التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:34 ص , بتوقيت القاهرة

بحضور "أولاند".. القمة الخليجية تبحث "تحجيم" إيران

تنعقد في العاصمة السعودية، الرياض، غدا الثلاثاء، قمة استثنائية لدول مجلس التعاون الخليجي، يحضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، كضيف شرف على القمة، إذ يعتبر أول رئيس غربي يحضر القمة الخليجية منذ تأسيس مجلس التعاون 1981.


الظروف السياسية والأمنية المحيطة بالمنطقة تأتي على قائمة أجندة القمة، خصوصا تطورات اليمن بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية، وعقب شن عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، وتطورات الأوضاع في سوريا، إلا أن محللين رأوا في أهمية القمة عدم اقتصارها على الجوانب الأمنية والسياسية فقط.


الملف الإيراني
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، أنور ماجد عشقي، أكد لـ"دوت مصر" أن القمة الخليجية تنعقد في سياق أحداث كبيرة واستثنائية في المنطقة.


وأشار عشقي إلى أن القمة ستبحث تطورات سوريا والعراق واليمن، إضافة إلى بحث الاتفاق النووي بين دول (5+1) وإيران حول برنامجها النووي، والترتيب لقمة كامب ديفيد، الأسبوع المقبل، بين قادة مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأمريكي باراك أوباما.


وأردف قائلا: سيتم تباحث الملف النووي الإيراني من جانب طلب عدم رفع العقوبات عن إيران بشكل مباشر، وإنما بشكل تدريجي، إضافة إلى التأكيد على عدم السماح لإيران التدخل بشؤون المنطقة وشؤون الدول الخليجية.



شراكة استراتيجية
ويوضح عشقي أن القمة ستبحث أيضا محاربة الإرهاب وتنظيم "داعش"، والتي ستكون على رأس أولويات القمة.


وحول حضور الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، لقمة مجلس التعاون الخليجي، قال عشقي إنها المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس غربي هذه القمة، وهذا الحضور يحمل دلالات سياسية واقتصادية.


وأكد أن حضور الرئيس أولاند لتوقيع اتفاقات شراكة اقتصادية وعسكرية وسياسية، إضافة إلى أنه سيبحث الشراكة الاستراتيجية ما بين السعودية وفرنسا وأوروبا.


وأشار إلى أن المصالح الدولية اليوم باتت متشابكة، فلا يمكن اتخاذ قرار أو القيام بأي تحرك على مستوى المنطقة دون التشاور مع الأصدقاءK سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية.



الاتحاد الخليجي
من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، عبد الخالق عبد الله، أن القمة التشاورية في الرياض مهمة جدا، سواء من حيث التوقيت، أو من حيث الظروف المحيطة بالمنطقة.


ويقول: أعتقد أن القمة التشاورية ستكون ربما مناسبة للتأكيد على مشروع الاتحاد الخليجي، خاصة خلال العهد الجديد في السعودية بعد تولي جلالة الملك سلمان مقاليد الحكم.


ويضيف عبدا لله لـ"دوت مصر" هناك الكثير من الأمور التي ستناقشها القمة، وأعتقد أن البند الأول الذي ينتظره الجميع هو التأكيد على أن مشروع الاتحاد الخليجي لا زال قائم وحي ويرزق ويحظى بأكبر دعم من القيادة السعودية، إضافة لملفات اليمن والعمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي هناك.



كامب ديفيد
وبالنسبة لحضور الرئيس أولاند، قال عبد الله: حضور أولاند مفاجئ وجديد، فالقمة الاستثنائية عادة ما تكون محصورة ودون أجندات، لكن مشاركة أولاند تحمل الكثير من الدلالات، من منطلق أن هناك شهر عسل سعودي فرنسي، فالعلاقات السعودية الفرنسية بلغت مستويات عالية من التنسيق وعميقة، لدرجة أنها تنعكس بشكل جيد على العلاقات الخليجية الفرنسية بشكل عام، وترسل رسائل على أن أوروبا وفرنسا بنفس أهمية الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، وخاصة أن هذه القمة تأتي قبل أسبوع من قمة كامب ديفيد.


ويؤكد عبد الله أن الدول الأوروبية تبحث لها عن موطئ قدم في منطقة الخليج، وتبحث عن تقوية علاقاتها بالمنطقة، التي التي تعتبر مركز الثقل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي في المنطقة العربية، فكل الدول تسعى للاقتراب من دول الخليج، وعليه من غير مستغرب أن فرنسا تريد أن تتصدر هذا السعي.


تعاون اقتصادي
من جانبه يقول المحلل السياسي والأستاذ بجامعة الإمارات، محمد عبد الله المطوع لـ"دوت مصر": فرنسا من الدول الصديقة للدول العربية منذ فترة طويلة جدا، وهناك علاقات مشتركة مع دول الخليج، وبالتالي فرنسا مدخل لسوق الأوروبية المشتركة، إضافة إلى أن الجمهورية الفرنسية لها علاقات وطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي".


ويشير المطوع إلى وجود مصالح مشتركة بين فرنسا والدول الخليجية، والمصالح الآن هي التي تتحكم بالسياسيات الخارجية للدول، وفرنسا الآن بحاجة لعلاقات وطيدة مع مجلس التعاون الخليجي".