التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:54 ص , بتوقيت القاهرة

هذه أسلحة إيران "الإعلامية" في وجه السعودية

منذ انطلاق عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد معاقل جماعة أنصار الله (الحوثيين) باليمن، في مارس الماضي، تكشفت حرب من نوع آخر، شنتها إيران، الدولة الداعمة للحوثيين بحكم المذهب الشيعي الذي يجمعهم، ضد المملكة، عبر أذرعها الإعلامية المنتشرة في الوطن العربي، فيما بدا كأنه حرب إعلامية مضادة للحرب العسكرية على الأرض.


فإلى جانب قناة "برس تي في"، الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية، والموجهة للغرب، وقناة "هيسبيان تي في"، الناطقة باللغة الإسبانية، ظهر للعيان أن إيران تمتلك وسائل إعلام، بشكل مباشر وغير مباشر، موجهة إلى العالم العربي، تتحدث بلغته، متبنية سياستها الداعمة للأنظمة والجماعات الشيعية في المنطقة، بدءًا من نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، مرورا بحزب الله اللبناني، والنظامين السوري والبحريني، وحتى جماعة الحوثيين باليمن.


قناة العالم


إذا ذكر الصراع في اليمن، ذكرت قناة "العام"، تلك القناة الإيرانية الناطقة باللغة العربية، التي انطلقت عام 2003، وكانت موجهة في البداية إلى الشعب العراقي، تزامنا مع الغزو الأمريكي لبغداد، ولكن ما لبثت أن توجهت بعد ذلك نحو الشعوب العربية، وعرفت مؤخرا بدعمها الكبير للحوثيين.


القناة لم تواجه المشكلات حتى يوم 22 يوليو 2008، حيث أغلقت السلطات المصرية مكتب القناة بالقاهرة بدعوى عدم حيازة التراخيص اللازمة، فيما تم وقف بثها على قمري "نايل سات"، و"عرب سات"، بحجة إساءة القناة للحكومات العربية، ولكنها عاودت البث على "عرب سات"، و"اتلانتك بيرد" و"هوت بيرد"، فضلا عن البث الحي على الانترنت.


ودأبت "العالم"، منذ اليوم الأول لانطلاق غارات التحالف العربي ضد معاقل الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، على مهاجمة العملية السعودية، التي وصفتها بـ"العدوان على اليمن"، ولا زالت حتى اليوم.



وكالة فارس


أما وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، فلم تكن نسختها العربية بانتظار "عاصفة الحزم"، لمهاجمة السعودية، بعد اتهامات لها بالمسؤولية عن انخفاض أسعار النفط في العالم، نهاية العام الماضي، والذي أثر بطبيعة الحال بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.


فبعد أيام من دعوة موقع "فردا" الإخباري الإلكتروني التابع للحرس الثوري الإيراني، حكومة طهران إلى اتخاذ إجراءات "غير دبلوماسية" ضد السعودية، واصلت "فارس" سلسلة تقاريرها المهاجمة لسياسة المملكة تجاه النفط، حيث نشرت، بتاريخ 27 ديسمبر 2014، تقريرا لموقع روسي يهاجم السعودية.


واعتبر التقرير الذي نقلته "فارس" عن موقع "ايران.رو" الروسي، أن الدولة الغنية باتت تواجه تغيرات جذرية ومن المحتمل أن تعصف بها ككيان، معتبرا أن "ثمة إجماع تحليلي على أن الأسرة الحاكمة بالسعودية لم يعد بمقدورها قراءة التحولات السياسية الداخلية والخارجية بحنكة، وأن دعمها المفرط للمتطرفين والإرهاب بات يعرض السلم العالمي للخطر".


قناة الكوثر


فيما اعتادت قناة "الكوثر" الإيرانية، التي بدأت بثها عام 1980، والناطقة باللغة العربية، إلى جانب نشر الفكر الشيعي، على بث الأخبار المغلوطة والملفقة ضد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، والمملكة العربية السعودية.



ولعل من أبرز هذه الأخبار، ما ذكرته في نشرة إخبارية بتاريخ 8 فبراير الماضي، بشأن تأييد عدة دول غربية وعربية، وعلى رأسها روسيا والصين ثم فنزويلا وكوبا ومصر وسوريا وفلسطين ولبنان وإيران، للإعلان الدستوري من طرف واحد، الذي قامت بإصداره جماعة الحوثي بقيادة زعيمها، عبدالملك الحوثي، بعد سيطرة مسلحيها على العاصمة صنعاء.


الأخبار اللبنانية


صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الموالية لحزب الله الشيعي، والتي صدر العدد الأول منعا في 14 أغسطس 2006، وبعد 33 يوما من العدوان الإسرائيلي على لبنان، لم تمنعها قوميتها العربية أيضا من الوقوف في صف الدولة التي تتبع مذهبها الديني، مفردة صفحاتها لمهاجمة السعودية.


وفي أعقاب انتهاء "عاصفة الحزم" وانطلاق نظيرتها "عودة الأمل"، قالت "الأخبار"، تحت عنوان "آل سعود ينتصرون.. استسلاما"، "الحوثيون أكدوا ضرورة وقف كل أنواع القصف السعودي في مناطق الجنوب باليمن، وهو الأمر الذي تخشاه السعودية التي بدأت بتنفيذ خطة بديلة تقوم على ممارسة عملية إغراء كبيرة لعدد من قبائل الجنوب، وهي تفترض أن الهدنة سوف تتيح لها القيام بعمل إضافي في هذا المجال في سياق توفير أرضية رافضة للجيش والحوثيين في محافظات الجنوب، من دون إغفال احتمال حصول عملية هدفها تثبيت منطقة تابعة لهم في محافظة حضرموت لأجل نقل الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي للإقامة فيها".


قناة الميادين


كذلك اختارت قناة "الميادين" الشيعية، التي انطلقت رسميا في 11 يونيو 2012، من العاصمة اللبنانية بيروت، أن تكون بوقا لطهران على حساب المملكة، التي دأبت على استضافة أعضاء بجماعة أنصار الله، ولعل أبرزهم العضو السابق في المجلس السياسي للجماعة، علي البخيتي، لهاجمة السعودية وعمليتها العسكرية باليمن.



قناة المسيرة


أما قناة المسيرة، التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، والتي تتخذ من بيروت أيضا مقرا لها، فلا عجب في هجومها على النظام السعودي، ليس فقط باعتباره عدوا، ولكن باعتبارها أحد أبرز القنوات المنفذة للسياسة الإيرانية في المنطقة.



ودليلا على ذلك، جاء التكريم لـ"المسيرة" من قبل مجلس أمناء مهرجان اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الدولي المقام في العاصمة الإيرانية طهران، منتصف العام الماضي، للعام الخامس على التوالي، كأفضل كليب تلفزيوني تنتجه قناة تلفزيونية، "عرفانا بدورها المتميز في خدمة الأجندة الإيرانية"، وفقا لما نقله موقع "يمن برس" عن مراقبين للشأن اليمني.