التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 12:44 م , بتوقيت القاهرة

دار الإفتاء: "داعش" أصبح مافيا منظمة

أكد مرصد دار الإفتاء للفتاوى التكفيرية أن تنظيم منشقي القاعدة "داعش" أصبح أقرب إلى جماعات الجريمة المنظمة "المافيا"، منه إلى الجماعات الدينية المسلحة، وأوضح مرصد الإفتاء أن  الاعتبارات الدينية والعقدية لدى تنظيم داعش أصبحت ضئيلة، لتحل محلها اعتبارات جمع المال، وتوفير عناصر جذب المقاتلين من مختلف التوجهات، وأهمها المال والنساء.


وقال مرصد الإفتاء، ردا على إعلان التنظيم حملة جديدة لاستقطاب الشباب عن طريق تحمل التنظيم مهر الزواج وفرش المنزل، حسب ما جاء على مواقعه الإلكترونية، إن تركيز التنظيم على الاعتبارات المادية، واللعب بورقة تزويج المقاتلين، باعتباره ضمن الأسس الأيديولوجية التي يقوم عليها فكر وعقيدة التنظيم، سيرا على منهجية باقي التنظيمات التكفيرية عبر التاريخ، التى دأبت على تصدير خطاب أيديولوجي يرسخ التنظيم باعتباره جماعة "جهادية" تسعى لتحقيق أهداف "دينية" نبيلة، بينما يتم جذب وتجنيد المقاتلين عن طريق استخدام الأموال، وتوفير المسكن، واستخدام عنصر النساء كعنصر جاذب لضعاف النفوس ولبعض الشباب ممن يواجهون عقبات في سبيل الزواج.


أشار المرصد إلى أن تنظيم "داعش" يقدم خطابا إلى المجتمعات العربية والإسلامية يختلف عن الخطاب الموجه إلى المجتمعات الغربية، حيث يرتكز الخطاب الموجه إلى الداخل العربي على استغلال المشكلات التي تضرب المنطقة، والتي منها الفقر والبطالة والصعوبات المرتبطة بالزواج، وتعدد الزوجات كأحد المغريات التي تجد رواجا لدى الكثير من الشباب، في حين يرتكز الخطاب الآخر إلى تصوير التنظيم باعتباره الدولة الإسلامية التي يتشوق المسلمون في الغرب الهجرة إليها، والمدينة الفاضلة التي تتطبق الشريعة الإسلامية كما جاء بها الرسول الكريم، وأرض الميعاد وتحقيق النبوءات، إضافة إلى صورة المقاتل الشجاع الذي ينصر الإسلام ويقيم الخلافة من جديد.


أوضح التقرير أن هذه الاستراتيجية التي يعتمدها التنظيم في خطاباته تنم عن خبث ودهاء يتمتع به التنظيم، ودراية واسعة بأساليب الدعاية والجذب والتشويق الحديثة، ومعرفة جيدة بأساليب الاتصال والتواصل وتحديد الجمهور المستهدف، والسمات الخاصة بكل فئة، والخطابات المناسبة لها، بالإضافة إلى القدرة على الحشد والتعبئة للجماهير والمقاتلين.


ولفت المرصد إلى أن النساء تعد هي الأكثر عرضة لانتهاكات "داعش" الإرهابية المتطرفة، حيث يقابلن مصيرا حافلا بالاغتصاب والخطف والقتل والجلد والرجم، إضافة إلى الزواج القسري لفتيات لم تتجاوز أعمارهن الثالثة عشرة، واستغلال النساء أمر تشترك فيه "داعش" مع جماعات الجريمة المنظمة حول العالم، والتي تحقر من شأن المرأة، وتوظفها باعتبارها أداة إثارة وجذب.