التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:02 ص , بتوقيت القاهرة

خمس اضرابات غيرت في تاريخ مصر

 


للإضرابات العمالية تاريخ قديم في مصر حيث تعتبر مصر أول بلد في العالم يحدث فيه إضراب بشكل موثق تاريخياً 



1-   فقد وقع أول إضراب في مصر  في حدود عام 1150 قبل الميلاد . ووقع الإضراب في عهد رمسيس الثالث  الذي حكم مصر 31 عاماً  بين عامي  1187 ق.م-  1156 ق.م أو بين عامي 1183 ق.م – 1152 ق.م  وفي العام التاسع والعشرين من حكمه أي في عام 1158 ق.م  أو  1154 ق.م تقريباً.
والإضراب وقع في الاقصر وفي منطقة بين وادي  الملوك ووادي الملكات تعرف حالياً بدير المدينة وهي بجوار جبل القرنة  وكان معروفاً باسم مكان الحق أو دار الحق في موقع جبانات مدينة طيبة ،وكان سبب الإضراب تأخر أجور العمال لمدة طويلة ونقص القمح والذي نتج عن الحروب الطويلة التي خاضها رمسيس الثالث .
وقصة الإضراب باختصار أن العمال رفضوا العمل مالم يتم دفع أجورهم وتوفير القمح لهم  واستمر الإضراب قرابة شهر  تم في أثناءها الاستجابة الجزئية  لمطالب العمال  وحاول فيه العمال  بالحاح مقابلة الملك رمسيس الثالث أو وزيره  تو إلي أن انفض الاضراب بالستجابة لمطالبهم.
 ولكن كان الاضراب هو بداية لعملية طويلة تالية من سرقة مقابر الملوك بدأت منذ ذلك العهد وعهد خليفته رمسيس الرابع. 



2-أما أول إضراب في العصر الحديث فكان اضراب عمال تفريغ الفحم بميناء بورسعيد في مارس عام 1882  علي هامش احداث الثورة العرابية والذي طالب فيه العمال بمطلبين أساسيين من الشركات الأجنبية العاملة  أولهما دفع الأجور للعمال مشكل مباشر حيث كان التعامل يتم عبر وسطاء او مقاولين هي مكاتب تشغيل ، والثاني زيادة الأجور المدفوعة للعمال ، واستجابت الشركات الأجنبية  للمطلب الأول فقط .
كان الاضراب أحد التعبيرات  عن  تصاعد قوة الثورة العرابية وزيادة الأزمة بين العمال الأجانب وأصحاب الأملاك الأجانب.



3- أما أول إضراب نتج عنه تنظيمات نقابية فكان اضراب  عمال لف السجائر في ديسمبر 1899 والذي استمر لثلاثة اشهر حتي فبراير 1900 وانتهي بتأسيس أول تنظيم عمالي هو" رابطة لفافي السجائر"، والحركة العمالية المصرية مدينة لهذا الإضراب بتحولها إلي العمل المنظم داخل تنظيمات نقابية.



4-أما إضراب عمال كفر الدوار في أغسطس 1952 فقد انتهي نهاية مأساوية إذ انطلقت رصاصة أودت بحياة العساكر فوقعت معركة أسفرت عن مصرع اثنين من أفراد  الجيش وواحد من أفراد الشرطة فضلاً عن ثلاثة عمال وإصابة العشرات ، وتم عقد محاكمة للمتهمين أسفرت عن أحكام مشددة أهمها إعدام العاملين (محمد مصطفي خميس و محمد عبد الرحمن البقري) وتم تنفيذ حكم الاعدام فيهما في 7 سبتمبر 1952  .



واصبحت قضية اعدامهما قضية كلاسيكية في علاقة  القوي الشيوعية في مصر بنظام يوليو  باسم قضية (خميس والبقري)، وكان من نتيجة هذا الإضراب تحول الحركة العمالية الي الخفوت والخوف لمدة تجاوزت ربع قرن بعد هذا التاريخ.




5- إما اضرابات مارس 1954 فكانت اضرابات مصطنعة نظمها جمال عبد الناصر للاطاحة بمحمد نجيب عبر اتفاق مع صاوي أحمد صاوي (صاو صاو ) رئيس اتحاد  نقابات عمال النقل  المشترك  وغيرها من النقابات وتم  شل المواصلات ليومين وسط هتافات صارخة في الشوارع (تسقط الديمقراطية ،تسقط الحرية) (لا احزاب ولا برلمان) ، وانتهت الأزمة بالتراجع عن  قرارات 25 مارس التي كانت تهدف إلي اعادة الديمقراطية ، وتحول محمد نجيب بعدها إلي رئيس بلا صلاحيات إلي أن تم التخلص منه في نوفمبر من نفس العام باعتقاله في فيلا زينب الوكيل بالمرج والتي سيبقي فيها  لما يقارب ثلاثين عاماً.
وكان من أثر هذا الإضراب تكريس تبعية التنظيمات النقابية للدولة ، وكذلك استمرار تقييد الحريات النقابية والحريات السياسية عموماً.