التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 06:19 ص , بتوقيت القاهرة

كيف توسع الوجود الداعشي في غزة إلى إعلان الحرب على "حماس"؟

يبدو أن قطاع غزة يشهد توترا من نوع جديد هذه الأيام، بعد أن أعلنت جماعة "أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس"، الحرب على حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، ردا على اعتقال عشرات السلفيين في غزة، وهدم مسجدا بمنطقة دير البلح، وسط القطاع، على حد قول عناصر موالية لـ"داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي.


ووجهت الجماعة التي بايعت تنظيم "داعش"، رسالة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، وأمهلت فيها "حماس" 72 ساعة للإفراج عن عناصرها، وعلى رأسهم القيادي الجهادي، محمد الحولي، المعروف بـ"أبو الدحداح"، والذي اعتقل على أحد الحواجز المرورية، داعية أنصارها إلى رصد قيادات حماس تمهيدا لاختطافهم وذبحهم بعد انتهاء المهلة المحددة، ما ينذر بقرب مواجهة أمنية كبيرة بين الطرفين، بحسب محللين فلسطينيين.



بداية ظهور "داعش" في غزة


بدأ ظهور "داعش" في فلسطين علنيا منتصف يناير الماضي، حيث خرج العشرات من مناصري "داعش" في مسيرة علنية جابت شوارع غزة، للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي محمد في صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، موجهين التحية إلى زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، حاملين الرايات السوداء.


وبررت "حماس" آنذاك السماح لأنصار "داعش" بالخروج بقولها: "إن حرية الرأي والتعبير مكفولة في إطار احترام القانون، والمحافظة على الأمن والنظام العام، والحفاظ على الممتلكات العامة".


وفي مطلع مارس الماضي، تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صورا تظهر الاعتداء على النصب التذكاري للطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أعدمه التنظيم في سوريا، وتم تشويه النصب وتدمير أجزاء منه، وكتب عليه شعار "الدولة الإسلامية باقية وتتمدد".


ولا توجد إحصائية رسمية عن عدد أفراد هذه العناصر الموالية لداعش في غزة، فيما قالت صحيفة "الأيام" الفلسطينية، في وقت سابق، إن نحو 100 شاب فلسطيني من قطاع غزة، يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" بسوريا والعراق، وبين الحين والآخر تعلن مصادر فلسطينية ومواقع محلية عن مقتل أحد الشبان الفلسطينيين من قطاع غزة، في أثناء قتاله في صفوف تنظيم داعش بسوريا والعراق.


وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، في تصريح لـ"دوت مصر"، إن التنظيمات السلفية الجهادية التي تؤيد بشكل صريح تنظيم "داعش" في نمو وانتشار، مؤكدا أن حركة حماس قد تواجه في الأيام القادمة تحديا كبيرا، لأن البيئة في غزة منتجة لذلك، ورغم أنه ليس هناك وجود معلن عمليا لـ"داعش" في غزة حتى الآن، إلا أن تهديداتهم بعمليات ضد أفراد مسؤولين في حماس قد تتحول إلى حقيقة قريبا.


اشتداد الصراع


بدأ التوتر يزداد مع "حماس" في منتصف أبريل الماضي، على خلفية تأييد أنصار التنظيم في غزة "العلني" للحملة العسكرية التي شنها مسلحو تنظيم "داعش" على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا.


وشنت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة داخلية "حماس" في قطاع غزة، اليومين الماضيين، حملة اعتقالات ضد أفراد يناصرون تنظيم "داعش"، حسبما أخبر مصدر فلسطيني أمني مطلع لوكالة "الأناضول".


واتهمت جماعة "أنصار الدولة الإسلامية ببيت المقدس" أجهزة حماس الأمنية بهدم مسجد يرتاده أنصارها، الأحد الماضي، وهو ما نفاه وكيل وزارة الداخلية بغزة، كامل أبو ماضي، قائلا: "إن الأجهزة الأمنية لم تهدم مسجدا، وإنما أزالت ما يشبه بالخيمة في مدينة دير البلح، يرتادها عناصر تابعون لجماعة سلفية تؤيد "داعش"، وتدعو لتبني أفكاره"، مشددا على أن وزارة الداخلية "لن تسمح لأي جهة بالعبث في الساحة الداخلية، والقيام بنشر الأفكار المتطرفة".


وفي هذا الإطار، يوضح المحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، لـ"دوت مصر"، أنه من المتوقع أن يزداد التوتر ومن ثمَّ الاصطدام مع الأجهزة الأمنية لحركة حماس، بعد أن دقت تلك الجماعات الإسلامية ناقوس الخطر عقب إعلانها مشروع "أنصار الدولة الإسلامية ببيت المقدس"، ما يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لحماس تتجاوز خطورته الحرب مع إسرائيل.


وتقول جماعة "أنصار الدولة الإسلامية ببيت المقدس"، إن عدد المعتقلين داخل سجون الداخلية بغزة وصل إلى 30 معتقلا، من بينهم الشيخين "عدنان ميًّط، وخالد أبو العطا"، وهما من النشطاء البارزين.


وبسؤال أحد قادات حركة "حماس"، نفى عضو المجلس التشريعى عن الحركة، الدكتور يحيى موسى،  في تصريح لـ"دوت مصر"، أي وجود للتنظيم بغزة، قائلا: "ليس هناك توتر بين حماس وأي فصيل فلسطيني، وليس هناك وجود لتنظيم "داعش"، ولا اعتقالات لسلفيين".