فيديو|شاب ليبي يغني الراب كيدا لـ"أنصار الشريعة"
يغني وسط الأنقاض والدمار الذي ينبعث منه دخان القنابل، ووسط أصوات الرصاص والمدافع لتشجيع المقاتلين في بنغازي الليبية.
"فولكانو" أو "بركان الراب"، هكذا يعرف عن نفسه، أشرف، مغني الراب الليبي، حيث اختار فولكانو كصفة، فهو يقاتل مع جنود الحكومة في طبرق المعترف بهم من المجتمع الدولي والذين يحاولون استرجاع بنغازي من أيدي مقاتلي "أنصار الشريعة"، لكنه لا يقاتل بالسلاح فحسب، بل إنه يصور أيضا كليبات لأغاني الراب من جبهة القتال، بحسب ما أكده موقع "فرانس 24".
بدأ فولكانو يغني الراب بعد سقوط معمر القذافي نهاية 2011، إلا أن أول كليب حقيقي يصوره كان عنوانه C5 (اسم قاذفة للصواريخ تستخدمها الميليشيات الليبية كثيرا).
إثارة الحماس
ويقول فولكانو، "غداة الثورة، بدأت أعلق من خلال الموسيقى على الأحداث السياسية والتحدث عن الأوضاع الرديئة في بلدي وفي العالم العربي بشكل عام، لكنني تطوعت للقتال في صفوف الجيش ودحر إرهابيي أنصار الشريعة من بنغازي، لم أتلق أي تدريب عسكري ولكن عندما بدأت عملية (الكرامة) لم أستطع البقاء مكتوف اليدين أمام هذه الجماعة التي تشيع الرعب وتقتل المدنيين باسم الإسلام"، على حد وصفه.
ويضيف، "صورت معظم مقاطع الكليب في مارس/آذار الماضي على جبهة القتال وخاصة في حي الليثي وحي البواطني، وكانت هذه طريقتي لمساندة الشباب المقاتلين وإثارة حماستهم، كان التصوير صعبا جدا في ذلك المكان بسبب وجود قناص غير بعيد، وقد لاحظت وجوده بعد فوات الأوان عندما كنت منهمكا في التصوير، لحسن الحظ لم يكن المصور في مجال رؤيته وقد استخدم خاصية تقريب الصورة كي يصور من بعيد، ولم أكن أيضا في مجال رؤية ذلك القناص لكنني لم أكن أستطيع الحركة وبقيت جامدا لساعات طويلة، وقد استهدفني القناص مع ذلك فأصبت إصابة خفيفة في أصابعي بشظايا رصاصة، لكن هذا لم يحبطني، إذ وضعت ضمادا وتابعت الغناء، وبعد 14 ساعة جاءت مدرعة تابعة للجيش إلى عين المكان لنقلي".
نحن نحتفل
ويتابع (فولكانو) حديثه لفرانس 24 بالقول، "ذات يوم اتصل بي صديقي ليخبرني عن قصف بناية بقذيفة، فذهبت إلى المكان لأصور، وعندما وصلت كانت النيران قد بدأت تخف، فصورت مقطعا من كليبي وأضفت مؤثرات تظهر لهب النار لكي يكون المشهد أكثر تأثيرا، من خلال هذا المقطع أوجه رسالة إلى أنصار الشريعة تقول: لقد قصفتم هذه المنطقة؟ وأنا لا أخاف منكم، أنا أذهب فورا إلى المكان وأغني، أنا أصور هذا الكليب إكراما لأرواح المدنيين الذين قتلوا في القصف العشوائي، فمعظمهم كانوا جالسين أمام منازلهم عندما سقطت عليهم القذيفة، ومن بينهم كان أبناء عمي وأصدقائي، في ذلك اليوم جمعت جثثهم المتناثرة قطعة قطعة".
ويؤكد فولكانو أنه من الصعب إقامة حفلات في الوقت الراهن بسبب "الظروف العصيبة، لكنني استعنت في هذا المقطع القصير بأصدقاء متطوعين وجنود لنعمل جمهورا لكي نعطي انطباعا بوجود جمهور، وأنا أفعل ذلك كيْداً بالجهاديين ولكي أقول لهم: (أنتم تقاتلون شباب بنغازي ولكنهم بخير ويحتفلون أيضا)".