التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:31 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| في محطة سراي القبة.. يشعر ذوي الإعاقة بالعجز

ذو قدرات.. هكذا كان يجب أن يُطلق عليهم، فهم لا يتحدون فقط إعاقتهم، إنما يتحدون نظام مجتمع وثقافة شعب بأكمله، فذوي الاحتياجات الخاصة في مصر، يتحملون أعباءً فوق أعبائهم، ويتصدون لتحديات عدم وجود إتاحات وإمكانيات تساعدهم في الحياة بشكل طبيعي كأي إنسان.


يمثل المترو بشكل عام، ومحطة مترو "سراي القبة"، بشكل خاص، تحديا لهم، فرغم أنها المحطة التي تواجه المجلس القومي لذوي الاحتياجات الخاصة، أي يتردد عليها العشرات منهم يوميا للذهاب للمجلس، إلا أنها من المحطات التي لا يوجد بها سلالم متحركة أو مصعد كهربائي أو "درابزين".


معايشة استمرت لساعة مع مدير إدارة المرأة والطفل بالمجلس القومي لشؤون الإعاقة، داليا عاطف مصطفى، وهي من ذوي الإعاقة الحركية المتوسطة، للتعرف على الصعوبات التي تواجههم يوميا في محطة مترو "سراي القبة".


مطلع الكراسي المتحركة


تأتي الصعوبات من بداية الدخول للمحطة، هكذا قالت داليا عاطف، فمطلع الكراسي المتحركة موجودة في جهة واحدة فقط، وتبعد عدة أمتار عن مدخل المحطة، ما يمثل مشكلة للبعض، غير أن تصميم المطلع به مشكلة في الزاوية والتصميم، وبالتالي فهو يمثل خطرا عليهم.


"درابزين"


أشارت داليا إلى أن أقل الإتاحات لا توجد بمحطة "سراي القبة"، فلا يوجد "درابزين" لكي يسندوا عليه أثناء الصعود، قائلة: "مش معقول هفضل أقول لحد اديني إيدك، وكمان السند على الحيط بيتعب عضلاتي".


طابور التذاكر


يقول القانون إن ذوي الاحتياجات الخاصة، لهم أحقية ركوب المواصلات العامة مجانا، والمترو بنصف تذكرة، وتتمثل المشكلة هنا في طابور تذاكر المترو، فهم غير قادرين على تحمل الوقوف في طوابير، وليس كل الناس بالرقيّ الكافي ليسمحوا لهم بالشراء أولا.


مصاعد كهربائية أو سلالم متحركة


يضطر ذوو الإعاقة الحركية المتوسطة للتحميل على عضلاتهم، لكي يصعدوا السلالم للجهة الأخرى، أما ذوي الإعاقة الحركية الكاملة، فهم ينتظرون أحد الأشخاص "ولاد الحلال" ليحملوهم بكرسيهم المتحرك، للجهة الأخرى، وفي فصل الصيف يتحملون فوق طاقتهم بالسند على "درابزين" سلم المترو، وهو ساخن، وفقا لقولها.


كراسي المترو


أوضحت داليا أن الرحلة داخل المترو تعد قصة كفاح وحدها، فكثيرا ما تدخل المترو، ولا يقوم أحدا لها لكي تجلس، رغم وجود كراسي مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، قائلة: "أحيانا كثيرة حد يقول للتاني، قوملها يا عم إنت معندكش دم، لدرجة إني بحس أنه نوع من أنواع الحسنة".


مناقشة المشكلة


وقعت مصر على الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تشترط وجود كود إتاحات وتوفير سبل راحة لهم، لكن هذا الكلام لا يُنفذ، حيث أكدت داليا أنها تحدثت أكثر من مرة مع أكثر من مسؤول، وقالوا لها في الهيئة العامة للمترو، إن الأمر يحتاج تكليفات وتمويلات وموافقات أمنية وتوقيعات من الجهات الحكومية.


حلول


اقترحت داليا عاطف تخصيص نصف عربة مترو أو كراسي تُنفذ مخصوص لذوي الاحتياجات الخاصة، يتم سحبها بكارنيه، وكذلك توفير مساحات لأصحاب الكراسي المتحركة.


تبادل الأدوار


في النهاية، وجهت داليا رسالة لرئيس هيئة مترو الأنفاق، لتبادل الدور، فليأخذ الكرسي المتحرك أو العكاز، ويخوض التجربة، لكي نعرف كيف سيتصرف لو لديه نفس الظروف.