التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:19 ص , بتوقيت القاهرة

هافنجتون بوست: الطلاق بين السعودية وأمريكا لن يحدث

أثار إعلان البيت الأبيض عن عقد اجتماع مع قادة الدول الخليجية في كامب ديفيد من أجل تعزيز العلاقات الأمنية، الكثير من المحللين الذين يرون أن هذا اللقاء لن يحرك المياه الراكدة للعلاقات بين السعوديين وأمريكا، في ظل اختيار هذه الأخيرة التوصل إلى اتفاق مع إيران، العدو الأول للسعودية في المنطقة.


لكن هل فعلا نعيش طلاق بين السعوديين والأمريكيين في الوقت الحالي؟


يشرح موقع "هافنجتون بوست" بنسخته الفرنسية في تقرير اليوم تحت عنوان "الطلاق غير المرجح للسعوديين والأمريكيين" أن اللوبي التابع لدول الخليج، وكذلك اللوبي الإسرائيلي لم يتمكنا من كسر عزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما من توقيع اتفاق مع إيران والتقارب منها، فبعد عدة مواقف من سوء الفهم وعدم الاتفاق بين الطرفين جعل العديد من المحللين يدركون أن قطيعة بين السعودية وأمريكا باتت ترى في الأفق، خاصة وأن السعوديين يرون أن اتفاق أمريكا مع إيران هو أمر خطير وتطور كبير في تغير توازن القوى في المنطقة لصالح إيران.


ويلفت الموقع إلى أن هناك عاملان يؤكدان أن هذا التنبؤ غير صحيح ومن الصعب تحقيقه في الواقع، أولها يرجع إلى قوة العلاقات بين السعودية وأمريكا، والتي ترجع إلى 70 عاما على الجانب السياسي و82 فيما يتعلق بالبترول، كما ساهمت أمريكا في إحداث تغييرات في البناء الاجتماعي السعودي الذي كان قائما على القبائل.


وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الفترة بين 1945 وحتى 1973، تعاملت كلا الدولتين طبقا لسياسة "البترول مقابل الأمن"، فبعد اكتشاف البترول لأول مرة عام 1933 في المملكة العربية السعودية، تمكنت الولايات المتحدة من اقتناص أكبر تعاقد أصبحت من خلاله تشتري كل البترول الذي يتم استخراجه من الأراضي، وبانتهاء الحرب العالمية الثانية التقى الرئيس الأمريكي روزفلت الملك السعودي عبد العزيز، وتم توقيع اتفاق ينص على تزويد الولايات المتحدة بالبترول مقابل الأمن، لكن خالفت السعودية هذا الاتفاق خلال حرب أكتوبر 1973، قبل أن يستمر مجددا بعد الحرب وحتى الآن، وحتى أن البعض رأى أن اعتماد أمريكا على النفط الصخري خلال الأعوام الأخيرة قد يحررها من علاقتها مع السعودية إلا أن هذا لم يحدث.


أما العامل الثاني الذي يؤكد عدم صحة هذا التنبؤ، فيكمن في أنه ليس هناك بديلا للسعوديين عن أمريكا، وكذلك أمريكا، فمن الخطر على كل طرف أن يقطع علاقته عن الآخر، فأمريكا في حاجة إلى السعودية بجانبها من أجل مناهضة السياسة الروسية، لذا فإن الولايات المتحدة لا تنوي أن تغير من طبيعة التحالف في المنطقة سواء مع السعودية أو إسرائيل وحتى في المستقبل، إضافة إلى أن المملكة العربية السعودية ليس لديها مأمن في أن تبعد عن حدودها الجهادية العالمية بدون أن تكون أمريكا معها.