التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 11:39 م , بتوقيت القاهرة

صحف العالم عن قرارت ملك السعودية: السر في إيران

اهتمت الصحف العالمية بتأثير قرار ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، تغيير وليي عهده، وتأثير ذلك على العلاقات السعودية الأمريكية، مع اتجاه المملكة لسياسة أكثر نشاطا في المنطقة لوقف النفوذ الإيراني



نيويورك تايمز: تجاهل أمريكي 


التغييرات السعودية تعكس بوادر إعادة تشكيل، ليس فقط للمملكة من الداخل، فضلا عن دورها الإقليمي، بل إنها تعكس أيضا شكلا جديدا في العلاقات مع أهم حلفائها، الولايات المتحدة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.


ورأت الصحيفة أن قرار تعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان في منصب ولي ولي العهد، من شأنه علاج مشكلة كبر السن في العائلة المالكة، موضحة أنه على الرغم من كون القرار لن يعجب الكثير من الأمراء الذين تم تخطيهم، فإنه لم يؤثر على استقرار المملكة والعائلة المالكة.  


وأشارت الصحيفة إلى أن القرار - الذي جاء مع الغارات الجوية السعودية في اليمن- يعكس شعور قادة السعودية بالإحباط  مما يرونه تجاهلا من واشنطن التي تسعى لصفقة نووية مع إيران، الأمر الذي دفع المملكة للتحرك مباشرة لوقف نفوذ طهران، لاسيما أن الجيل الجديد من الأمراء السعوديين يرى أن الإرهاب وإيران هما التهديد الأكبر له، حيث تعمل السعودية على دعم جماعات المعارضة في سوريا، وتوسيع التعاون مع تركيا ،والحفاظ على دورها في التحالف الأمريكي ضد "داعش".



واشنطن بوست: فرض أمر واقع 
دعم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، وهم السعودية، وقطر، وتركيا، المكثف فصائل المعارضة السورية في الأشهر الأخيرة، بتزويدها بدعم مالي وعسكري سهل من انتصار "جيش الفتح"، الذي يضم فصائل متعددة منها "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة ، على قوات النظام في شمال غرب سوريا، حسبما ترى صحيفة "واشنطن بوست"، في خطوة جاءت بعد نفاد صبرهم من بطء سعي الإدارة الأمريكية ناحية تدريب وتسليح قوات المعارضة، حيث ترى الدول الخليجية أن واشنطن منشغلة حاليا في مفاوضاتها مع إيران.


وعن طريق هذا الدعم تحاول الدول الخليجية صناعة واقع هو أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تعارض تسليح المعارضة السورية، وأنه ستكون مجبرة على قبول الوضع، كما أن هذا الدعم من شأنه أن يضعف موقف الرئيس السوري، بشار الأسد، حليف إيران، ويجعله أكثر ميلا للتفاوض دون إزاحته عن السلطة تماما، حتى لا تنجرف سوريا لمزيد من الفوضى.



هافنجتون بوست: تحول في التحالفات 
العميل السابق بمكتب MI6، الستر كرو، أشار في مقال بصحيفة "هفنجتون بوست" إلى أن إعلان انتهاء العمليات العسكرية السعودية في اليمن يأتي بعد جهود دبلوماسية كبيرة لحثها على تقليل خسائرها.


ويؤكد الكاتب أن العاهل السعودي وجد نفسه معزولا، في الوقت الذي تعمل فيه إيران وعمان وروسيا على مبادرة سياسية، حتى أن الولايات المتحدة حاولت اقناع المملكة بوقف الغارات التي لم يكن لها تأثير كبير على الحوثيين، بحسب الصحيفة، كما أن واشنطن تسعى إيضا لإتمام صفقة البرنامج النووي مع إيران.


ولفت "كرو" إلى أن من أسباب عدم استكمال العمليات العسكرية، هو أن الدول الأهم في المنطقة، وهي مصر وتركيا وإيران، فضلا عن باكستان لديهم ميول للتوجه للتحالف شرقا مع دول مثل الصين وروسيا، ما يحول دفة القوة في المنطقة بعيدا عن واشنطن حليف السعودية، حيث يرى الكاتب أن الغرب حتى الآن لا يقدر أهمية هذا التحول جيدا



فورين بوليسي: سياسة أكثر نشاطا


عكس تعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، واختيار السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير، وزيرا للخارجية، اتجاها لعلاقات أكثر ودية بين الرياض وواشنطن، نظرا لأن ولي العهد ووزير الخارجية الجديدين معروفان بتعاونهما مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وجهودهما في استهداف المتطرفين لاسيما من تنظيم القاعدة.


وارتبط تعيين الأمير محمد بن سلمان في منصب ولي ولي العهد، وإبقاءه في منصب وزير الدفاع، بشكل مباشر بالعملية العسكرية السعودية في اليمن، حيث تعكس هذه القرارات نوايا العاهل السعودي تجاه سياسة أكثر نشاطا في المنطقة كجزء من استراتيجية المملكة للتصدي للتمدد الإيراني.