"الموندو": السيسي حليف قوي لمحاربة الإرهاب في المنطقة
على خلفية زيارة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، للعاصمة الإسبانية مدريد، والمرتقبة غدًا الخميس، نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية افتتاحيتها اليوم الأربعاء، التي حللت فيها أسباب زيارة الرئيس المصري إلى إسبانيا، وعلاقته بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
الاستقرار المصري مفتاح لتعزيز العلاقات
افتتحت الصحيفة مقالها المنشور، اليوم الأربعاء، بقولها: "بعد عامين كاملين من "الانقلاب" الذي أطاح بحكم الإخوان في مصر، وبعد عام فوزه من فوزه بالانتخابات الرئاسية بنسبة 97%، يبدو أن نظام الجنرال عبدالفتاح السيسي يثير بخطى ثابتة ليصبح واحدًا من أكثر الأنظمة استقرارًا وأمنًا في المنطقة. وإذا كان صحيحًا أنه تم تحقيق سلام نسبي في البلاد على حساب القمع العنيف، ليس فقط ضد مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي حكم عليه بالسجن 20 عامًا، وإنما أيضًا سجن عناصر المعارضة العلمانية المطالبة بإصلاحات ديمقراطية، فإن مصر نجحت في تجنب نشوب حرب أهلية، وتفكك هياكل الدولة".
وأضافت صحيفة "الموندو" الإسبانية أن هذا الاستقرار النسبي في مصر هو السبب الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة مساعداتها العسكرية لمصر، وهي المساعدات التي سبق وجمّدتها منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، وهذا الاستقرار واحد من الأسباب التي تدفع إسبانيا لتعزيز علاقتها الثنائية مع مصر، خلال زيارة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، للعاصمة الإسبانية مدريد، والمقررة غدًا الخميس.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن هذا الاعتراف من مصر بكونها الشريك المفضل للدفاع عن المصالح الغربية في منطقة حساسة من إفريقيا والبحر المتوسط، لا ينبغي أن يصبح مثالًا صارخًا للمهتمين بالسياسة الواقعية، كما جرت العادة بين الدول، مضيفة أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاوز المفاهيم التقليدية لـ"الصديق" و"العدو"، لأن الاستقرار في حد ذاته "فضيلة" ينبغي أن تطمح إليها كل أمة، ولكنها قد تصبح حجة للديكتاتورية.
لا تنازل عن الإصلاحات الديمقراطية
وقالت الصحيفة الإسبانية إن الاستقرار في مصر، بكل ما له من أهمية حيوية للأمن الأوروبي، لا يجب أن يثني القادة الأوروبيين عن المطالبة بإصلاحات ديمقراطية في البلاد، والمطالبة باحترام حقوق الإنسان، وإقامة الحريات المدنية والدينية والجنسية، وقيم التسامح، وذلك استنادًا لتصريحات السيسي في حواره مع جريدة "الموندو" الإسبانية نفسها، والتي أكد فيها أن الشعب المصري مستعد للديمقراطية، وتحدث فيها عن "الدولة العلمانية" التي لا تستخدم الدين كأداة لتحقيق أهداف سياسية.
وشددت "الموندو" على أن مفاهيم الحرية والأمن يجب أن تكون راسخة في دولة يعد اقتصادها وموقعها الجغرافي عاملين هامين إستراتيجيًّا، ويؤهلانها لتصبح حليفًا لا غنى عنه في محاربة الجهاديين، وأنظمة المافيا التي تستغل الفارين من الصراعات المسلحة في إفريقيا، والمهاجرين الطامحين للهرب من المنطقة.
وقالت الصحيفة الإسبانية إنه بعد الفشل الذي منيت به كثير من ثورات العالم العربي، مثل ليبيا، والتي انجرفت إلى سيناريو دموي تحكمه الجماعات الإسلامية المتشددة، وعودة الحروب الدينية والإقليمية، أصبحت مصر تمثل قوة حيوية ووسطية في المنطقة، مضيفة أن نظام السيسي أصبح يمثل أحد السدود التي تحمي المنطقة من الجهاديين، وبالتالي يصبح الرئيس المصري حليفًا ضروريًّا للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وعليهما مساندته للسير على الطريق الديمقراطي في البلاد.