التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:35 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| معارضون: دي ميستورا يبحث عن بقاء الأسد في جنيف

لا يبدو أن المعارضة السورية مهتمة ببدء المبعوث الدولي، فان دي ميستورا، لقاءات تشاورية في جنيف، في وقت يحرز مقاتلوها تقدما على جبهات عديدة في أمام القوات الحكومية.


ويعتبر مراقبون وقيادات في المعارضة السورية أن ما يقوم به دي ميستورا "تضييع الوقت" لصالح حكومة بشار الأسد، وأن حالة الغموض التي تلف خطة العمل والشخصيات المتحاورة، تشير إلى أن المبعوث الدولي وسيط غير نزيه في الأزمة السورية.


وسيط غير نزيه


يقول عضو مجموعة عمل قرطبة المعارضة، رياض غنام، لـ"دوت مصر"، "لا أحد يستطيع أن يتحدث نيابة عن المعارضة الحقيقية، من يحضر في جنيف مجرد شخصيات لا تمثل إلا نفسها والنظام، وتتوافق مع الرؤية الإيرانية والروسية للحل السياسي، وهذا أمر مرفوض بشكل كامل، وأعتقد أن مفاوضات جنيف ستفشل بالمطلق".


يضيف "من يحضر جنيف لا يمثل أي شيء، وهم ليسوا جزءا من الثورة، ولا يملكون أي شرعية تمثيل على الإطلاق، هم أطراف تم انتقاءها من قبل دي ميستورا والنظام السوري وإيران، من أجل التوصل لحل سياسي يبقي النظام كما هو، وهذا الأمر مرفوض قطعا، أنا أؤكد أن لا شراكة مع أي طرف من هذا النظام، دي مستورا يعمل بطريقة غير صحيحة، ووسيط غير نزيه يجب عليه التنحي من القضية السورية".



خرق الصف


ويتابع غنام: "يجب أن ندرك أن دي ميستورا يعمل على ملئ الفراغ السياسي فقط، وهو ليس لديه أي شيء يقدمه للمعارضة على الإطلاق، وأيضا لا يوجد توافق دولي على مايقوم به، لذلك كل ما يقوله الأخير، يعتبر مجرد محاولة لخرق صف الثورة السورية، وإيجاد أطراف ترضى بسقف سياسي منخفض جدا يعيد إنتاج النظام، وهذا أمر مرفوض".


ويوضح أن "دي ميستورا والنظام وإيران وروسيا يشعرون بأن الانتصارات على الأرض تغير من المعادلات القائمة، وتؤكد على أهداف الثورة، وأصبحت قوى المعارضة السياسية تعمل بشكل متوازي مع الانتصارات التي حدثت، والسقف السياسي لن يقبل بأقل من إزاحة رأس النظام، وكافة رموز السلطة شكلا وجوهرا ومضمونا".


سياسة مبهمة


من جانبه، يقول عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، عبدالأحد اصطيفو، لـ"دوت مصر"، "كل المبادرات والأفكار والمشاورات التي تسعى لأي حل يمكن أن يخفف من المعاناة السورية مرحب بها".


يضيف: "عملية مناقشات جنيف1 في عام 2012 أو مفاوضات جنيف 2 في 2014 كنا شركاء فيها، نحن كائتلاف ونظام كنا متواجدين وجها لوجه، هذا يعني أننا ذاهبون إلى مؤتمر جنيف3 للتباحث حول أفكار لحل الأزمة السورية بناء على ثوابت موتمر جنيف 1 وجنيف 2".



من ناحية أخرى، ينتقد اصطيفوا طريقة تعامل المبعوث الدولي إلى سوريا مع الأزمة، ويقول: "خلال مدة 9 أشهر أي منذ تعيين فان دي ميستورا مبعوثا في سوريا، له كل الوقت للتشاور والعمل مع الجميع للتشاور في صيغ بحث، لكن مع كل أسف ضيعنا أكثر من 9 أشهر دون أن نفهم عليه أي شيء، هو لا يمتلك صيغة مكتوبة أو خطة عمل واضحة".


تغيير الموازين


ويشير إلى أن مشاورات اليوم ربما قد تؤدي إلى بلورة بعض النقاط حول التسوية السياسية، ضمن إطار شرعية دولية تتمثل بأمرين، جنيف2 وجميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بسوريا، هذه هي المرجعية بالنسبة للائتلاف، أعتقد لكي يكون دي ميستورا جادا من الأولى أن يناقش قضية عدم نجاح جنيف 2".


وقلل اصطيفوا من أهمية مشاورات جنيف، وقال: نحن كائتلاف مهتمين باللقاءات مع الداخل، نعمل على تغيير موازين القوى على الأرض أمام النظام للضغط عليه، ولا نتوقع الكثير من المشاورات التي بدأت اليوم في جنيف".



خمس نقاط


في سياق متصل، أكد الناطق باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، سالم المسلط، في بيان صحفي وصل "دوت مصر" نسخة منه، أن الائتلاف "وافق على الذهاب لجنيف والمشاركة في اللقاءات، إلا أن تلك الخطوة لم تكن فردية، فقد اجتمع الائتلاف مع عدد كبير من ممثلي الفصائل ومنظمات المجتمع المدني خلال عدة لقاءات تشاورية توصل من خلالها إلى اتفاق ينص على 5 نقاط أساسية لأي حل سياسي".


وأوضح المسلط "أولها؛ أنه لا حل إلا بإسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية في مستقبل سوريا".


ويؤكد في البيان على "ضرورة العمل على تحقيق أعلى درجة من التوافق والتنسيق بين قوى الثورة والمعارضة السياسية والعسكرية، وحماية القرار الوطني المستقل مع الاستمرار بالتنسيق والتعاون مع حلفاء الثورة وأصدقائها، إضافة للوقوف في وجه أي مخططات لتقسيم البلاد أو تأهيل نظام الإرهاب وإعادة إنتاجه، مع التأكيد أن يكون أي حل كاملاً وشاملاً لكل القضية السورية".