعاية مؤسسة مصر الخير.
وقال :"سنمضي قدمًا لسد العجز في أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات، مما يغير شكل ممارسة الطب، ونحن سعداء بهذا الاتفاق وندعمه بكل قوة، فهو خطوة في نجاح مؤسسة مصر الخير في المساعدة في الارتقاء بالخدمة الطبية المقدمة للمريض المصري، للارتقاء بمهنة الطب، لكي نقدم شيئًا مملوسًا للمواطن المصري الأصيل".
وفي السياق ذاته، قالت رئيس قطاع التعليم العالي والفني في مؤسسة مصر الخير، حنان الريحاني: إن المؤسسة سعت منذ إنشائها لدعم القطاع الصحي في العديد من المجالات لرفع كفاءة المنظومة الصحية المقدمة للمريض المصري، كما تسعى إلى تعميم الفكرة في المحافظات كافة.
وأضافت، إن "البروتوكول يهدف إلى تطوير الكوادر الطبية للعاملين في مجال الصحة من خلال التدريب والتعليم، وخلق مجالات جديدة في الرعاية الصحية المصرية من أجل تقديم خدمة صحية تليق بقيمة المواطن المصري، إضافةً إلى توفير فرص عمل جديدة في مجال الصحة لسد العجز الحالي في المهن الطبية ولخفض نسبة البطالة في مصر".
وأضافت الريحاني، أن البرتوكول يأتي في إطار مبادرة مؤسسة مصر الخير (أيادي الخير)، والتي تهدف إلى الارتقاء بمستوى العمالة المصرية في المجالات الفنية والصناعية والزراعية والتجارية والفندقية كافة، وأيضًا التركيز على أن التعليم الفني، هو أساس تنمية مصر، وفي كل الدول يحظى هذا النوع من التعليم بأهمية كبرى في معظم الدول المتقدمة، لما له من دور كبير في التنمية".
وقالت نقيب التمريض، ورئيس الإدارة المركزية للتمريض في وزارة الصحة، الدكتورة كوثر محمود: إنه "سيتم إلغاء القبول بمدارس التمريض الثانوية بعد المرحلة الإعدادية تدريجيًّا".
وأضافت محمود، أن خطة وزارة الصحة بالتعاون مع نقابة التمريض تعتمد على قصر القبول بعد المرحلة الثانوية، مؤكدة أن بروتوكول التعاون بين مصر الخير والصحة وجامعة القاهرة، يعطي فرصة للتمريض الحاصل على المعاهد الفنية للتمريض للحصول على دبلوم تقني متخصص يعادل في المجلس الأعلى للجامعات بالبكالوريس التقني، باعتبارها أهم طرق تطوير التمريض وتحسين الأداء، وتقليل الفجوة بين دارسي التمريض.
وأشارت إلي أن البرتوكول يواكب الاحتفال باليوم العالمي للتمريض، موضحة أن ذلك يأتي للنهوض بجودة الخريج، والقضاء على العجز المزمن في صفوف التمريض، الذي وصل إلى 15 ألفًا، بعد تخريج الدفعة الحالية بعد أن كان 30 ألفًا.
وأوضحت، أن الخدمة الطبية لا تزال تعاني من عجز التمريض بنسبة 15%، مؤكدة أن زيادة أعداد الخريجين ليست وحدها كافية للحفاظ على القوة التمريضية من التسرب وتغطية العجز.
وطالبت نقيب التمريض بأهمية نظر الدولة للتمريض بمنظور أكثر واقعية لهذه المهنة، من حيث المساندة السياسية لتحسين أحوالهم العلمية والمادية والمعنوية والأدبية، لتكون مصدرًا للدخل القومي بدلًا من العزوف والتسرب والهجرة الخارجية والداخلية، مما ينعكس على المنظومة الصحية.