بروفايل| حاكم الشارقة.. رائد ثقافة الإمارات الذي أبكته مصر
"من يشرب من ماء النيل يعود إلى مصر يوما ما"، أثبت حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، صدق هذه المقولة، بل يبدو أنه شرب كثيرا من ماء النيل، فبعد أن تلقى دراسته الجامعية في جامعة القاهرة عاد، اليوم الأحد، ليفتتح مع رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، دار الوثائق بالفسطاط، كما أظهر عظيم حبه لمصر وشعبها وحضارتها.
ولد "القاسمي" في السادس من يوليو عام 1939، وتولى مقاليد الحكم مباشرة بعد وفاة أخيه الشيخ خالد، حيث أصبح رسميا حاكما لإمارة الشارقة، وعرف عنه تعلقه بالعلم وشغفه بالمعرفة وفضوله لدراسة التاريخ، فضلا عن وإلمامه بالأحداث القديمة التاريخية، وهوايته للقراءة والاطلاع.
خريج جامعة القاهرة
تلقى حاكم الشارقة تعليمه الابتدائي والثانوي بالتناوب بين الإمارة والكويت ودبي، ثم التحق بجامعة القاهرة، وحصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الزراعية من كلية الزراعة عام 1971.
كما حصل "القاسمي" على دكتوراه في الفلسفة في الجغرافية السياسية للخليج من جامعة "درم" البريطانية عام 1999، ودكتوراه في الفلسفة والتاريخ بتقدير امتياز من جامعة "إكسيتر" البريطانية أيضا عام 1985.
رائد ثقافة الإمارات
قاد سلطان بن محمد القاسمي مسيرة التنمية الثقافية والاجتماعية في الشارقة، ووفر مصادر تشجيع التفاعل الشعبي والحوار الثقافي البناء محليا وعالميا، وشجع على قيام مؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية، كما عزز من مهام مجلس الشارقة الاستشاري لتفعيل المشاركة بين المواطنين والقيادة، كما شدد على التقليل من المركزية، وتشجيع المجالس البلدية في مدن الإمارة وقراها، بهدف تعميق مشاركة الجميع في التخطيط والمشاريع واتخاذ القرار.
اشتهر حاكم الشارقة بثقافته الواسعة، وإيمانه الشديد بالوحدة العربية، وقدرته على تأليف الكتب في التاريخ والمسرح، وما يميز شخصيته تقديره العلماء وتشجيعه البحث العلمي، والسير في طريق المعرفة لتحقيق الأفضل، وينعكس هذا الولع على الإمارة التي تزخر بالمراكز العلمية والثقافية والمكتبات والمدارس والجامعات، حيث تعد مدرسة القاسمية في الشارقة أول مدرسة طبقت نظام المناهج الدراسية المنتظمة في الدولة.
ويعد سلطان بن محمد القاسمي الحاكم الـ15 لإمارة الشارقة، حيث سبقه في الحكم أخوه الأكبر الشيخ خالد، ومن قبلهما والدهما الشيخ محمد القاسمي، وتشرب "سلطان" على يديهما أصول الحكم وسعة الصدر والقدرة على حل مشاكل المواطنين، والنظر في مصاعب الحياة والقدرة على تجاوز المشاكل.
أبكاه إحراق "المجمع العلمي"
أعطي حاكم الشارقة الحالي درسا في حب مصر، من خلال كلمته عن فضل ومكانة مصر في مراسم افتتاح دار الوثائق الجديدة في الفسطاط بحضور إبراهيم محلب.
وقال "سلطان" إن النار كانت تحترق في قلبه وعينه تبكي ضياع التراث الثقافي الضخم في يوم احتراق المجمع العلمي، مضيفا:"أنا أعرف مكان الكتب وأعرف من يقف خلف النيران واستطعت أن أساعد في تعويض المجمع"، كما كانت له مداخلة شهيرة عبر قناة "أون تي في" في شهر مارس من عام 2013 أظهر فيها عظيم حبه لمصر وبكى فيها على سوء حالها.
وأشار "القاسمي" إلى إنه وجد المخطوطات في مصر بحالة يرثي لها، لذلك صمم على افتتاح مبني دار الوثائق الجديد في أقرب وقت.
صحفي سري في العداون الثلاثي
وذكر حاكم الشارقة أنه كان أول صحفي سري لمصر عام 1956 عن طريق الكاتب، جلال عارف، مشيرا إلى أنه جاء إلى مصر للدراسة وعاش بها 5 سنوات ولم يستطع فراقها، مؤكدا أن فضل مصر كبير على الخليج بصفة عامة والإمارات بشكل خاص.